قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية منح الجائزة لعام «1423/2003م» وموضوعها «الدراسات التي تناولت التاريخ الاقتصادي عند المسلمين لمنطقة أو حقبة في مجال أو أكثر»، مناصفة بين: الأستاذ الدكتور عزالدين عمر موسى السوداني الجنسية، والأستاذ الدكتور ابراهيم أبو بكر حركات المغربي الجنسية، لجهودهما في مجال التاريخ الاقتصادي.
فقد ألف الدكتور عزالدين موسى كتاب «النشاط الاقتصادي في المغرب الإسلامي في القرن السادس الهجري»، الذي يتميز بالمنهجية والموضوعية مما يجعله مرجعاً لا غنى عنه للمهتمين بدراسة الحياة الاقتصادية في المغرب الإسلامي، وألف الدكتور ابراهيم حركات كتاب «النشاط الاقتصادي الإسلامي في العصر الوسيط»، الذي يتميز بنظرته الشمولية للتاريخ الاقتصادي الإسلامي، وانعكاساته على المجتمع كما يحلل مظاهر الاقتصاد في العالم الإسلامي مع بيان أوجه الشبه والاختلاف في البيئات الإسلامية المختلفة..
وإضافة إلى ذلك كتب كل منهما مجموعة من البحوث الجيدة في التاريخ الإسلامي، كما امتد نشاطهما العلمي عدة عقود، تأليفاً وتدريساً وإشرافاً ومشاركة في الملتقيات العلمية.
كما قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي حجب الجائزة لعام «1423/2003م» وموضوعها «الدراسات التي عنيت بتعريف المصطلحات الأدبية والنقدية».
كما قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للطب منح الجائزة لعام «1423هـ/2003م» وموضوعها «سرطان الثدي» مناصفة بين الأستاذ الدكتور أمبيرتا وفيرونيسي «الايطالي الجنسية» والأستاذ الدكتور أكسل أولرخ «الألماني الجنسية».
وللدكتور فيرونيسي خبرة طويلة في مجال بحوث سرطان الثدي وعلاجه. ذلك انه أسهم مدة ثلاثين سنة في جمعيات علمية عالمية للسرطان، وبحوثه أصيلة ودقيقة وواضحة في فكرتها العلمية وفي طرائق بحثها، فقد أبدع طريقة العلاج الجراحي التحفظي باستئصال الورم مع جزء من أنسجة الثدي بدلا من استئصال الثدي كله، كما اكتشف طريقة للكشف عن انتشار السرطان إلى العقد الليمفاوية من عدمه بالإبط، مستخدماً مواد مشعة. وبذلك جنّب المرضى استئصال هذه العقد الا في حال إصابتها بالسرطان، ووجد طريقة للعلاج الإشعاعي أثناء الجراحة ولمرة واحدة، بدلا من العلاج الإشعاعي المتكرر. وقد خفض ذلك من معاناة المرضى، وقلل مدة تعرضهم للعلاج الإشعاعي، كما قلل من كلفة هذا النوع من العلاج. واستخدم عقار تمكسوفين للوقاية من الإصابة بسرطان الثدي.
وإضافة إلى ذلك سعى إلى تحسين التعليم الطبي في مجال بحوث السرطان، ونبه الجمهور إلى أن هناك أسباباً للوقاية منه قد تقضي على هذا الداء العضال. وله أكثر من 600 بحث في مجلات علمية عالمية، وعشرة كتب عن الأورام السرطانية.
أما الدكتور أولرخ، فبحوثه أصيلة ذات أثر ملموس علمياً وسريرياً، ففي عام 1985م اكتشف مورثة الأورام المسؤولة عن إنتاج مستقبل عامل نمو البشرة الإنسانية «HER2». ثم درس مدى انتشار هذه المورثة ومنتجاتها عند مرضى سرطان الثدي، وقام في عام 1990م بإنتاج مجموعة من الأجسام أحادية النسيلة المضادة للبروتين الذي تنتجه تلك المورثة مما أدى إلى تطوير عقار هيريبتين المستخدم منذ أربعة أعوام لعلاج سرطان الثدي، وهو أول عقار يأتي بنتائج واضحة في علاج مرض سرطان الثدي المتقدم.
ويستخدم هذا العقار حاليا لحالات سرطان الثدي المبكر بغرض الشفاء منه تماماً. وفتح هذا الكشف آفاقاً واسعة لصنع عقاقير يتم تجربتها حالياً في علاج سرطان الثدي.. وللدكتور أولرخ أكثر من 400 بحث في مجلات علمية عالمية.
كما قررت أيضا لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للعلوم منح الجائزة لعام «1423هـ/2003م» وموضوعها «الكيمياء» مناصفة بين الأستاذ الدكتور ماريون فريدريك هوثورن «الأمريكي الجنسية» والأستاذ الدكتور جوجي ناكانيشي «الياباني الجنسية».
والأستاذ الدكتور هوثورن من أكبر الكيميائيين في العالم إبداعاً وإنتاجاً. وتشمل بحوثه ميادين عديدة تمتد من تركيب المواد الجديدة إلى أنواع حديثة من علاج السرطان. وقد تؤدي بحوث الأستاذ الدكتور هوثورن إلى صنع مواد قادرة على أن تتجه ضمن جسم الإنسان إلى أهدافها من الخلايا الخبيثة فتقتلها دون أن تؤذي الخلايا السليمة. فتكون مثل هذه المواد كرصاصة كتب عليها أين ينبغي أن تستقر فتفعله. ولو تحقق ذلك لأدى إلى نصر مؤزر في علاج السرطان..
أما الأستاذ الدكتور ناكانيشي فواحد من أعظم كيميائي العالم. وله انجازات علمية في ميدان واسع جدا.. ومن بين إسهاماته الكبرى بحوثه في موضوع المواد الطبيعية ذات النشاط الحيوي، وهذا أمر له شأن علمي واقتصادي عظيم. وقد أوضح بنيان مركبات كيميائية عديدة وخواصها، ومن بينها مضادات حيوية، ومواد مسببة للسرطان، ومنتجات تحمي منه.
وأحدث بحوثه مركز على فهم الأسس الكيميائية التي تحكم تفاعل الضوء مع البنى المولدة للرؤية. وقد تؤدي بحوثه في هذا الموضوع إلى التعجيل في إيجاد علاج لانحلال البقعة التي في العين. وهذا المرض يصيب كثيراً من المسنين، فيجعلهم يفقدون البصر.
|