Friday 7th march,2003 11117العدد الجمعة 4 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

هل الهيبة مكتسبة؟ هل الهيبة مكتسبة؟

* س: - نحن أسرة مكونة من «ستة افراد» خلال عشرة اعوام لاحظت احد الاولاد تبدو عليه السكينة، قلة الكلام، ميله للعزلة مما اكسبه هيبة حتى مني ومن والدته، سؤالي: هل الهيبة يمكن اكتسابها..؟ وهل هذا الولد ذو هيبة بمعنى ما..؟

م.م.م.أ.. قطر.. الدوحة
* ج: - لهيبة صفة ذاتية تنطلق إذ تنطلق من ذاتية نفسية مستقرة واثقة وترتسم على واضح ظاهر من خلال الكلام والنظرة والحركة والتأثير وهذه هي الهيبة الموهوبة، وغالباً ما يكون صاحبها ساكناً «يفقه واقعه» بمزيد من بعد النظر مع طول السمت والصمت، ويمتاز بشحنة كبيرة من التأثير على الآخرين مع محبته وتقديره، والهيبة الموهوبة لا تكون كذلك الا اذا خلت من كل صفة تقترن بصاحبها،
ولهذا لا يمكن وصف شخص ما بالهيبة أبداً إذا كان هذا الشخص ذا صفة او صبغة رسمية مهمة مهما كانت لأنه يكتسب «الهيبة له» من خلال استغلاله لصفته الخارجية، وهذا أوقع كثيراً من الناس في خلط كريه مكروه بين:« الهيبة/ والخوف» بل إن هناك زملاء لي في البحوث والطب النفسي والدراسات الاستقرائية في دائرة التراجم والسير من يخلط بين الهيبة والخوف حتى اذا تبين الفرق من خلال: العدل، والرحمة، والرفادة، والعطف، والبذل تبين لهم حينئذ الفرق الشاسع جداً بينهما ولهذا لابد من نظر حالات لازمة مثل:
1- المهاب/ يعدل ويرحم ويتأنى.
2- المهاب/ لا يصدق كل شيء.
3- المهاب/ لا يحقد او يطغى.
4- المهاب/ يكره ذوي المصالح.
5- المهاب/ يوظف القدرات بعدل تام.
6- المهاب/ يكره الظلم بكافة صوره.
7- المهاب/ يجزع جداً لحال الضعيف المضيوم ويتجاوز الى: الاحتواء لثقته التامة بنفسه وقدراته وعدله وهذه الحالة «7» متفق عليها بين المحللين النفسيين وكُتَّاب التراجم بين كافة العهود.
اما:« الخوف» منه فبعكس ذلك تماماً وله: حالات سرية شخصية تتكشف في حين من الدهر فلا يسلم من كشف عورته من اقرب المقربين اليه. ومعرفة الهيبة إنما يكتشفها اناس ذوو اختصاص دقيق عميق متأنٍ جيد النظر صادق الحلم، من اجل ذلك لا يحسن جعل شخص ما مهاباً بمجرد محبته او قرابته او كونه ذا يد نافعة لشخص ما او اشخاص لأن عين الرضا عن كل عيبٍ كليلة. فقد يكون الشخص المخيف بصفة الرسمية فقط مهاباً عند من لا يقدِّر الصفات الصحيحة لهذا وذاك، أما ما تسأل عنه من حال ابنك فانني جزماً لا استطيع تقرير حالته هكذا بمجرد سؤال صغير مع عدم استيفاء ما يجعلني انطلق من تصور تام عن هذا الابن وحالته النفسية والعضوية والعقلية فلم تذكر لي مثلاً:
1- كم عمره.
2- مستواه الدراسي.
3- مستواه النسبي خلال الامتحانات.
4- طوله ووزنه.
5- كيفية: نومه، أكله، مشيته، يقظته.
6- أصدقاءه ونوعهم، وهوايته.
فكل هذا احتاجه لأحكم حكماً أولياً عليه،
لكن حسب ما جاء في السؤال فابنك هذا تبشر حالته بنباهة جيدة وقدر كبير من الاعتبار فحاول تجنيبه وسائل هدم الاخلاق والعقل والفكر، ولتكن أنت قدوته في كل مجال نابه كريم،
وآمل فهم الاجابة على هذا القدر، محاولاً صرف النظر عن: تدليله او المبالغة في تبجيله لأن هذا قد يجر اثراً عكسياً عليه، ومثلك لا يحتاج الى تنبيه، آمل قراءة الآتي:
1- تحفة المودود بأحكام المولود/ لابن قيم الجوزية.
2- تذكرة الحفاظ/ للذهبي.
3- مختصر السيرة النبوية/ لمحمد بن عبدالوهاب.
4- ضرورة قراءة تفسير سورة:
1- القصص.
2- الشعراء.
3- الانشراح.
وحبذا لو تركتموه على سجيته مع رغبتي بمواصلة الكتابة إليَّ عنه.
أما «الإنترنت» الذي تسأل عنه فهو aljazirahinternet services «صحف».
والفاكس هو: 4871017
والبريد كما رغبت فهو: الرياض
ص.ب 354/11411
اما كون الهيبة يمكن اكتسابها فهذا يعود الى ضرورة ملحة وولع بالغ في ذات الاكتساب مع اهمية التنبه الارادي لحالات الهيبة وحالات الخوف والجفاف والقسوة والمركزية. فيمكن اكتساب الهيبة من خلال قراءة ما ذكرته آنفاً عن حالات كثيرة عنها لا تنفك عنها أبداً، وتستطيع بواسع مكين متمكن من استقراء حالات يوسف صلى الله عليه وسلم ان تقف على الهيبة التي يمكن اكتسابها مع طول نظر وفقه جيد للواقع بحكمة وعقل وشمولية نظر دقيق وبسط متأنٍ لحالاته عليه السلام الى قبيل وفاته.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved