Saturday 8th march,2003 11118العدد السبت 5 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المنشود المنشود
الراعي والذئب
رقية الهويريني

يحتج كثيرٌ من المتخصصين والقائمين على النواحي الاجتماعية والنفسية والامنية على مضمون بعض المناهج المدرسية ويرون استبدالها بمناهج أخرى! فالمسؤولون عن المرور يرون ادخال مناهج تختص بالمرور والتعليمات المتعلقة به ليكون لدى الطلاب الوعي الكامل بالانظمة المرورية لتقل نسبة الحوادث.. وكذلك مسؤولو الدفاع المدني الذين لهم غفوات طويلة وما ان تدق طبول الحوادث واجراس الخطر حتى ينتفضوا ويهبوا مطالبين هكذا بايجاد مناهج مدرسية توجه الناس لكيفية مكافحة الحريق بأنفسهم لحين وصول رجال الدفاع المدني من مقارهم!!
ولنا وقفة مع خطط الطوارئ الوهمية التي تنفذها ادارات الدفاع المدني في المدارس، وفيها وقعت قلوب صغارنا تحت اقدامهم حتى قيل لهم ان ذلك «وهمي» اي لابد من تصديق كذبة وهمية والجري دون هدف! وفي ذلك تقويض صريح لمنهج تربوي مفاده «ان وضوح الهدف سبب جوهري لنجاح الوسيلة»، وهذا الهدف مفقود لدى تلاميذ المدارس ولاسيما في المراحل الابتدائية! ولعلنا لانذيع سراً حين نقول: إن معظم خطط الطوارئ التي اقيمت في المدارس لم تؤت ثمارها! لأنها تفتقد التوعية والارشاد والتهيئة الفعلية التي ينبغي ان تسبق تنفيذ الخطط وتطبيقها، فحين تزمع إحدى المدارس تنفيذ خطة طوارئ واخلاء وهمية فيحسن بها ابلاغ اولياء الامور وسكان الحي الذي تقع فيه المدرسة، كي لا يحدث ما لاتُحمدُ عقباه! فقد نشرت إحدى الصحف ان مدرسة ما وضعت خطة إخلاء بسبب نشوب حريق «وهمي» وحضرت سيارات الدفاع المدني للمدرسة للمشاركة في اخماد الحريق الوهمي، فما ان رأتها والدة احد الطلاب حتى هرعت للمدرسة بعد ان اتصلت بزوجها لتبلغه ان مدرسة ابنهم تحترق!! وفي الطريق وقع حادث سير للوالد نُقل على إثره للمستشفى!! وهكذا توالت احداث مؤسفة من جراء ذلك الإخلاء غير المدروس!!
ولعله من المناسب ان نذكّر ادارات المدارس والدفاع المدني الى ضرورة توجيه الناس لأخذ الاحتياطات اللازمة لمنع وقوع الحوادث بشكل عام وليس في المدارس وحسب، وذلك بالتوعية الدائمة بعدم عبث الاطفال بالنار واتخاذ اساليب السلامة والتعريف بمكامن الخطر ولعل ابرزها قيام بعض الاطفال باغلاق الابواب من الداخل بالمفتاح وبالتالي صعوبة الفتح، وحصول الخوف والهلع للطفل واسرته ولاسيما ابواب دورات المياه التي لابد ان تكون طريقة فتحها مزدوجة، وكذلك المقابس «الأفياش»» التي من الممكن ادخال المسامير والمشابك داخلها وحصول الضرر، وأيضا الأفران الكهربائية التي تفتقد عناصر السلامة، اضافة الى الوقوع من الدرج، وخطورة بعض الالعاب كالزلاجات والدراجات وجميع الالعاب النارية التي تخطف ابصار الاطفال في البداية، وفي النهاية قد تخطف ارواحهم، وهذا من باب توخي السلامة.. وبعد اخذ الاحتياطات اللازمة تبدأ التهيئة الفعلية لكيفية مجابهة حصول الخطر من حريق او خلافه ثم البدء بخطة للطوارئ، أي أنه لابد من التوعية الكافية بشكل نظري سواء في المحاضرات العامة في المدارس، وتطبيق وسائل السلامة بشكل فردي وجماعات قليلة اي كل فصل على حدة بدلاً من استنفار جميع الطلاب والمعلمين في وقت واحد في بداية الامر على الاقل كما يجدر بالوالدين تثقيف ابنائهم وتوعيتهم ودوام ملاحظتهم وعدم الغفلة عنهم او تركهم بمفردهم لإعداد الوجبات السريعة وغيرها، كما يلزمهم تعليم اولادهم كيفية التصرف بشكلٍ صحيح عند حصول مشكلة تستدعي السرعة ورباطة الجأش في آن و احد لأن الارتباك يؤدي الى مضاعفة الخطر، وعنها لن يكون التلاميذ بحاجة الى تكرار خطط الطوارئ الوهمية التي تمادت بعض المدارس في تطبيقها حتى كادت تصبح مثل الراعي واستنفار القبيلة قبل وقوع الخطر ليختبر مدى «نخوتهم» حين يعتدي الذئب على غنمه!! ولابد ان تشترك الاسرة مع الادارات الحكومية في التعليم والتوعية وحتى عند وضع خطة للطوارئ، اما المناهج المدرسية فهي مُثقلةٌ!! فلا تُضيفوا عليها مايُفقدها اهميتها!!!

ص.ب 260564 الرياض 11342

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved