Saturday 8th march,2003 11118العدد السبت 5 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نبض الشارع نبض الشارع
العنف الأسري شبح يهدد أركان العائلة ويفككها..!

* أبها أمل القحطاني:
العنف الأسري ظاهرة تهدد أركان العائلة وتساعد على شتات وحدتها وتفكك تماسكها.. وللعنف أشكال وألوان وله في نفس الوقت مسببات وعلاج وهذا ما تحدثنا عنه الدكتورة نشوى محمد ظريف استشاري الطب النفسي بالمستشفى السعودي الألماني بعسير التي أوضحت تعريفاً للعنف بانه نوع من العدوان يُقصد به المعتدي إلحاق أذى بالطرف الآخر «المعتدى عليه».
وللعنف أشكال كثيرة منها ما هو جسدي كالضرب أو الاعتداء الجنسي ومنها ما هو لفظي كالسخرية والتهكم أو اللفظ الجارح، فالأذى الناتج قد يكون بدنياً أو معنوياً بل إن الإهمال والتجاهل أيضا شكل من أشكال العنف. وتشير الدكتورة نشوى إلى أن العنف الأسري يمثّل أحد مظاهر الاضطراب النفسي كما أن العنف في حد ذاته يؤدي إلى العديد من الأمراض النفسية لدى الطرف الآخر «المعتدى عليه» خاصة إذا أخذ العنف شكل السلوك المتكرر علاوة على العوامل النفسية هناك العديد من العوامل التي تساعد على ظهور العنف مثل العوامل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وتضيف قائلة ان الإحباط يُعد من أهم هذه العوامل ويحدث الإحباط نتيجة تراكم المتطلبات اليومية والضغوط الحياتية مع قلة الإمكانات، فالبطالة والفقر والازدحام بمعنى وجود أسر ذات عدد أفراد كبير في مكان ضيق يزيد من حدوث العنف.
كما أن وسائل الإعلام المختلفة وما تبثه من أفلام وبرامج مشحونة بالعنف والإثارة لها تأثير سلبي قوي جداً على متلقي هذه المواد الإعلامية. أيضا الجو العام والحروب الدائرة في أنحاء متعددة من العالم تزيد من درجة تحفز الناس وتقلل من درجة تحمّلهم فيصيرون سهلي الاستثارة وينعكس ذلك على المجتمع بوجه عام وعلى الأسر كجزء من هذا المجتمع. بالإضافة إلى ذلك فان الأفراد الذين نشؤوا في أسر تتعامل بعنف هم أنفسهم كانوا ضحايا لهذا العنف على غير المتوقع لأنهم يمارسون نفس الأسلوب مع أسرهم فيما بعد. وتؤكد الدكتورة نشوى أن العنف داخل الأسرة قد يكون بين الوالدين «الأب والأم» أو بين أحد الوالدين مع الأبناء أو بين الأبناء بعضهم مع بعض. ومن أشد هذه المظاهر إيلاماً سوء معاملة الأطفال أو إهمالهم عاطفياً أو إهمال تغذيتهم. ومن المؤسف أن سلوك العنف إذا ظهر في أسرة فإنه يأخذ بعد ذلك في التزايد ويعزّز تلقائياً، بمعنى أنه إذا ضرب الزوج مثلا زوجته مرة ثم أخرى فانه يتعوّد على ذلك ويصير عادة وأسلوبا للحياة. وتواصل حديثها قائلة: أما عن دور الأمراض النفسية في حدوث العنف داخل الأسرة فانه يزداد معدل تعرّض الأولاد للعنف نتيجة نوعين من العوامل:
الأول: يتعلق بالأب والأم مثل إصابة أحدهم بأمراض نفسية أو عقلية تؤثر على قدرته على الحكم المنطقي على الأمور أو اضطراب في التفكير كما في حالات القصور العقلي والفصام والاكتئاب خاصة إذا كان مصحوباً بأعراض ذهنية واضطراب الشخصية أو في حالات تعاطي أحد الوالدين للمخدرات.
الثاني: يتعلق بالأطفال أنفسهم إذا كانوا يعانون من انخفاض مستوى الذكاء وإعاقة من أي نوع وفرط النشاط وحدة المزاج أو أي حالة خاصة تستدعي عناية ومجهوداً زائداً من الآباء.
أما بالنسبة للعنف بين الزوجين فانه ينتشر أكثر في حالة الأزواج غير الناضجين الذين يتصفون بنقص في الثقة بالنفس غير قادرين على الاعتماد على النفس وفي حالات الغيرة المرضية إضافة إلى الاضطرابات النفسية المختلفة.
والعنف غالبا ما يعكس ما يعرف في الطب النفسي بالإزاحة بمعنى انه عند تعرض شخص لضغوط أو مشاكل مع شخص ما ولا يستطيع التعامل معه فان هذا الشخص يضطر إلى كبت الغضب والعنف بداخله حتى يقابل شخصاً أضعف منه ثم يقوم بإزاحة هذا الغضب في صورة عنف كما أن الأب عندما يواجه مشكلة في عمله مع رئيسه فانه يصب كل غضبه على أسرته وأبنائه عند عودته إلى المنزل. وتؤكد الدكتورة نشوى انه من منطلق أن الوقاية خير من العلاج فان الهدف الأول هو منع الأشكال المختلفة للعنف وذلك من خلال محاولة تخفيف الضغوط المختلفة والمعاناة التي تولّد الإحباط. والتوعية بالأساليب النفسية السليمة لحل المشاكل المختلفة داخل الأسرة وكيفية إقامة حوار بدلاً من الشجار، كذلك محاولة نشر الوعي لدى الناس عن الطرق التربوية السليمة لتربية الأطفال. أيضا علاج الاضطرابات النفسية المختلفة التي قد ينتج عنها العنف. وتختم د. نشوى حديثها قائلة فانه في حالات العنف الموجّه ضد الأطفال يجب أن يكون هناك دراية بأن مجرد الشك في تعرض أي طفل لأي نوع من أنواع الأذى فإنه يجب توفير كل سبل الحماية والأمان من قبل الجهات المعنية والعلاج سيكون موجّهاً لكل من الأب والأم من طرف والطفل من الطرف الآخر.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved