الأوعية الدموية المتصلة بالقلب في مجملها تتكون من الشرايين وهي تحمل الدم من القلب لتوزيعه على جميع أجزاء الجسم والأوردة وهي مختصة بارجاع الدم الى القلب ثم الرئتين تمهيداً لامداد الجسم بالدم مرة أخرى.
ومن حكمة الخالق سبحانه وتعالى خلق تكوين الجهاز الوريدي بالساق من جزئين: جزء عميق بالساق والفخذ «ويسمى الوريد الفخذي اجمالا» يمر من خلال عضلات الطرف السفلي وآخر سطحي تحت الجلد مباشرة «ويسمى الوريد الصافي اجمالا» ويلتقي الوريد السطحي «الصافي» ويصب في الوريد العميق «الفخذي» في عدة نقاط اتصال أهمها عند أعلى الفخذ الى الداخل لتكوين وريدواحد للحوض والبطن.
وهذا التكوين الكامل من خلق الله يتيح لكل من الجزئين القيام بوظيفة الآخر إن لزم الأمر في حالات مرض أو اصابة أحدهما، مثلا في حالات جلطات الأوردة العميقة تقوم الأوردة السطحية بجزء من وظيفتها وحالات دوالي الأوردة السطحية أو جلطاتها تقوم الأوردة العميقة بنفس الدور وبذلك يتم تفادي مضاعفات أي من هذه الأمراض.
* تعتبر من الأمراض غير شائعة الحدوث في عموم السكان وبنسبة أكبر في مرضى دوالي الساقين الذين لا يتبعون تعليمات الطبيب سواء باستخدام الشراب الطبي الضاغط أو عمل عملية استئصال الدوالي إذا لزم الأمر.
وفي أغلب الأحيان يكون التهاب وجلطة الوريد السطحي «الصافي» بالساق محصوراً في جزء صغير من الأوردة وهنا يسهل العلاج بالأدوية المسكنة المضادة للالتهاب من غير مشتقات الكورتيزون (Non steroidal anti-inflammatory drugs) وعادة يستجيب المريض بصورة طيبة وحتى في بعض الأحيان قد يتراجع الالتهاب من نفسه ويشفى المريض، وفي أحيان أخرى نادرة يمتد الالتهاب والجلطة ليصل الى نقطة التقاء الوريد الصافي بالوريد الفخذي وهنا مكمن الخطورة حيث يحتمل ان تمتد الجلطة لتشمل الوريد الفخذي وتتحول الحالة الى جلطة بالأوردة العميقة بما في ذلك متاعب للمريض ومضاعفات محتملة المريض في غنى عنها لا قدر الله وفي هذه الحالات يجب التدخل الجراحي لعمل عملية فصل الوريد الصافي عن الوريد الفخذي لمنع حدوث هذه المشاكل (Saphenofemoral junction disconnection).
وتشخيص حالات التهاب وجلطات أوردة الساق السطحية يتم عادة بالفحص الاكلينيكي بالعيادة الخارجية مع عمل فحص بالموجات فوق الصوتية للأوردة - دوبلكس (Duplex) لتأكيد التشخيص وتحديد امتداد الالتهاب والتجلط والتأكد من بعده عن نقطة التقاء الوريد الصافي بالوريد الفخذي وأيضا يمكن تكرار نفس الفحص من 1-3 أسابيع لمتابعة الاستجابة للعلاج بدون أي مضاعفات على المريض.
المريضة م-س 30 سنة حضرت إلى عيادة جراحة الأوعية الدموية بالمستشفى السعودي الألماني بالرياض تعاني من آلام بالساق اليسرى مصحوبة باحمرار وألم على مسار الوريد الصافي من الساق الى أعلى الفخذ وكانت المريضة تعاني من دوالي بالساق بعد الحمل والولادة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصحت بعمل عملية لاستئصال الدوالي من عدة أطباء متخصصين ولم تأخذ بالنصيحة.
بالكشف تبين أنها تعاني من التهاب وتجلط بالوريد الصافي الأيسر من الساق الى أعلى الفخذ وبعمل فحص الدوبلكس تبين ان الجلطة تقف بمسافة قصيرة جداً قبل التقاء الوريد الصافي بالوريد الفخذي «عدة سنتيمترات» نصحت المريضة بعمل عملية قطع التقاء الوريد الصافي بالوريد الفخذي وتمت الموافقة على ذلك وأثناء العملية تأكد ان الجلطة ممتدة الى حوالي ثلاث سنتيمترات فقط من الوريد الفخذي (شكل رقم 2، 3) والحمد لله تم تجنب حدوث جلطة بالوريد الفخذي ومضاعفاتها والمريضة خرجت من المستشفى بسلامة الله تحت العلاج والمتابعة.
استشاري جراحة الأوعية الدموية
المستشفى السعودي الألماني - الرياض
|