سعادة رئيس تحرير جريدة «الجزيرة» خالد بن حمد المالك المحترم
تحية طيبة وبعد...
مما لاشك فيه أن عكس الصورة المشرفة للوطن والمواطن والحفاظ عليها من أي محاولة للتشويه هو من أهم مقومات الرسالة الاعلامية التي تضطلع بها صحافتنا المحلية. إن ما نشر في عدد جريدتكم الصادر يوم الجمعة الماضي بخصوص اعتقال المواطن السعودي سامي الحصين، المرشح لنيل درجة الدكتوراه من جامعة آيدهو والمبتعث من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، لايبدو لي أنه يخدم هذا الاتجاه. إن ثقتي في صحيفتكم المحترمة تجعلني أعتقد أن ما ورد في سياق الخبرمن عبارات تفتقد الى الدقة هو نتيجة الترجمة الخاطئة عن المصدر الأصلي الذي رجع إليه الخبر.
لقد ذكر الخبرالذي نشر في الصفحة الاولى من صحيفتكم أن الحصين «أدين»، بينما الواقع انه أوقف وأصدرت بحقه عريضة اتهام ولم يتم محاكمته بعد. كما ذكرتم «أنه سجل موقعا على الانترنت أعلن فيه تأييده للارهاب...» والحقيقة انه متهم زعماً بانه قدم مساعدات فنيه لموقع على الانترنت جاءت فيه هذه التعليقات. وللتأكد من ذلك يمكنكم العودة إلى نص الاتهام الصادر من هيئة المحلفين الفدرالية بولاية آيدهو. واسمحوا لي أن أعتب على صحيفتكم لذكرها الاتهامات من دون الاشارة الى انها مزاعم لم يتم اثباتها، على العكس من غالبية أجهزة الاعلام الامريكية التي حرصت على استخدام كلمة «زعم» في كل تهمة نقلتها عن مصادر حكومية أمريكية، ويمكن الرجوع في هذا السياق الى تقرير صحيفة «واشنطن بوست» الذي نشرت جريدة «الشرق الأوسط» ترجمة له في اليوم نفسه.
لقد تشرفت بمعرفة المهندس سامي الحصين خلال دراستي في جامعة آيدهو خلال السنتين الماضيتين. والحق أنه كان قدوة لزملائه من الطلاب خلقا والتزاما وجدية. لقد كان حريصا على سمعة وطنه، حيث بذل جهداً مميزاً في سبيل اقامة معرض في الجامعة بعد أحداث سبتمبر من أجل عرض صورة صادقة عن المسلمين بشكل عام والمملكه بشكل خاص. كما كان مثالا للشخصية المتزنة البعيدة عن الحماسة والتهور,واستطاع بما آتاه الله من قدرة على الاقناع والأسلوب اللين تغيير صورة الاسلام التي شوهت في نظر كثير من الأمريكيين بعد الحادي عشر من سبتمبر إلى الأحسن.
وإبان ترؤسه لجمعية الطلبة المسلمين خلال الايام التي تلت الأحداث، استطاع طالب الدكتوراه السعودي بمبادرته وحسن تصرفه أن يقرب بين مسؤولي الجامعة وسكان المدينة من جهة ومسلمي المدينة من جهة أخرى بصورة لم يسبق لها مثيل. وكان من نتائج ذلك ان الطلبة المسلمين لم يشعروا بأي مضايقة تذكر، وانصرفوا لتحصيل العلم.
ويعزز ما ذكرت شهادة كثير من مسؤولي جامعة آيدهو الذين ذهلوا لحادث اعتقال م/ الحصين وعلى رأسهم الدكتور بوب هوفر، مدير جامعة آيدهو، الذي قال «يجب أن نتذكر أن هذا اتهام فحسب، سامي بريء حتى تثبت إدانته». بالإضافة إلى مشرفيه الدراسيين الدكتورة ديبورا فرانكي والدكتور جون ديكنسون، وعميد البرامج الدولية في الجامعة الدكتور مايكل وايتمن, والذين أجمعوا على انطباعهم الايجابي والممتاز عن سامي، كما أثنوا على جهوده المميزة بعد أحداث سبتمبر الأليمة.إنني على ثقة من براءة الأخ سامي من التهم التي نسبت إليه ويحدوني الأمل كما يحدو أهله وجميع أحبائه أن نراه قريباً بيننا عائدا بشهادة الدكتوراه وقد أعلنت فيه براءته ورد إليه اعتباره.
م/ تركي بن عبدالعزيز الماضي /محاضر بكلية الهندسة، جامعةالملك سعود
|