Friday 7th march,2003 11117العدد الجمعة 4 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نائب مدير المكتب التعاوني بالقويعية لـ « الجزيرة »: نائب مدير المكتب التعاوني بالقويعية لـ « الجزيرة »:
تأخر المؤسسات الدعوية عن الاستفادة من تكنولوجيا العصر ضاعف من مخاطر سوء استغلالها

* القويعية خاص ب (الجزيرة):
أكَّد فضيلة الشيخ حمد بن إبراهيم الحريقي نائب مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمحافظة القويعية أن الحملات المغرضة التي تشنها وسائل الإعلام في الغرب ضد الإسلام، لم تنل من مكانة الإسلام وقدرته على الانتشار في كافة المجتمعات، وزيادة أعداد من يعتنقونه كل يوم في مختلف أرجاء المعمورة.
وأضاف الشيخ الحريقي في حواره مع (الجزيرة) أن هذه الحملات كانت وما زالت دافعا للدعاة وطلبة العلم والعلماء لبذل الجهود لمواجهتها وتفنيد أكاذيبها، مشيرا إلى ضرورة العمل على الاستفادة من المسلمين من أبناء الجاليات الوافدة للمملكة، في التعريف بحقيقة الاسلام وسماحة الشريعة الإسلامية.. وفيما يلي نص الحوار:
* إلى أي مدى تأثرت المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد بالحملات المعادية للإسلام والتي لحقت بما يسمى بالحرب ضد الارهاب؟ وهل ثمة دور للمكاتب التعاونية في مواجهة هذه الحملات، وما هي أبرز ملامح وآليات هذا الدور؟
نحمد الله سبحانه وتعالى أن هذه الحملات المضللة لم تؤثر في أداء رسالة المكاتب التعاونية، بل كانت هذه الحملة دافعاً للدعاة وطلبة العلم والعلماء لبذل مزيد من الجهود للتصدي لها، لأن مسؤوليتهم تعظم كلما زادت هذه الحملات في إثارة الشبهات حول الإسلام، تعليما للجاهل وتنبيها للغافل، أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر، وحماية للمجتمع مما يحدق به من شهوات وشبهات، مستخدمة في ذلك الآليات المشروعة التي تحقق المصلحة وتبعد المجتمع عما يفسد أمنه ويعكر صفوه، منضبطة بما تضعه الدولة حرسها الله من ضوابط لتنظيم العمل الدعوي منتهجين ذلك من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لكنها وبلاشك تتأثر لجراحات المسلمين، فإن المسلمين كالجسد الواحد، وتقوم بمساعدتهم من خلال ما تستطيعه بالدعاء لهم وتوجيه الناس لدعمهم عن طريق قنوات الدعم التي تشرف عليها الدولة، وتشجع كل عمل يسعى لتخفيف جراحات المسلمين ورفع الضر عنهم بالوسائل المشروعة.
* من وجهة نظركم كيف يمكن الاستفادة من ابناء الجاليات غير الاسلامية الموجودة في المملكة في التعريف بحقيقة الإسلام في مجتمعاتها.. كجزء من استراتيجية المواجهة للحملات المعادية والمضللة؟
يمكن الاستفادة من الجاليات غير المسلمة الموجودة داخل المملكة من خلال قناتين، الأولى بدعوتهم إلى الإسلام وتعريفهم بسماحة الإسلام، وبهذا يصبحون مسلمين إن استجابوا لداعي الحق، لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين، ولكن لما كانت الدعوة لا إكراه فيها كما هو معروف وأنها تقوم على الحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن كما قال سبحانه: {لا إكًرّاهّ فٌي الدٌَينٌ} ، {ادًعٍ إلّى" سّبٌيلٌ رّبٌَكّ بٌالًحٌكًمّةٌ وّالًمّوًعٌظّةٌ الحّسّنّةٌ وّجّادٌلًهٍم بٌالَّتٌي هٌيّ أّحًسّنٍ} ، فإن الدعاة لا يضمنون أن تكون ثمرة دعوتهم دخول المدعو في الإسلام لأن الهداية بيد الله تعالى، وحسبهم أنهم أقاموا الحجة وبيَّنوا المحجة وأعذروا الى الله: {إنَّكّ لا تّهًدٌي مّنً أّحًبّبًتّ وّلّكٌنَّ اللهّ يّهًدٌي مّن يّشّاءٍ}. ولما كان الأمر كذلك برزت أهمية القناة الثانية التي هي المعاملة الحسنة والعدل في التعامل معهم كما قال تعالى: {لا يّنًهّاكٍمٍ اللّهٍ عّنٌ الذٌينّ لّمً يٍقّاتٌلٍوكٍمً فٌي الدٌٌَينٌ وّلّمً يٍخًرٌجٍوكٍم مٌَن دٌيّارٌكٍمً أّن تّبّرٍَوهٍمً وّتٍقًسٌطٍوا إلّيًهٌمً إنَّ الله يٍحٌبٍَ المٍقًسٌطٌينّ}، وهذه الثانية تتحقق بها مصلحتان الأولى ان البر والذي فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (البر حسن الخلق)، ربما يكون سببا في دخولهم الإسلام، والأمر الثاني أنه يعكس صورة مشرقة عن الإسلام ترغِّب الناس فيه، وتزهدهم في غيره من الأديان ولا أقل من أن يرغبوا في جوار المسلمين والعيش تحت سلطانهم، وبذلك يساعدون في تعريف غيرهم بما يتمتع به الإسلام والمسلمون من أخلاق فاضلة وقيم سامية كما هي حال بلاد الحرمين المباركة رعاها الله، ولهذا كان لا بد من نشر الوعي بين المسلمين فيما يتعلق بمجموعة أمور تخص التعامل مع غير المسلمين، نكتفي بذكر رؤوس أقلام لها فأولها التعريف بعقيدة الولاء والبراء والربط بينها وبين البر والعدل في المعاملة ولا تنافي بينهما، وضرورة حماية الأجيال من شرور غير المسلمين في العقائد والأخلاق، وحقوق العمالة وغير ذلك مما يؤدي الإخلال به إلى حصول ضرر على المجتمع من وجود غير المسلمين فيه.
* الانتقادات التي توجَّه لمناهج ومؤسسات العمل الدعوي والاغاثي في المملكة، كيف ترونها وما هي انعكاساتها على الرسالة الدعوية والخطاب الديني بالمكاتب التعاونية؟
الانتقادات التي توجَّه لمناهج ومؤسسات العمل الدعوي والإغاثي السعودي يكفي في بيان حقيقتها قول الله تعالى: {وّلّن تّرًضّى" عّنكّ اليّهٍودٍ وّلا النَّصّارّى" حّتَّى" تّتَّبٌعّ مٌلَّتّهٍمً } وقوله: {لّتّجٌدّنَّ أّشّدَّ النَّاسٌ عّدّاوّةْ لٌَلَّذٌينّ آمّنٍوا اليّهٍودّ وّالَّذٌينّ أّشًرّكٍوا}، وغير ذلك من الآيات التي توضح حقيقة العداء للإسلام والمسلمين من قبل اليهود والنصارى وغيرهم من طوائف الضلال وفرق الانحراف، والمتتبع لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم يعرف ما واجهه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مؤامرات وما تعرضوا له من أذى، وصل الى درجة محاولات الاغتيال، ويعرف أن هذه السنَّة ماضية ما دام في الأرض مسلمون وكفار، فهذه هي حقيقة الصراع وما نسمعه اليوم هو حلقة من سلسلة المؤامرة التي تحاك عبر التاريخ ضد الإسلام والمسلمين، ولكنها تجد العدول من كل جيل الذين يتصدون لها ويتشرفون ببذل مهجهم دفاعاً عن الإسلام والمسلمين، والمكاتب التعاونية واحدة من المؤسسات الدعوية التي ترعاها حكومتنا الرشيدة تتشرف بأن تتصدى لهذه المؤامرة بسعيها لتحصين المجتمع من شرها والقيام بواجبها نحو مجتمعها نصحاً وإرشاداً وتوعية وتعليماً بخطاب مناسب ينأى عن التشدد وبحكمة تبعد عن التفريط من خلال ما أتيح ويتاح لها من وسائل وإمكانات.
