لأن هاجس البطل يرقد في أفئدتنا.. وفي عقلنا الباطني.. في وعينا الذاتي.. بل وحتى في وعينا الحاضر، بعد كل الانكسارات والهزائم، والتأزم الذي يستشعره كل عربي.. وكل مسلم، والذي يظل يحلم بالبطل القومي.. والبطل الإسلامي الذي يعيد للأمة توهجها.. وللمليار وربع المليار إنسان كرامته.. فإننا نستعيد ذكرى.. وتواريخ أمجادنا.. ونستعيد تواريخ ميلاد الأبطال الرائعين في التاريخ الإسلامي.. ولأننا نريد ان نحلم في زمن لم يبق لنا فيه غير الحلم بعد ان حاصرتنا الهزائم من كل صوب، فلم يبق لنا سوى ان نستذكر سيرة الأبطال لتساعدنا على إثارة الهمم وإشعال التوقد في نفوسنا نستعيد اليوم ذكرى بطل إسلامي ما احوجنا إلى مثيل له في هذه الأيام، ففي اليوم الثاني من محرم من عام 1138 ولد القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي أحد أعظم قادة المسلمين والذي توفي عام 1193.
القائد الإسلامي الذي ارتبط اسمه بالقدس التي حررها وأعادها للحكم الإسلامي وهزم الفرنجة في معركة حطين عام 1187.
والقائد الإسلامي الفذ صلاح الدين ولد في تكريت «العراق» من أسرة كردية، عاش عشر سنوات في دمشق في بلاط نورالدين سلطان السلاجقة. رافق عمه شيركوه في حملات عسكرية ضد الفاطميين في مصر «1164م 1167م 1168م». عند موت شيركوه، خلفه صلاح الدين وزيراً في مصر، وطّد سلطاته وقضى سريعاً على حكم الفاطميين، اتهمه نورالدين بالخروج عليه وأعد حملة لقتاله، إلا انه توفي قبل الشروع في ذلك، فأعلن صلاح الدين استقلاله ونصّب نفسه سلطاناً على مصر، وبذلك أسس الأسرة الأيوبية عام 1171.
بدأ أعماله الحربية بفتح اليمن والشام، واستولى على دمشق وحلب والموصل بعد انتصاره على الحشاشين، ثم بدأ بمحاربة الصليبيين في فلسطين، فهزمهم في معركة حطين 1187، وحرر بيت المقدس من احتلالهم، ثم واجه ريتشارد الأول «قلب الأسد» ملك انجلترا في الحرب الصليبية الثالثة عام 1189. فشلت محاولات الصليبيين في اعادة احتلال القدس، وانتهت المعارك بتوقيع صلح الرملة 1192 الذي لم يبق في أيدي الصليبيين سوى شريط ساحلي ضيق يمتد بين صور ويافا.
ذاع صيت صلاح الدين في أوروبا كمحارب شهم كريم الأخلاق أبيّ النفس، ولم يكن مقاتلا مغواراً فحسب بل كان مثقفاً يحب العلم ويشجع العلماء، عمّر المساجد وأصلح الرأي وبنى القلاع والأسوار في القاهرة ودمشق.توفي هذا القائد الفذ في عام 1193م ودفن في دمشق، مجسداً عظمة الإسلام في سلوكه وحكمته وشجاعته وقيادته وتنوع مسيرة حياته، إذ ولد في العراق وحرّر حاضرة فلسطين القدس، وحكم مصر، وتوفي في دمشق درة سوريا.
|