Saturday 8th march,2003 11118العدد السبت 5 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المواطنون العراقيون يعيشون واقعاً مريراً.. الحرب وشيكة المواطنون العراقيون يعيشون واقعاً مريراً.. الحرب وشيكة
الشعب سيعاني الأمرين وسيكون الرئيس في مخبئه الحصين.. ونحن لا

* بغداد رويترز:
في ظل سماء ملبدة بالغيوم يعيش العراقيون واقعاً مريراً بأنهم يقتربون من ثالث حرب كبرى في عقدين من الزمن.
يحاولون معرفة ماذا يجري حولهم من التلفزيون وأجهزة الاعلام الرسمية في عزلة عن المعارك الدبلوماسية في الامم المتحدة والحشد العسكري الامريكي/البريطاني القريب من حدودهم.
سألت عراقية احد الصحفيين «هل صحيح ان سفن الحرب الامريكية وصلت الخليج لتهاجم العراق؟.. علمنا ان امريكا ارسلت قوات الى الكويت هل هذا صحيح؟ هل سيهاجمون ويقصفون مدنيين؟ وحتى اذا لم يفعلوا فنحن نعيش بالقرب من منشآت عسكرية وقد يخطئونها وتتساقط القنابل علينا».
في التسعينيات شهد العراقيون ذروة الصراع بين بلادهم والولايات المتحدة ولكنه انحسر، واعتقد كثيرون انه سيهدأ هذه المرة بواسطة الامم المتحدة،
ولكن خاب ظنهم.. يدركون ان الحرب وشيكة لأن الرئيس العراقي صدام حسين يظهر كل ليلة على شاشة التلفزيون ليقوي عزم الجيش والشعب.
قال احمد حسن «50 سنة» وهو تاجر «سمعنا عن هجوم امريكي ولكننا لم نصدق إلا في الاسبوع الماضي عندما شاهدنا الرئيس يتكلم في التلفزيون».
وفي حرب الخليج 1991 لإخراج قوات بغداد من الكويت اعاد قصف بقيادة الولايات المتحدة العراق «25 مليون نسمة» الذي كان ينعم بعائدات نفطية تبلغ 20 مليار دولار سنوياً، الى عصر ما قبل الصناعة.
قالت سلوى مجيد «38 سنة» وتعمل مدرسة «ألن ينتهي هذا؟ ألا يفكرون فينا؟ ألا يعرفون ان الشعب سيعاني الامرين وسيكون الرئيس في مخبئه الحصين.. ونحن لا؟ ماذا جنينا لنستحق كل هذا؟ حياتنا عصفت بها الحروب، تعبنا ولا نملك نقودا حتى لنعرض اطفالنا على الطبيب، عندما يمرضون اتلو عليهم القرآن واطلب من الله ان يشفيهم».والعراق ضربه الفقر في ظل عقوبات يعيشها منذ 12 عاماً وأصاب سوء التغذية نسبة كبيرة من السكان.
والتوتر الذي يسود العراقيين ليس سببه الجوع والمعاناة فقط ولكن ايضا الخوف من حرب جديدة يفقدون فيها احباءهم ومستقبل مجهول.
قالت عائشة مصلح «39 سنة» وهي ام لطفلين «في حرب الخليج الاولى لم أخف لأنني كنت غير متزوجة وليس لي اطفال، والآن اخشى ما قد يحدث لهم، لا نستطيع شراء ماء في زجاجات، لانمتلك نقوداً ولا نعرف اين نذهب، ولكننا نعرف انه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، لا نريد مغادرة بلادنا».
ويعتقد الذين باستطاعتهم الدخول الى شبكة الانترنت او استقبال القنوات الفضائية ان الولايات المتحدة تتعمد عدم الافصاح عن نواياها النهائية حتى اللحظة الاخيرة ولكن الدلائل تشير الى الحرب.ويتنامى توقع العراقيين بأن الهجوم وشيك وهم يشاهدون سفارات غربية ووكالات اغاثة تجلي موظفيها.والاستعداد للحرب واضح في كل مكان.. المباني الحكومية محاطة بسواتر من اكياس الرمل وقوات الشرطة ترابط في مختلف ارجاء بغداد.
وفي سوق الكاظمية يشتري السكان مصابيح الكيروسين والشموع وأنابيب غاز الطهي.
ويتجمع عراقيون كثيرون امام مكاتب الجوازات بأمل السفر الى الخارج، ويتوجه الاقل ثراء الى سوريا بالحافلات.
وأكملت الوكالات الدولية استعداداتها اذا قامت الحرب، قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها زودت المستشفيات بحقائب اسعاف وادوات جراحة وجهزت خياما لإيواء وإطعام نحو 150 الف فرد في الايام الاولى للحرب.
قال رولاند هيوجنين بنجامين «نأمل ألا تحدث أزمة انسانية كبرى، لأننا لا نمتلك وسائل تلبية احتياجات أمة بأسرها».

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved