الإرهاب الإسرائيلي من يوقفه؟

وقف العالم جميعاً يتفرج ببلاهة على أبشع جريمة إنسانية ارتكبها الجنود الإسرائيليون في مخيم جباليا في قطاع غزة.
ومع أن فيها كل أركان الجريمة.. والتمادي والإصرار على ارتكاب أبشع الأفعال الشنيعة ضد الإنسانية، فإن أحداً، وبالذات الذين سارعوا للتنديد بالعملية الفدائية الفلسطينية الأخيرة، تجاهلوا الجريمة الإسرائيلية رغم فداحتها، وخرقها كل المشاعر الإنسانية والقيم الدينية والأخلاقية، فالإرهابيون الإسرائيليون مهدوا لجريمتهم بقطع التيار الكهربائي عن شمال قطاع غزة، وخصوصاً عن مخيم جباليا وبلدتي لاهيا وبيت حانون، ثم دفعوا بأكثر من سبعين دبابة وآلية مصفحة إسرائيلية للتوغل داخل المخيم الأكثر امتلاء بالسكان، حيث اندفعت الدبابات الإسرائيلية تحت غطاء مروحيات الأباتشي التي مهدت للتوغل بإطلاق عدد من الصواريخ على منازل المدنيين الفلسطينيين مما تسبب في اندلاع حريق كبير في مبنى تجاري في مخيم جباليا، سارع المواطنون الفلسطينيون ورجال الدفاع المدني إلى إخماد النيران، وفي الوقت الذي كان الجميع منهمكاً في إخماد النيران، أطلقت دبابة إسرائيلية وبشكل متعمد قذائف على الحشد الذي كان جميعهم من المدنيين العزل، حيث قتل ثمانية من بينهم رجل نَسفت رأسه تماماً.
هذه الجريمة البشعة التي سجلتها عدسات التلفاز المحلية والدولية وصورت وبثت من قبل الصحفيين، رغم استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي هؤلاء الصحفيين، إذ أصيب يوم الخميس فقط أربعة صحفيين جميعهم من المصورين ومن وكالة رويترز، ومع هذا لم نجد من يشجب جريمة الإرهابيين الإسرائيليين، رغم انتهاك جنود الاحتلال كل القيم الدينية والأخلاقية، وكل الضوابط التي وضعتها الهيئات والمنظمات الدولية، وخاصة الوكالات الإنسانية والطبية التي انتهكت سمعتها وشعاراتها حيث استغل الإسرائيليون سيارات الاسعاف التابعة لهيئة الهلال الأحمر الفلسطيني لاقتحام المناطق الفلسطينية واعتقال الناشطين الفلسطينيين.
كل هذه الجرائم والتجاوزات غير الإنسانية وغير الأخلاقية ترتكب تحت أنظار وأبصار من يجيِّشون الجيوش ويرصدون الأموال لمطاردة أشباح الإرهاب ويغضون النظر عن الإرهابيين الحقيقيين.