|
|
لا يزال المعمِّرون فوق أديم الأكاديميَّة، يتجادلون حول تدريس الشعر الشعبي في الجامعات، أم عدم تدريسه، ذلك لاعتقاد من يرفض منهم بأنَّ في تدريسه اقتحاماً لسياج الفصحى... وخدشاً لقيم التعامل مع تكوينها... وانطلاقاً من هذه «الفوضى» الصَّوتيَّة بحكم أنَّنا أمَّة «صوت» بدأنا بالخطابة والمنابرة، ولن ننتهي إلاَّ بهما.. فإنَّ الذين يكتبون هذا الشعر بدأت «رنَّة» التردد والوجل تعتور ألسنتهم بل تغلف مواقفهم منه، ذلك لأنَّهم عند المواجهة يفضلون أن يقدِّموا أو يؤخروا بعض الكلمات التبريرية عن أشعارهم بأنَّها «شعبيَّة» شعوراً منهم بأنَّها مرفوضة. والذي يستمع ويتذوَّق الشعر الشعبي بلهجاتٍ مختلفةٍ يُتقنها ويعي مدلولاتها سوف يجد أنَّ هذا الشعر «يحتوي» مشاعر متزاحمة ثريَّة فضفاضة متدفقة، تصل إلى الحسِّ بأسرع من صوت قارئها إلى السمع عند من يجيدونه ومن يتقنون آلياته وأدواته وأسلوبه وفنيَّاته من هؤلاء الشعراء والشاعرات... إنَّ ديوان المشاعر والأحاسيس.. لم ينل منه إلاَّ ما اعتور مجتمعه الخاص من الوقوف في وسط الدرب.. فإمَّا من يجذب إلى رفضه، وإمَّا من يُغري إلى قبوله، وله مجتمعه، هذا المجتمع الذي تحول إلى «طرح» يتقاطر في سوق الإعلام تتنابز له المجلات الملوَّنة... وتتنافس في تجميل خلفيَّات أُطُر طرحه، وتزيين مسرحه بالصور الملوَّنة، والشكليَّات اللاَّفتة ممَّا لا يرضي بعض الأذواق. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |