مشكلة سيارات الخدمات.. كالوايتات والقلابات والدركتورات والونشات و..وايتات «تكرمون» وسائر الخدمات المماثلة.. ان كل يوم لهم «موقف» فهم اليوم يتجمعون في رأس شارع.. وبعد فترة يطردونهم منه الى مكان آخر.. ثم تجدهم في شارع آخر.. وهكذا كل مراقب يطردهم.. والحل كالعادة «دَبْرُوا» أنفسكم.
* وهكذا محطات المدن «الاستيشن» في السابق.. مثل محطة الجنوب.. ومحطة القصيم.. ومحطة الخرج أو الشرقية أو الوادي.. أو ما شاكل ذلك.
* كل يوم لهم محطة.. وكل يوم لهم مكان.. وكل يوم لهم «دَلاّل» وكل يوم لهم وجود.. ويقولون.. أن السبب هو البلدية التي تطاردهم من مكان لآخر.. لأنه بمجرد أن يشتكيهم صاحب بقالة أو بنشر أو «شريطي» أراضي أو ما شابه ذلك.. يتم طردهم من موقعهم لأنهم مزعجون.. أو على الأصح.. لأنهم «مساكين» يخافون حتى من ونيت البلدية..!!.
* ويذكرني هؤلاء بأصحاب البسطات الذين يتنقلون من مكان الى آخر.. وهكذا بائعو الفحم والحطب.. وبائعو البصل والنعناع والإقط والسمن البري.. وكنا في سنوات ليست بعيدة.. نعرف موقف الحجاز وموقف الجنوب وموقف القصيم.. ونعرف أين يقف التكاسي وأين تقف أصحاب القلابات وأصحاب الدركتورات قبل أن يأتينا مهندسو البلدية ومستشاروها ومنظروها.. وكل من يحمل فكرة جديدة تنحصر في نقل هؤلاء من مكان الى آخر.. ثم يأتي آخر فيطردهم.
* أصحاب تلك السيارات أو تلك الخدمات.. كل يوم لهم موقف.. بل أنهم أحياناً يتحولون الى جواّلة في الشوارع.. وعليك أن تتصيدهم في الشوارع وتوقف هذا الوايت أو ذاك الونش.. أو القلابي وتسأله عن الخدمة التي يمكن أن يقدمها لك وهكذا.
* لماذا لا يحدد لهؤلاء أماكن واضحة ثابتة «يترزقون فيها» ويجدهم من يبحث عن خدماتهم بيسر وسهولة.. بدلاً من أن يركب عشرين ليموزين ويدفع مائتي ريال من أجل أن يصل الى محطة الجنوب أو الشمال أو ما شابهها وحسب طريقة «الوصف» المعروفة «لِفْ يسار.. ثم لف يمين.. ثم بَتِّل.. ثم.. ثم.. ثم يجيك كومة تراب في وجهك.. ثم تشوفهم قدامك»!!.
* ثم.. لماذا لا يتبع تثبيتهم في أماكن معينة.. اصدار دليل خاص بأماكنهم وخدماتهم وهواتف.. وليت يتبع ذلك أيضا.. تسعيرات ولو تقريبية.. بحيث تعرف وأنت في بيتك.. ماذا نريد بالضبط.. وكيف تحصل عليه وأجور وتكلفة هذا العمل.. بدلاً من أن تلف بسيارتك نصف نهار وتسأل كل واحد في الاشارة «تعرف ماقَفْ وايتات الشفط» أو «اللِّي يجلون البلاط»!!.
* وهذا يقول.. ما أدري.. وآخر يقول «أنت شايفني أسوق وايت؟!» وثالث يقول «استح على وجهك» ورابع يقول «الله يشفيك!!».. وخامس يغلق زجاج السيارة في وجهك وهو يهز يده يعني.. «عسى ما شَرْ»!!.
* ومسألة تحديد أماكن لهم.. مسألة بسيطة.. لا تحتاج الى تعقيدات.. ولا الى «مرفق» ولا إلى «حديقة» ولا الى أرض في منطقة المحمدية الغربية.. واصدار دليل لهم.. أهون وأبسط.. لأن هؤلاء موجودون موجودون على كل حال.. والناس تحتاج لهم وتبحث عن خدماتهم.. ولا يمكن الاستغناء عنهم فكيف نطردهم من مكان لآخر؟!.
وكيف لا نعترف بوجودهم؟.. وكيف لا نسهل هذه الخدمات ونقربها ونبسطها للناس؟!.
|