* س: - لست أدري كيف حصل ما حصل؟ لكن هناك اشخاص اعرفهم جيداً تسببوا في ايذائي، بعضهم مات، وبعضهم على قيد الحياة، وبعضهم لم يزل يؤذيني حتى كتابة هذه الرسالة إليك، رغبتي فقط كيف اكون مجاب الدعوة..؟
ومن هذا كم آمل طرح حياة: ابن ابي وقاص؟
س.م.س.. الرياض
* ج: - في السؤال براءة أو طيبة قلب زائدة وفيه شعور مشحون بالحساسية المفرطة ويبدو لي: انك واضح جداً قد تثير من يناقشك او يجادلك الى: الحسد او كرهك لتكون فيما بعد عرضة للأذى بصورة ما، فأنت طيب وواضح وذو طموح فلعلك تفتقر الى الكياسة وتقديم العقل على العاطفة، وانت تميل الى المبالغة والخوف وقد تكون حساسيتك اسقاطية فتنظر الطرف الآخر بمنظار خاص بك تنطلق منه على الحياة والناس من خلاله، وهذا ما جعلك ترسم الحياة بكثرة من آذاك مع انه قد تكون حالة من تتصوره كذلك لا يفكر فيك مطلقاً ,لكنك تتعب نفسك وتتعب الآخرين وقد تسير في الحياة على هذا الاساس فتظلم غيرك في حين ترى انك مظلوم. تظلمه في المبالغة في: الاذى بل قد تسقط عليه ما هو منه براء،
وهذه مسألة جد مهمة تحتاجها انت كثيراً كما يحتاجها كثيرون على شاكلتك، وهذا لا يجعلني أبداً أنفي ما حصل لك من أذى حسداً «ووشاية» وهضم حق او حقوق كلا، لكن ما أريده منك هو التوسط في كل الامور على حال دائمة من تقديم المنطق السليم ومحاكمة عاقلة متأنية لكل ما يردك من فكر وظن وخيال،
وما حصل لك لم تبينه لي لكن اجابة الدعوة تكون بما يلي:
1- تحقيق كمال التوحيد اعتقاداً وقولاً وعملاً.
2- اكل وكسب المال الحلال.
3- تجنب الظلم بكل حالاته وصوره.
يقول المأمون «لا اخاف الا من الله، ودعوة ضعيف مضيوم لجأ إلينا فرددناه».
4- تجنب الاثم وقطيعة الرحم.
5- عدم التعدي بالدعاء.
6- الالحاح بالدعاء والاكثار منه.
7- تسمية من ظلمك باسمه «مهما كان» حال السجود.
8- صدق اللجوء الى الله مع يقين تام بالقبول.
* «جد سعد هو: اهيب بن مناف عم ام المؤمنين خديجة وثالث من اسلم وكان عمره 17 عاماً، واسلم معه في يوم اسلامه عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبدالرحمن بن عوف وطلحة بن عبيدالله، وهو اول من رمى بسهم في سبيل الله ودعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:« اللهم سدد رميه وأجب دعوته» فاستجاب الله لدعاء رسوله صلى الله عليه وسلم فكان مسدد الرمي مجاب الدعوة وقد اطال الله في عمره فكان آخر من بقي من الصفوة سابقي الإسلام».
كان لإسلام سعد وقع شديد على أمه فبذلت كل جهدها لرده عن الاسلام حتى أنها اضربت عن الطعام حتى يرتد عن الإسلام، وكان باراً بأمه فحاول اقناع أمه دون جدوى، ولما رأى اصرار أمه فأقسم لها لو ان لها ألف نفس فخرجت نفساً نفساً ما ترك اسلامه، فلما رأت أمه اصراره على تمسكه بدينه «اكلت وشربت» ونزل فيه قول الله تعالى:{وّإن جّاهّدّاكّ عّلّى" أّن تٍشًرٌكّ بٌي مّا لّيًسّ لّكّ بٌهٌ عٌلًمِ فّلا تٍطٌعًهٍمّا وّصّاحٌبًهٍمّا فٌي الدٍَنًيّا مّعًرٍوفْا ..} .
كان سعد قوي الايمان بكّاءً من خشية الله وكانت للرسول صلى الله عليه وسلم معجزات خارقة فقال يوماً لاصحابه: سيطلع عليكم رجل من اهل الجنة وتشوق الصحابة رضوان الله عليهم ليروا رجلاً من اهل الجنة حتى طلع عليهم سعد بن ابي وقاص ولما خرج سعد من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لحق به عبدالله بن عمرو بن العاص سائلاً اياه ان يدله بما يتقرب به الى الله من عبادات وعمل حتى جعله الله رجلاً من اهل الجنة كما اخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه من اهل الجنة، فقال: يا أخي لم ازد في عبادتي عما تعرفه انت من الطاعات والعبادات غير اني لا ابيت كل ليلة الا وقلبي خالٍ الا من حب الناس وحب الخير لكل الناس ولا احمل كرهاً لاحد ولا سوءاً ولا ضغائن».
«جاهد سعد عن الاسلام منذ غزوة الاسلام الاولى.. بدر.. وبرزت مواهبه القتالية وكان اخوه عمير بن ابي وقاص ضمن من استشهد «يوم بدر» واحتسبه «سعد» عند الله وفي يوم: «أحد» قاتل سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال له الرسول صلى الله عليه وسلم يومها:« ارم سعد فداك أبي وأمي» ولم يجمع الرسول صلى الله عليه وسلم ابويه لاحد سواه، فكانت مأثورة لسعد لم يحظ بها أحد سواه».
وأوصى عمر سعداً، يا سعد لا يغرنك ان قيل خال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله لا يمحو السيئ ولكن يمحو السيىء بالحسنة، وان الله ليس بينه وبين احد الا الطاعة فالناس في ذات الله سواء وهم عباد الله يتفاضلون بالتقوى وبطاعة الله سبحانه وتعالى، وسار الجيش وفيه 99 ممن شهد:« بدراً» مع رسول الله صلى الله عليه وسلم 314 ممن كانت لهم صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم 300 ممن كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة 700 من ابناء الصحابة حتى تكامل العدد من الجيش 7000 سبعة آلاف».
«معركة القادسية سنة 16 هـ فقد اختار الله تعالى لقيادة هذه المعركة سعد بن ابي وقاص بطل يوم أحد وحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد زوده عمر بنصائحه وان يكتب الى: الخليفة بأخباره واخبار الجيش دائماً فسار سعد بجيشه من الحجاز الى الكوفة حتى وصل الى القادسية وهي مفتاح باب العراق وكان جيش رستم مئة الف 000 ،100 فأرسل سعد اليه رسالة يدعوه فيها الى الاسلام والا فالحرب والقتال، فأرسل رستم رسالة الى سعد اقسم له فيه بالشمس والقمر والنار معبودهم الثلاثة من دون الله الا يأتي صباح الغد حتى نقتلكم عن آخركم فتألم سعد من كفر رستم، ثم أرسل سعد الى رستم آخر رسائله قائلاً: «ان الله اختارنا «المسلمين» ليخرج بنا من يشاء من عبادة الاوثان الى توحيده ومن ضيق الدنيا الى سعتها..إلخ».
وكم آمل منك يا اخ/ س.م.س.. الرياض العودة الى ذلك العدد من مجلة البلاغ لطول الترجمة وما يمكن ان تستفيده منها هناك.
|