هذا الإحساس العارم بالفوقية..
والنظرة الدونية التي تبدت في حديث عزت إبراهيم.. هي الفاصل التاريخي الذي هوى بالأمة منذ سنين حيث الشعور بالتفوق على كل ما هو خليجي..
والنظر لنا أننا بدو صحراء كان يفترض أن نبقى على جمالنا وحليب نوقنا وأصواف أغنامنا.. وليس لنا أن ننعم بالنفط ونلحق..
في كل حوار شفيف.. بكسر حاجز المجاملات تظهر الحقيقة وتظهر المشاعر المضمرة..
ومثل الآخرين.. نحن ملزمون بالنظر إليهم على أنهم عالم يجب أن نتعايش معه ونتسامح معه..
وليس من حقنا مطلقاً أن نعتز بذواتنا ونميز شخصياتنا ونمتدح سلوكياتنا ونقول إن هذا منا أو هذا ليس منا..
أما الآخرون..
فليس من مخالفة النسق الطبيعي أن يزوروا ويحقروا..
ومن مخالفة النسق أن نرد ونعتز ونفخر بأصولنا وإلى من ننتمي..
** لا عصبية في الإسلام..
والتقوى هي المحك..
والمفاضلة تكون دائماً على أساسيات الدين..
وليس على الإرث والأصول والتاريخ.
لكن ماذا لو اجتمعت.. ماذا لو تكاملت.. ماذا لو كانت الأعلى نسبة..؟
فنحن ولا نزكي أنفسنا الأكثر تقوى.. والمجاهرة في المعاصي والسماح لها ليس من باب التقوى في البلاد الأخرى بل هي لكثرتها ولأنها استحالت لأمر طبيعي فلا تقوى الحكومات على إخفائها والاستتار ليس خيانة للبشر..
فهناك توجيه ديني يقول: إذا ابتليتم فاستتروا..
وستر المعصية هو أول دلائل الإحساس بأنها معصية وحين يستر الإنسان ما يفعله فهو يشعر بوخز الضمير والإحساس بالإثم وهو شعور يضغط على الإنسان حتى ينجح في إعادته إلى صوابه.. وهي الحكمة من الاستتار..
وحين نقول إننا الأفضل والأقل مشكلات أخلاقية وجرائم وفساداً فنحن هنا لا نعلي جنسنا وأصلنا ونرفعه دون البشر..
ولكننا هنا نعتز ونسعى من خلال هذا الاعتزاز إلى حل مشكلاتنا واخطائنا وتقويم المعوج منا.. أما المخطئون منا فهم الذين يخرجون عن جادة الدين والأصول الاجتماعية والحماية الأسرية.
** إننا لم نشعر يوماً بالتعالي على الشعوب.. ولم نجعل من نفطنا وثرواتنا وسيلة لاحتقار الناس..
وكنا ومازلنا نضبط أنفسنا في أكثر اللحظات غضباً فنحن لا نهبط لقاموس لفظي رديء يشي بالثقافة والوعي المهووس باحتقار الناس..
** في كل مرة ينصفنا الله سبحانه أكثر ويقدم وجهنا الصادق فحتى حين نغضب نذكر الناس بما نحن عليه من خوف دائم من الله سبحانه واعتقاد كامل واعتزاز بإسلامنا
وقال عزت إبراهيم للكويتيين: اسكت أنت أمام العراق العظيم
والمسافة بين الاحساسية التي تستقرئها في الكلمات هي ذاتها المسافة التي تفصل بين مواقع البلدين!!
ص.ب 84338- الرياض 11671
|