بينما انهمك تجمع من المواطنين الفلسطينيين في مهمة اطفاء النيران بإحدى البنايات التي قصفتها إسرائيل بغزة أطلقت دبابتان القذائف عليهم ليسقط ثمانية شهداء مرة واحدة في ذات الموقع..
هذه آخر مذابح إسرائيل في قطاع غزة ليوم أمس لكنها زادت عليهم ثلاثة قتلى آخرين ليصبح المجموع 11 شهيداً في ذلك الصباح وعشرات الجرحى.
وإسرائيل غاضبة لأن استشهادياً نفذ عملية في حيفا رداً على مذبحة سابقة لها في قطاع غزة استشهد فيها أكثر من عشرة فلسطينيين.
وهكذا تدور حلقة الهجمات والهجمات المضادة دون أن تدرك إسرائيل أن كل فظائعها لن تحمل الشعب الفلسطيني على التنازل عن المطالبة بحقوقه.. فإسرائيل تستكثر على الفلسطينيين أن يردوا على المذابح التي ترتكبها بحقهم وهي ترى أو تعتقد أن الدم الفلسطيني رخيص إلى درجة انه لا ينبغي المطالبة لكن إسرائيل تعرف في كل مرة ترتكب فيها مذبحة أن عليها أن تدفع ثمناً غالياً ولن ينفعها انها تملك التفوق العسكري والآليات الحربية المتطورة والقلاع المحصنة فسرعان ما تتهاوى كل مظاهر القوة هذه أمام روح المقاومة الفلسطينية التي يسندها الحق والشرعية.
وإلى أن تتخلى إسرائيل عن تجاهلها لحقائق الأشياء وتدرك أن العنف والقتل اليومي وتدمير المنازل وتجريف المزارع لن يحقق لها الرضوخ الفلسطيني فإن عليها أن ترى ذات هذه المشاهد الدموية بين أبناء شعبها مثلما تفعل في الشعب الفلسطيني.
لقد أظهر الفلسطينيون دوماً نزوعاً للسلام وقدموا أرضهم طواعية مقابل أن ينعموا بهذا السلام لكن إسرائيل تريد منهم كل الأرض وتراهن على خضوعهم لقوتها وسطوتها .
ولهذا فإن السلام يبدو هدفاً بعيد المنال مع وجود هذه العقلية الاستعمارية الصهيونية التي تتقوى بمواقف الدول الكبرى الموالية لها.
|