*الجزيرة خاص:
للغرف التجارية دور مهم من شأنه الاسهام في بناء الروابط بين رجال الاعمال والدوائر الحكومية بما يسهم في تذليل العقبات التي تواجه رجال الاعمال وعرض مشكلاتهم واقتراح الحلول لها إضافة لاستقطاب المزيد من الاستثمارات وتطوير وتفعيل برامج التنمية الاقتصادية.
ونتيجة لحرص الغرفة التجارية الصناعية بالرياض على افتتاح عدة فروع لها بالمحافظات مما يوسع خدمات الغرفة لتغطي أكبر مساحة ممكنة من اراضي المنطقة الشاسعة.
الجزيرة التقت الاستاذ ابراهيم الحديثي رئيس المجلس التنفيذي بفرع الغرفة التجارية الصناعية بالرياض في محافظة الخرج ليسلط الضوء على فرع الغرفة بمحافظة الخرج وخدماته ومشاريعه القادمة.
وبدون إطالة نترككم مع نص الحوار:
* الجزيرة: حرصت الغرفة التجارية الصناعية بالرياض على افتتاح عدة فروع لها بالمحافظات بهدف خدمة قطاع الأعمال في هذه المحافظات.. وكان فرع الغرفة بمحافظة الخرج اقدم ثمار هذا النهج.. فهل تعتقدون ان هذا الفرع يحقق الغايات التي توختها الغرفة؟
الحديثي: الواقع ان الغرفة وضعت لنفسها مبدأ مهما يتمثل في ان تنتقل هي من خلال فروعها الى منتسبيها والمستفيدين من خدماتها بدلا من أن يتحملوا عناء السفر والانتقال الى مقر الغرفة الرئيسي بالرياض، خاصة وأن مساحة المنطقة شاسعة، لكن ينبغي الإشارة هنا إلى أن هناك بعض العوامل أو الضوابط التي تتحكم في صدور قرار افتتاح فرع جديد في محافظة ما، فوفقا لنظام الغرف السعودية فإنه يجوز للغرف أن تنشىء مكاتب فرعية لها في دائرة اختصاصها بعد موافقة وزير التجارة.كما انه يشترط توفر بعض الشروط لافتتاح الفرع من أهمها ما يتعلق بالموقع الجغرافي حيث يشترط ألا تقل المسافة بين مقر الغرفة الرئيسي بالرياض أو أي فرع آخر عن 80 كيلو مترا، وان تكون مدينة الفرع المقترح مركزا اقتصاديا للمناطق المجاورة.ويشترط ان تكون مدينة الفرع مرتبطة بالرياض بطرق معبدة وميسر الوصول اليها، وتوفر انواع الاتصالات، إضافة لتوفر إحدى الدوائر الحكومية المصدرة للسجلات التجارية أو التراخيص لمزاولة الأعمال وهي (مكتب وزارة التجارة وزارة الصناعة، البلدية، الإعلام، الصحة، المعارف، وتعليم البنات)، وكذلك يشترط وجود ثلاثة فروع للبنوك على الأقل.
ولاشك ان تعدد فروع الغرفة وتمددها الى العديد من محافظات منطقة الرياض هو ظاهرة صحية وإيجابية لأن ذلك معناه توسيع خدمات الغرفة لتغطي أكبر مساحة ممكنة من أراضي المنطقة الشاسعة، ومعناه أيضا ان الغرفة تنتقل هي بخدماتها مباشرة إلى منتسبيها وإلى كافة رجال الأعمال في المحافظات، وكذلك خدمة المراجعين من مواطنين ومقيمين وإجراء التصاديق اللازمة لهم بدلا من أن يتجشموا هم عناء السفر الى مقر الغرفة الرئيسي.
ويضاف لذلك أن إنشاء الفروع من شأنه الإسهام في بناء الروابط بين رجال الاعمال في هذه المحافظات والدوائر الحكومية بما يسهم في تذليل أي عقبات قد تواجه رجال الأعمال وعرض مشكلاتهم واقتراح الحلول لها، وكذلك إسهام الفرع في استقطاب المزيد من الاستثمارات الى المحافظة ومن ثم تطوير وتفعيل برامج التنمية الاقتصادية فيها.
وتجدر الإشارة الى ان الفروع التي افتتحتها الغرفة في المحافظات هي كما هو معروف فروع الخرج والدوادمي ووادي الدواسر وفرع شقراء، إضافة الى فرعي المدينة الصناعية الأولى والثانية بمدينة الرياض، فضلاً عن مكتبي الغرفة بحي النسيم وحي الشفا بالرياض.
أما بشأن قيام فرع الخرج بالمسؤوليات والمهام المنوطة به فلاشك أن الفرع حقق بحول الله الدور المأمول منه في خدمة قطاع الأعمال وممارسة دوره المهم في تعزيز خطط التنمية بالمحافظة.
* الجزيرة: هل لنا أن نتعرف على اهم وأبرز المنجزات والنشاطات التي حققها فرع الغرفة بمحافظة الخرج سواء لصالح مجتمع قطاع الأعمال ومنتسبي الغرفة، أو فيما يتعلق بدفع وتشجيع خطط لتنمية أو استقطاب وجذب رؤوس الأموال للاستثمار بالمحافظة؟
* الحديثي: أود أن أؤكد ان فرع الغرفة بمحافظة الخرج حاول على مدى السنوات السابقة أن يهيء ويوفر افضل الخدمات لقطاع الأعمال ومنتسب الغرفة بالمحافظة، وذلك امتدادا للدور والرسالة التي تحملها الغرفة في مقرها الرئيسي بالرياض من أجل تفعيل دور رجال الأعمال وتهيئة المناخ الأفضل امامهم لممارسة أنشطتهم التي تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة بالمحافظة.
كما لعب الفرع دوره النشط في عرض المشكلات التي تواجه قطاع الأعمال في المحافظة على الجهات الحكومية المختصة لتذليلها والعمل على حلها بالصورة الأفضل، وكذلك عرض المشكلات الاقتصادية التي تعرفها المحافظة ودراستها ووضع الاقتراحات الملائمة لمعالجتها، كما قام بالعمل على استقطاب المزيد من الاستثمارات المناسبة والمتنوعة للمحافظة.
وأجرى الفرع في هذا الإطار العديد من دراسات الجدوى للمشاريع التي تمتلك فرصا واسعة ومميزات نسبية لإنجازها وإنجاحها، والارتقاء بتنمية المجتمع المحلي بمحافظة الخرج وخاصة في الأنشطة الزراعية نظرا لأن الخرج تملك إمكانات زراعية واسعة بالفعل، وإمكان قيام أنشطة صناعية على المنتجات الزراعية، وغيرها من الانشطة الصناعية والتجارية والسياحية والخدمية الأخرى.
* الجزيرة: لدينا معلومات تتحدث عن تبني فرع الغرفة بمحافظة الخرج لمبادرة طموحة لإنشاء شركة متعددة الأغراض للتنمية والاستثمار بالمحافظة، تستهدف تعزيز معدلات تنمية مدينة الخرج وتأهيلها لتصبح ثاني اكبر مدينة بمنطقة الرياض بعد العاصمة.. نود أن نتعرف على تفاصيل هذا المشروع واهدافه، وكيف نبعت الفكرة من ورائه؟
* الحديثي: في البداية أود أن أوضح ان فكرة إنشاء هذه الشركة نبعت من اهتمام المجلس التنفيذي لفرع الغرفة بالخرج بممارسة هذا الفرع لدوره الهام في تطوير وتعزيز برامج التنمية الشاملة بمحافظة الخرج، بل والقيام بدور فعال ونشط لمساندة المدينة العاصمة الرياض في جهودها المكثفة والحثيثة لنشر وتوطين مشاريع النهوض التنموي في أرجاء المنطقة وبلوغ هدف التوزيع العادل للتنمية في أرجاء المنطقة وحصول السكان في كل المناطق على حصصهم العادلة من هذه التنمية والرخاء المستهدف من ورائها.كما استهدفت فكرة المشروع في نفس الوقت الإسهام في ايجاد حلول جذرية لمشكلة الهجرة التي تعاني منها مدينة الرياض والقادمة اليها من المجتمعات الريفية وأدت إلى ضغوط شديدة ومرهقة على المرافق والخدمات بالمدينة والتي لم تصمم أصلاً لاستيعاب هذه الأعداد الهائلة من السكان، إذ بلغ عددهم الآن 5 ،4 ملايين نسمة، وتسببت الهجرة في رفع معدلات النمو السكاني الطبيعي في الرياض الى 8% سنويا بينما لا يتجاوز معدل النمو العام الطبيعي بالمملكة 4 ،3% سنوياً.
ومن أجل التدليل على حجم مشكلة الكثافة السكانية التي تعاني منها مدينة الرياض، فإنني أود أن أشير الى نتائج دراسة حديثة أجريت بالرياض اظهرت أن سيارات الأجرة تهدر يوميا على الطرقات 5 ،1 مليون ساعة نصفها يضيع عند الإشارات الضوئية، ولك ان تتصور حجم المشكلة بحلول عام 2020م، حيث ستتضاعف حركة السير بمعدل ثلاث مرات عن معدلها الحالي إذا ما استمرت معدلات النمو السكاني والاقتصادي على ما هي عليه الآن.
ولهذا كله، فقد برزت فكرة إنشاء هذه الشركة المتعددة الأغراض للتنمية والاستثمار بمحافظة الخرج لتساعد في تحقيق مفهوم تنمية المدن الرديفة كعلاج لمشكلة الهجرة للمدن الكبيرة، ونجاح هذا المشروع في مدينة الخرج باعتبارها قريبة من الرياض يساعد على وقف زحف الهجرة من الريف الى الرياض بحيث تكون مدينة الخرج المدينة الأولى المستقبلة للهجرة العكسية من مدينة الرياض ناهيك عن وقف الهجرة الى الرياض.
