* الرياض منصور البراك:
نوه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء بوضع صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام جائزة لمسابقة حفظ القرآن الكريم الدولية للعسكريين، وقال سماحته ان وضع سموه الكريم لهذه الجائزة غير مستغرب على من عرف بالبذل والخير والمساهمة في نشر دين الله والدعوة اليه وخدمة كتاب الله في هذا البلد الكريم وهو أمر ظاهر لا يحتاج الى مزيد بيان، وأعظم نعم الله علينا في هذه البلاد بعد نعمة الإسلام أن وفق ولاة أمرنا حفظهم الله لتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتحاكم إليهما.
واستهل سماحته تصريحه بمناسبة رعاية صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز انطلاق جائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن الكريم للعسكريين يوم السبت القادم 12/1/1424هـ قائلا: غير خاف على كل مسلم أن القرآن كتاب الله له مكانة عظيمة يجب توقيره واحترامه والصدور عنه، تحليل حلاله وتحريم حرامه والعمل بمحكمه والإيمان بمتشابه، فهو من أعظم نعم الله على أهل الاسلام يقول الله سبحانه: {لّقّدً مّنَّ اللَّهٍ عّلّى المٍؤًمٌنٌينّ إذً بّعّثّ فٌيهٌمً رّسٍولاْ مٌَنً أّنفٍسٌهٌمً يّتًلٍو عّلّيًهٌمً آيّاتٌهٌ ويٍزّكٌَيهٌمً ويٍعّلٌَمٍهٍمٍ الكٌتّابّ والًحٌكًمّةّ وإن كّانٍوا مٌن قّبًلٍ لّفٌي ضّلالُ مٍَبٌينُ}.
وقد جعل الله هذا الكتاب خاتما للكتب السابقة جامعا لما فيها من الخير والصلاح مهيمنا عليها {وأّنزّلًنّا إلّيًكّ الكٌتّابّ بٌالًحّقٌَ مٍصّدٌَقْا لٌَمّا بّيًنّ يّدّيًهٌ مٌنّ الكٌتّابٌ ومٍهّيًمٌنْا عّلّيًهٌ} هذا الكتاب هو كلام الله {لا يّأًتٌيهٌ البّاطٌلٍ مٌنً بّيًنٌ يّدّيًهٌ ولا مٌنً خّلًفٌهٌ تّنزٌيلِ مٌَنً حّكٌيمُ حّمٌيدُ} تكلم الله به حقا وأنزله على عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وحيا محفوظ من الزيادة والنقصان والتبديل والتحريف {إنَّا نّحًنٍ نّزَّلًنّا الذٌَكًرّ وإنَّا لّهٍ لّحّافٌظٍونّ}.
وكتاب الله له مكانة عظيمة وهو ايضا من المعجزات بأوجه من الإعجاز يقصر البيان عن ذكرها ولا أظن عبدا يحيط بها من جميع جهاتها فهو معجز في لفظه وبيانه، ومعجز في تيسير تلاوته وقرآنه ومعجز فيما حواه من قصص الماضيين لنعتبر، ومعجز فيما حواه من عقائد وشرائع الدين لنمتثل ومعجز بما حواه من اخبار الغيب لنؤمن ونسلم، فهو آية ظاهرة وحجة باهرة من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم الى أن يأذن الله برفعه آخر الزمان.
هذا وإن لتلاوة القرآن وحفظه واقامة حروفه وحدوده اجرا عظيما وفضلا كبيرا قد نوه الله به ونوه رسوله صلى الله عليه وسلم، يقول الله سبحانه: {إنَّ الذٌينّ يّتًلٍونّ كٌتّابّ اللَّهٌ وأّقّامٍوا الصَّلاةّ وأّنفّقٍوا مٌمَّا رّزّقًنّاهٍمً سٌرَْا وعّلانٌيّةْ يّرًجٍونّ تٌجّارّةْ لَّن تّبٍورّ ، لٌيٍوّفٌَيّهٍمً أٍجٍورّهٍمً ويّزٌيدّهٍم مٌَن فّضًلٌهٌ إنَّهٍ غّفٍورِ شّكٍورِ}.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار) اخرجه البخاري ومسلم.
واشار الى ان اهل القرآن العاملين به هم أهل الرفعة في الدنيا والآخرة فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين) اخرجه البخاري ومسلم، وقال ابن عباس رضي الله عنهما (كان القراء أصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته كهولا كانوا أو شباناً). وإجلال حامل القرآن العامل به من إجلال الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من إجلال الله تعالى اكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط) اخرجه أبوداود وحسنه الترمذي.
وتابع سماحته ان القرآن شفيع لصاحبه يوم القيامة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه) اخرجه مسلم. ويجب على من أراد حفظه ان يستحضر النية ويخلص لله عز وجل في هذا العمل لأنه عبادة وألا يريد بذلك جاها ولا مالا يقول الله تعالى: {مّن كّانّ يٍرٌيدٍ حّرًثّ الآخٌرّةٌ نّزٌدً لّهٍ فٌي حّرًثٌهٌ ومّن كّانّ يٍرٌيدٍ حّرًثّ الدٍَنًيّا نٍؤًتٌهٌ مٌنًهّا ومّا لّهٍ فٌي الآخٌرّةٌ مٌن نَّصٌيبُ}.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمة فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمة فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار..) الحديث اخرجه مسلم، نعوذ بالله من حالة السوء.
واضاف سماحته قائلا: هذا وإن التنافس في حفظ كتاب الله وتعلم العلوم المتعلقة به لمن أعظم القربات وهو من المسابقة في الخيرات، وتشجيع هذا الأمر نرجو أن يكون عملا صالحا، وما قام به صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز من وضع جائزة لمسابقة حفظ القرآن الكريم الدولية للعسكريين، غير مستغرب على من عرف بالبذل في الخير والمساهمة في نشر دين الله والدعوة إليه، وخدمة كتاب الله في هذا البلد الكريم امر ظاهر لا يحتاج الى مزيد بيان وأعظم نعم الله علينا في هذه البلاد بعد نعمة الاسلام أن وفق ولاة أمرنا حفظهم الله لتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتحاكم إليهما.
فأسأل الله العلي القدير أن يوفق القائمين على هذه المسابقة لكل خير وأن يجزي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ويجعل ذلك في ميزان حسناته ويرزقنا جميعا الإخلاص لله في القول والعمل.
|