سعادة رئيس تحرير صفحة عزيزتي الجزيرة سلمه الله
السلاك عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.. آمل نشر هذا التعقيب مع أطيب تحية..
فقط اطلعت على مقال ورد للدكتور سامي السقا في العدد 11114 في عمود «إضاءة» بعنوان حق الطفل في التدخل المبكر وقد تناول المقال أهمية التدخل المبكر في حياة الطفل أو ذوي الاحتياجات الخاصة ودعمه علاجيا للوصول به الى مصاف الأسوياء وقد تناول الدكتور جانب الدعم العلاجي للطفل وهو في رحم أمه وهي مرحلة متقدمة جداً. اللافت في المقال انه تحدث عن جانب من جوانب الدعم لذوي الاحتياجات الخاصة وسرعان ما يتبادر الى الذهن جانب آخر من الدعم ألا وهو دعم المراكز الخاصة التي تقوم على رعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة بدوافع وجهود ذاتية ومن الجهات التي أجزم بأن لها دوراً لا يستهان به في مجال الدعم العلمي والعملي الجمعية السعودية لعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية فقد لا يخفى على أحد ما تقوم به من دور في مجال العمل الاجتماعي استناداً الى حجم الاسم اللافت وكون قطبي هذه الجمعية هما من أنفس الاختصاصات ذات العلاقة «علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية». وإذا ما قورن حجم تداول العمل الاجتماعي والقضايا الاجتماعية المحورية بما هو سائد فعلياً فمن المؤمل ان يكون للجمعية أيدٍ في نتائجها وتقييمها بل تقنين مسار الكثير منها مما يكون منها قد خضع للتنظير الاجتماعي المهني سواء بنظريات أو مبادىء أو منهجية علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية وإلا ما معنى أن يكون مرتكز الجمعية العمل الاجتماعي والنتائج تخلو من بصمات الموجتين الأكثر عمقاً وفاعلية «الخدمة الاجتماعية وعلم الاجتماع» وإذا كانت التطلعات المستقبلية للجمعية ماضية في سبيل منهجة العمل على المستويين النظري والعملي فإن من المؤمل ان يكون هناك توجه حاد الاتجاه وعالي القيمة للتدخل في دعم المراكز الاجتماعية غير الرسمية التي تهتم بجانب من جوانب العمل الاجتماعي الخيري لا تزال في طور البنية ولكن نتائجها قد تجبر على المسارعة في دعمها ماديا وبالقدرات والخبرات العلمية من كوادر الجمعية ذات العلاقة بالاختصاص حيث تتنوع المراكز ما بين الاهتمام بمتلازمات المعوقين «تيرنر - بردر - دوان» أو حتى الحالات الانفرادية السلوكية - التوحد - منغوليا - الخ وما بين مراكز التأهيل الاجتماعي والأسري وإذا كانت هذه المراكز قد بدأت صغيرة حجماً وانتاجاً فإن السبيل الى الرقي وتحقيق الأهداف يبدأ من اتساع الرؤيا بأهمية الدور التكاملي لها ودعمها بما يكفل الأداء المطلوب الذي ينصب أخيرا في صالح المجتمع ومقدراته البشرية التي هي أعز ما يملك والفلسفة الاجتماعية للعمل الخيري ترقى بنفسها لتؤكد أهمية الدعم لأي توجه خيري يلقى بظلاله على فئة من الفئات ذات الاحتياجات الخاصة وإذا كانت النتائج هي المحك فإن الدعم هو ما سوف يحقق لها التهيؤ للانتاجية والشروع أكثر في تنامي العطاء من أناس نذروا أنفسهم للتوغل في أغوار معترك العمل الاجتماعي في تبني انشاء مراكز لإعادة التأهيل والتربية وتعديل سلوك من هم في حاجة الى لمسة انسانية راقية في دافعها ومحاطة بكتلة من المشاعر المخلصة والمبنية على أساس علمي بصرف النظر عن المعوقات التي قد تصادف من يعمل في هذا المجال يدفعهم في ذلك حب العمل والابداع فيه في رجاء مثوبة الله سواء بالتفرغ أو الدعم والمساندة أو حتى بالاستشارة،
ان ما عليه هذه المراكز الصغيرة والكبيرة في نتائجها يلزم معه التوجه بدعمها وفق اتجاه كل مركز لأي من مناحي العمل والتأهيل لتكون فيما بعد صروحاً شامخة تسهم بفاعلية كبيرة في دعم العمل العلاجي والوقائي لفئات لها الحق كل الحق في حياة كريمة من مجتمع مسلم يلفه التكافل لفعل الخير والشروع في مقتضياته الكمية والنوعية وبعظم أمر المعوقين وذوي الفئات الخاصة وحقهم بالرعاية والعلاج والمتابعة والحياة الكريمة وهو ما يوجبه ديننا الحنيف بعظم هذا الحق يعظم أمر مد يد العون والمساعدة لمن يتوجه بطواعية وحب للخير وعلى أساس علمي وتربوي وعملي في جانب النواحي العلاجية والتأهيلية لتبني مثل هذه المراكز. على ان الجميع يعلم ان هذه المراكز لا تقدم الحل أو العلاج السحري ولكنها حتماً تقلل من حدة ووطأة التأثير النفسي لذوي المعوق وتسهل تأهيل المعوق في جانب آخر على ممارسة حياته بقدر من اليسر والراحة والايجابية الأمر الذي سوف يقلل ولاشك من نسبة الاحساس الاختلاف عن الآخرين.
والله الموفق
محمد بن سعود الزويد/الرياض
|