* الجزيرة: هل اجريتم بالفعل دراسة جدوى للمشروع؟ وهل وجدتم من خلالها توفر العناصر الأساسية التي تكفل نجاح المشروع؟
الحديثي: الواقع ان المجلس التنفيذي لفرع الغرفة بمحافظة الخرج أجرى دراسة جدوى أولية للمشروع عن طريق مركز البحوث والدراسات بالمقر الرئيسي للغرفة بالرياض بهدف معرفة المجالات والفرص المتاحة للاستثمار ومدى جدواها وحتى يتسنى بناء عليها السير قدما في إجراء إنشاء كيفية مثل هذه الشركة وبالكيفية الملائمة.
اهداف الدراسة الأولية:
وإذا ما تحدثنا عن اهداف الدراسة الأولية فإنها وضعت جملة من الاهداف من بينها: استكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة بمدينة الخرج، اقتراح القنوات المناسبة للتعرف على متطلبات المستثمرين وأفكارهم، واقتراح أنسب الصيغ للشركة المرتقبة هل تكون قابضة أو مساهمة أو شركة ذات مسؤولية محدودة أو شركة تضامن.. الخ؟، كما حددت الاهداف إيضاح المجالات التي يمكن للقطاع الخاص الاستثمار فيها كالمباني السكنية والفنادق والأسواق المركزية ومحطات الوقود والمطاعم والسوبر ماركت وأماكن الترفيه.. الخ.
عناصر الدراسة:
حددت الدراسة الأولية مجموعة من العناصر التي يلزم أن تغطيها الدراسة بما يؤدي الى تحقيق الأهداف المرجوة، ومن بين ما تتضمنه هذه العناصر ما يلي:
1 إجراء دراسة مسحية لمدينة الخرج تشمل السكان وتوزيعهم على الأراضي، ومدى استغلال الموارد الطبيعية والبشرية المتوفرة، والإحصاءات عن التعليم ومعدلات نموه.. الخ.
2 الفرص الاستثمارية المتاحة أو تلك التي يمكن إجراء دراسات أولية عنها.
3 الخدمات التي تفتقدها المدينة والتي تساعد في حالة وجودها على جذب الاستثمارات.
4 المميزات التي تمتلكها مدينة الخرج لجذب الاستثمارات المحلية أو الاجنبية.
5 المعوقات التي تعترض المستثمرين واقتراحات لكيفية التغلب عليها.
نطاق الدراسة:
ينبغي أن يشمل نطاق الدراسة محافظة الخرج بالتركيز على مدينة الخرج بصفة أساسية على أن تشتمل الدراسة الميدانية على جميع أوجه النشاطات الخدمية والتجارية والعقارية والصناعية والسياحية، وأن تشمل مفردات العينة رجال الأعمال والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والمسؤولين عن المحافظة ومواطني المنطقة.
* الجزيرة: ما هي المقومات التي تمتلكها مدينة الخرج والتي وفرت الأسباب الأولية لإمكان تنميتها لتصبح المدينة الرديفة للرياض والقادرة على امتصاص الزيادة السكانية في الرياض والمساعدة في وقف زحف الهجرة اليها؟
* الحديثي: تمتلك مدينة الخرج الواقعة الى الجنوب الشرقي من مدينة الرياض على بعد 85 كم العديد من المقومات الاقتصادية والجغرافية والسكانية التي تمكنها من بلوغ مكانة المدينة الرديفة للرياض وإحداث حركة تنموية فيها لتصبح منطقة جذب حضري، وتتمثل هذه المقومات في ان مدينة الخرج هي المدينة الثانية بعد مدينة الرياض من ناحية الكثافة السكانية، حيث يبلغ تعداد سكانها نحو 225 ألف نسمة، ومساحتها 1500كم2 شاملة المزارع والأنشطة الأخرى.وتعتبر الخرج ملتقى طرق رئيسية إذ ترتبط بالعاصمة بطريق سريع، كما ترتبط بالمنطقة الشرقية عن طريق الثمامة وامتداد طريق حرض، أما طريق العيون فيربطها غربا بوادي الدواسر والمنطقة الجنوبية وجميع هذه الطرق سريعة ومزدوجة وجيدة التصميم.وتتميز محافظة الخرج بصفة عامة ومدينة الخرج بصفة خاصة بنشاطات زراعية وإنتاج الألبان والتمور وتصنيعها، وكذلك إنتاج الخضراوات والفواكه، كما تم اعتماد إنشاء منطقة صناعية جنوب الخرج تبلغ مساحتها 100 مليون م2 ، وهو ما يساعد على استيعاب المشاريع الصناعية بالمدينة، ويضاف لذلك أن المحافظة تمتلك الإمكانات السياحية المتمثلة في وجود مواقع سياحية مثل قصر الملك عبدالعزيز (قصر مشرف) برج الخرج، عيون الخرج، والآثار القديمة في اليمامة والسلمية.
| 