* اعتماد المكاتب التعاونية على الهبات والتبرعات كمصدر لتمويل مناشطها.. ألا يضر باستمرارية وكفاءة هذه المكاتب، وما هي اقتراحاتكم في هذا الشأن؟
إن العالم الإسلامي كله اصبح اليوم يعاني من مشكلة من يدعم العمل الدعوي، وأغلب مؤسسات العمل الدعوي تعاني من هذه المشكلة رغم اننا في المملكة بفضل الله وحتى الآن لم نشعر بحجم هذه المشكلة على حقيقتها لما في المجتمع من خير ولله الحمد ولما تقوم به الدولة وفقها الله من دعم وعناية بالعمل الدعوي، لكن المؤسسات ينبغي ان توفر لنفسها الدعم الذي يضمن لها الاستمرار ويمكِّنها من تطوير العمل الدعوي بما يتناسب مع تحديات كل عصر، تحسباً لحصول النقص في دعم المحسنين، ومكتبنا بحمد الله له جهود طيبة في الاعتماد على النفس من خلال ما نفذه من مشاريع استثمارية يعود ريعها لصالح أنشطة المكتب ومن خلال ما يسعى في تنفيذه من مشاريع، وهذا يدفعنا لأن نقترح على بقية إخواننا في المكاتب التعاونية أن يتجهوا الى هذا الاتجاه بتنفيذ مشاريع استثمارية لدعم العمل الدعوي يراعى فيه خدمة المجتمع ومن الأمثلة على ذلك بناء شقق سكنية، وتبني مشاريع استثمارية، وإقامة مشاريع تدر المال ويعود ريعها لأعمال المكتب وغيرها من المشاريع التي تدعم العمل وتحقق مصلحة وخدمة المجتمع.
* ارتباط الدعوة بالعمل النافع لخدمة المسلمين من أبناء الجاليات الأجنبية الموجودة بالمملكة.. يدفعنا للتساؤل عن طبيعة الخدمات المقدمة من جانب المكتب التعاوني والعلاقة مع بقية المؤسسات المعنية بشؤون الأجانب والوافدين؟
المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالقويعية كغيره من مكاتب الدعوة له قسم متخصص في توعية الجاليات من خلال عدد من المترجمين لمخاطبة هذه الجاليات بلغاتهم المختلفة ونحن بحمد الله نقوم بجهود طيبة في هذا المجال، ونقوم بتوعية الجاليات عن طريق مجموعة وسائل من محاضرات وندوات وكلمات وعظية تلقى في مقر المكتب وفي جوامع ومساجد المحافظة المختلفة، وكذلك من خلال عقد دورات علمية للجاليات تعالج فيها المشاكل الخاصة بكل جالية سواء كانت في الجوانب العقدية أو غيرها، وتتم إقامة هذه الدورات مع مراعاة تحفيز الدارسين فيها وترغيبهم، والمكتب ينظِّم بحمد الله رحلات دورية للعمرة يقصد منها في المقام الأول استغلال وقت الرحلة في تقديم الدعوة للمشاركين فيها، وكذلك ينظم المكتب رحلات ترفيهية للجاليات كوسيلة من الوسائل التي تستغل في توعيتهم وتبصيرهم بأمور دينهم، وكذلك ينظِّم المكتب سنويا ولله الحمد مشروع تفطير الصائمين الذي يستفيد منه أكثر من 750 مسلماً أغلبهم من العمالة ويتم تنظيم الدروس والمحاضرات والمسابقات خلال فترة التفطير من قبل مترجمي المكتب، ويقوم المكتب بالمساهمة في حل مشاكل العمال ودعمهم ماديا إن احتاج الأمر إلى ذلك لترغيبهم في الارتباط بالمكتب والاستفادة من برامجه الدعوية المختلفة كما أنه يتم التنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة في إقامة مثل هذه المناشط فهناك دروس في سجن المحافظة وهناك توعية للأطباء والممرضين في المستشفى العام باللغة الإنجليزية، وهناك دروس بلغات الجاليات المختلفة لتوعية منسوبي بلدية محافظة القويعية، كما يتم أيضا التعاون مع الهيئة والمحكمة في الترجمة في بعض القضايا وهكذا ولله الحمد .
* اختلاف اللغة وعدم إجادة كثير من أبناء الجاليات الوافدين للغة العربية، هل ثمة آليات للتغلب عليها سواء من ناحية تعليم اللغة العربية أو ترجمة الكتب الدعوية إلى لغات هذه الجاليات؟
تعلم اللغة العربية لغة القرآن ولغة السنَّة من الأمور المرغَّب فيها لمعرفة أحكام الشريعة، وفهم معاني القرآن الكريم، وقد عتب الله على قوم عدم تدبرهم للقرآن، ومعرفة اللغة من الأمور المعينة على التدبر والفهم والمكتب يعقد ولله الحمد دورات علمية للجاليات تعنى بهذا الأمر وتوليه عناية خاصة، ولما كان تعلم اللغة العربية متعذراً توفره لكل الجاليات فإن المكتب يوفر للجاليات الكتب بلغاتها المختلفة سواء عن طريق ترجمة الكتب إلى لغات هذه الجاليات أو عن طريق ما يؤلفه مترجمو المكتب وغيرهم من الدعاة الموثوق بهم من أهل هذه اللغات، ونطمع في المستقبل إن شاء الله في إقامة حلقات لتعليم كتاب الله تعالى لأبناء الجاليات عندنا.
* ما هو موقع النساء في البرامج الدعوية للمكاتب التعاونية، وهل يتوافر لهذه المكاتب من يقمن بالدعوة في هذا الاتجاه؟
كما يقال إن النساء شقائق الرجال، وكل الجهودالدعوية التي تقدم للرجال تخاطب النساء أيضا، وبرامج المكتب تولي النساء أهمية خاصة من خلال عقد المحاضرات التي تعنى بشؤون النساء، والأحكام التي تخصهن، وهناك جهود من بعض الأخوات في مجال الدعوة يشرف عليها المكتب إلا أنها جهود ما زالت فردية، والمكتب يطمح ويسعى إلى افتتاح قسم دعوي للنساء يعنى بشؤونهن ويعالج قضاياهن ويربطهن بالمكتب ونشاطاته واستبشرنا خيرا بتصريح وزيرنا الموفق الشيخ صالح آل الشيخ في إحدى الصحف عن دراسة الوزارة لموضوع ايجاد داعيات من النساء متفرغات أسوة بالرجال، نسأل الله ان يوفق الجميع لكل الخير.
* تزايد عدد معتنقي الإسلام من أبناء الجاليات الوافدين الى المملكة، ماذا يعني في هذا التوقيت بالذات، وكيف يمكن الاستفادة من هؤلاء المسلمين الجدد وتأهيلهم للقيام بالدور الدعوي بين أبناء جلدتهم؟
يقول الله عز وجل: {وّعّسّى" أّن تّكًرّهٍوا شّيًئْا وّهٍوّ خّيًرِ لَّكٍمً وّعّسّى" أّن تٍحٌبٍَوا شّيًئْا وّهٍوّ شّرَِ لَّكٍمً وّاللَّهٍ يّعًلّمٍ وّأّنتٍمً لا تّعًلّمٍونّ}، فالحملات المعادية للإسلام في هذه الأزمنة ووصف الإسلام بالارهاب والتخلف والتطرف وغير ذلك من الالفاظ، دفع الكثير من الغربيين وغيرهم من أصحاب الملل المنحرفة للتعرُّف على الإسلام، ثم إن الغرب بحضارته المادية القذرة أصبح الآن يعاني من خواء روحي دفع أبناءه للبحث في الأديان والتعرُّف عليها وعقد المناظرات والمقارنات بينها، ومن يفعل ذلك هل يخفى عليه الحق؟ قطعا لا يخفى عليه إلا ان يكون مكابراً أو صاحب مصلحة تمنعه من اعتناق الإسلام، فهذه الحملة الشرسة على الإسلام والمسلمين دفعت الكثير من الجاليات بعد البحث والسؤال وبعد توفيق الله لهم وهدايته لهم لاعتناق الإسلام، وقد أسلم على يد المكتب ولله الحمد أكثر من 155 شخصا من رجل وامرأة، ونسمع عن دخول اعداد كبيرة من إخواننا المسلمين في المكاتب الاخرى فلله الحمد والشكر ، والمكتب يسعى لتأهيل المسلمين الجدد بإقامة المحاضرات وعقد الدورات العلمية وتزويدهم بالكتب والأشرطة ومتابعتهم من قبل مترجمي المكتب للاستفادة منهم في الدعوة بين بني جلدتهم وبين أهلهم وأقاربهم، وإن كان ثمة اقتراح نريد أن نرفعه لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد فهو أن تتبنى تأهيل بعض المسلمين الجدد من ذوي الشهادات والنابغين الأذكياء منهم لأنهم أعرف من غيرهم بقبح الكفر والشرك ويستطيعون معالجة الشبهات المثارة حول الإسلام في مجتمعاتهم، ثم تتولى تفريغهم للعمل في مجال الدعوة في بلدانهم او في مكاتب الدعوة او في جهات يستطيعون من خلالها تقديم الدعوة في الداخل او الخارج.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved