تابع معنا ملايين البشر حفلة الخطابة التي عقدها مجلس الأمن الدولي لمناقشة تقريري هانس بليكس ومحمد البرادعي عن نتائج أعمال المفتشين الدوليين في الفترة التي أعقبت آخر «حفلات الاستماع في مجلس الأمن الدولي» للأزمة العراقية.
تقريرا بليكس والبرادعي، أكدا على التعاون الإيجابي للعراق مع عمليات التفتيش وأن الكثير من الأعمال والطلبات التي تضمنتها قرارات نزع أسلحة الدمار الشامل في العراق قد نفذت بطريقة تؤكد التعامل الجيد من قبل العراقيين مع عمليات التفتيش.
المعلومات التي قدمها بليكس والبرادعي دفعت العديد ممن تناوبوا على إلقاء الخطب في جلسة مجلس الأمن يوم الجمعة من الوزراء ومندوبي الدول الخمس عشرة، جعلتهم يعارضون علناً اللجوء للحرب ضد العراق استجابة لرغبات أمريكا وبريطانيا وإسبانيا وبلغاريا، التي أظهر وزراؤها أن همهم الأول هو إشعال حرب مدويّة في المنطقة لتدمير العراق وخلق وضع خطير في الشرق الأوسط.
وإذا كنا نعرف أهداف أمريكا وبريطانيا اللتين لا يمكن أن تفصلا سعيهما لإشعال حرب في المنطقة لتحقيق أطماعهما في إحكام السيطرة على منطقة الشرق الأوسط لنهب ثرواتها وتأمين الحماية لدويلتهم التي أقامتها بريطانيا وأبقتها أمريكا عبر مدّها بكل أسباب القوة الغاشمة وجعلها أكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط وحمايتها دولياً بمنع أي هيئة أو منظمة دولية من محاسبتها.
نقول: إذا عرفنا أهداف أمريكا وبريطانيا فنحن هنا نقف عاجزين عن إيجاد مبرر لإسبانيا، صديق العرب كما يقول مسؤولوها وبلغاريا التي تظهر في أول ظهور لها على المسرح الدولي كتابع لمن يدفع أكثر..!! لا نعرف الأهداف التي جعلتهما تسيران خلف واشنطن ولندن، اللتين يفرض عليهما الواجب الإنساني والأخلاقي أن يمارسا أكثر من الضغط الممارس على العراق على كيانهما الإسرائيلي الذي زرعاه في الشرق الأوسط، إذ بالرغم من تأييدنا لنزع أسلحة الدمار الشامل عن كل دول الشرق الأوسط، إلا أننا نتابع بأسى وبغضب شديد أيضاً، نتابع العراق وهو يحاصر، وتترك إسرائيل التي يتمادى إرهابيوها في ارتكاب كل الجرائم المعروفة ضد الإنسانية دون أن يبادر أحد ممن يستعرضون قدراتهم الخطابية في «حفلات تقييم عمليات التفتيش» التي كشفت حجم الزيف والنفاق الذي فرضته القوى الدولية الكبرى على العلاقات الدولية، بحيث يترك المجرم يعبث دون حساب.. ويطارد المشتبه فيه للإيقاع به لإخافة الآخرين حتى يرتموا في أحضان الكمائن التي يجيدون نصبها للدول المستضعفة.
|