Sunday 9th march,2003 11119العدد الأحد 6 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستقبل العراق بين مؤتمر صلاح الدين وطهران: مستقبل العراق بين مؤتمر صلاح الدين وطهران:
المعارضة وهامش التحرك الأمريكي

* دمشق- الجزيرة عبدالكريم العفنان:
وسط تزايد الحشود الأمريكية في المنطقة، تظهر الأزمة العراقية كوضعية قابلة للتطور والدخول في مراحل جديدة فالتحرك العسكري يترافق بتحركات سياسية على مستوى المعارضة العراقية والحكومات الإقليمية، حيث تزامنت ثلاثة أحداث بدأت بمؤتمر صلاح الدين للمعارضة العراقية، وامتدت برفض البرلمان التركي لانتشار القوات الأمريكية على الأراضي التركية، واستمرت أيضا بمؤتمر طهران الذي ضم المعارضة الشيعية.
ووسط سرعة التطورات أكد عزت الشهبندر، العضو السابق للجنة التنفيذية للمؤتمر العراقي المعارض، أن السياسة والظلم والاستبداد هي المسؤولة عن نشوء ظروف شاذة وأوضاع اجتماعية استثنائية في العراق، سمح بتدخلات خارجية تحت ذرائع مختلفة.وقال الشهبندر في بيان تسلمت «الجزيرة» نسخة منه بمناسبة انعقاد مؤتمر طهران برئاسة باقر الحكيم، أن الدولة العراقية التي قامت عام 1921 جلبت معها كل أسباب التخلف وأدت إلى ظهور الديكتاتورية التي يعانيها الشعب اليوم واعتبر أن العراق اليوم على أعتاب مرحلة حساسة ولابد ان يكون لشيعة العراق دور في عملية التطوير ومن منظور حضاري، وذلك عبر طرح مشروعهم الوطني الشامل للعراق، مستفيدين من التاريخ ودروسه، ومن طبيعة الواقع والمراحل التي مر بها العراق منذ ظهوره وحتى الان. ورأى عزت الشهبندر في بيانه ان العراق في المرحلة القادمة يجب ان يقوم على مجموعة من المبادىء تتضمن اعتبار الإسلام دين الدولة ومصدراً أساسياً للتشريع بالإضافة إلى المصادر الأخرى التي لا تتعارض مع قواعد الإسلام وأحكامه، ووفق هذا المنظور فإن الشيعة هم اتباع مذهب في فهم كتاب الله وسنة رسوله، وعليهم أن يعملوا من اجل مشروع للعراق يحفظ حقوق جميع شرائح المجتمع، وبالتالي فهم لا يملكون مشروعهم الخاص المناقض لوحدة العراق أرضا وشعبا.
فالمشكلة العراقية بالنسبة إلى الشيعة حسب بيان الشهبندر هي الديكتاتورية والحل هو سيادة النظام الديمقراطي، ولا يمكن اختصار مواقفهم بمجموعة من المطالب الصغيرة والحقوق الطائفية الشكلية.
معتبرا أن ترتيب البيت الشيعي مطلب ملح ويجب ان يتم بإرادة عراقية مستقلة، وهم لا يعتبرون حكومة صدام «سنية» إنما ديكتاتورية مستبدة ألحقت الضرر بكل العراق، وحض بيان الشهبندر شيعة العراق وهم يتهيؤون لترتيب بيتهم الداخلي عبر مؤتمر طهران بأي مساندة حرة لإسقاط الديكتاتورية مع رفض استغلال تلك المساندة لتكريس أي شكل من أشكال الاحتلال. كما ركز الشهبندر أن بيانه مجرد أفكار قابلة للنقاش والتطوير من أي طرف يحرض على المشروع الوطني العراقي.
وفي بيان آخر أصدره الحزب الشيوعي العراقي من دمشق، ظهرت بعض المواقف الخاصة من السياسة التركية تجاه العراق، حيث أكد البيان ضرورة التنبه لأي مطامع إقليمية في العراق، معتبرا أن هناك نوايا تركية للاستفادة من أجواء الحرب، فالحكم التركي حسب البيان يسعى للحصول على دور في تحديد مسار التطورات، وبشكل يؤمن لأنقرة شيئا من الغنيمة.وأوضح البيان أن مثل هذا الطموح غير مشروع وسيصطدم بالرفض من جانب جميع القوى العراقية، وبين أن اخطر ما في التصريحات التركية هو مطالبتها الإدارة الأمريكية أن يكون لها مندوب يشارك المسؤولين الأمريكيين في رسم شكل السلطة المقبلة بعد إسقاط صدام.
كما شجب البيان خيار الحرب الذي تصر عليه الولايات المتحدة، رغم الرفض الدولي الواسع له، مبينا أن الحزب الشيوعي الذي رفض سابقاً التوجهات التركية غير المشروعة، يعرب اليوم عن إدانته لنوايا غزو كردستان العراق، أيا كانت الحجج التي يجري التذرع، ويحذر من مضاعفات هذا التوجه على القضية العراقية ومستقبل العلاقات التركية العراقية، وحتى على الوضع الإقليمي والدولي.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved