* الجزيرة - خاص:
انتقد د. آدم سنكري رئيس رابطة الدعاة بجمهورية مالي جميع الافتراءات التي تروج لها وسائل الإعلام الغربية في محاولة منها لإلصاق صفة الإرهاب بالإسلام، مؤكداً أن تعاليم الدين الإسلام الحنيف تضرب أروع الأمثلة في محاربة كل أشكال العنف والإرهاب والدعوة إلى السلام القائم على العدل والحق وحسن التعامل مع اتباع الديانات الأخرى.
وأضاف د. سنكري أن في تعاليم الشريعة الإسلامية ما يجعل الإنسان سليم الفطرة صحيح النفس فيحجم عن قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، وذلك وقاية لنفسه من القصاص في الدنيا والعذاب في الآخرة، ووقاية لأفراد المجتمع، مشيراً إلى أن الاختلاف حول تعريف «الإرهاب» لدى كثير من الباحثين يفتح الباب على مصراعيه أمام ظهور عدة تعريفات تختلف باختلاف الأهداف والمصالح والمعتقدات والأيدلوجيات، حتى إن الإرهابي في نظر شخص ما يصبح مناضلاً في نظر شخص آخر والمناضل دفاعاً عن حقوقه قد يصنف إرهابياً، وهو ما يحدث بالفعل في بقاع متعددة من العالم.
وأكد الدكتور سنكري - في سياق تصريحه - أن للإسلام أهدافاً كثيرة مضيئة لتحقيق السعادة للبشرية، من بين هذه الأهداف إقامة الحق والعدالة بين العالمين، وما عرفت البشرية دينا يبتغي إقامة الحق في تحقيق العدالة والمساواة بين جميع الناس كالإسلام، مبيناً أن الحق هو ما جاء عن الله - سبحانه وتعالى - على لسان رسله عليهم السلام، وآخرهم الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم رسول الإسلام، وفي الكتب المنزلة وآخرها القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فالأحكام المنزلة من عند الله على رسله وفي الكتب المنزلة هي الحق الثابت سواء منها ما يتعلق بعلاقة العبد بربه كأحكام العقيدة والعبادة، أم ما يتعلق بعلاقة العبد بغيره من العباد كأحكام المعاملات المالية والعلاقات الاجتماعية، لأن الله عز وجل هو الخالق، ويعلم ما يصلح لمخلوقاته وما لا يصلح لهم.
وفي هذه الآية الكريمة الأمر بحفظ أمان المستأمن ورعايته بين المسلمين حتى يعود سالماً إلى موطنه دون أي مساس به وأي اعتراض له، وهذه غاية العدالة الإنسانية.
وأكد فضيلته أهمية العلاج العقدي في مثل هذه الأمور والحالات، وضرورة اهتداء الناس بالكتاب والسنة، ثم ضبط العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وكذلك ضبط العلاقة بين الأمم، وكذلك أهمية نشر العلوم الشرعية الصافية والمستمدة من المصدرين الأصليين القرآن الكريم والسنة المطهرة بين أفراد المجتمع لأنه مطلب أساسي من مطالب الشريعة الإسلامية، كما فيه نشر الوعي الإسلامي الصحيح، والفهم السليم لأمور الدين والدنيا ضوء الكتاب والسنة وبفهم السلف الصالح - رحمهم الله .
وطالب الدكتور سنكري الدول الإسلامية بالعناية بمناهج التعليم، وتدريس العلوم الشرعية في المدارس والحلقات العلمية في المساجد، مشيراً إلى أن المراكز الإسلامية تُعد من أكبر وسائل نشر العلوم الشرعية في المجتمع العالمي، وأكثرها نجاحاً لما فيه من غرس العقيدة الصحيحة، وأصول العلوم السليمة في نفوس الناشئين، ومعالجة الأفكار المنحرفة، وأيضا ضرورة إشاعة الفقه بطرائق التعامل الشرعية مع المخالفين، وتعريف الأمم الأخرى بطبيعة الإسلام ومنافاته لما تصوره بعض الوسائل الإعلامية أنه دين عنف وإرهاب، مؤكداً أن كثيراً من الناس أعداء لما جهلوا، فالجهالة بالشيء قد تورث العداوة له ولا سيما إذا أثيرت لدى الإنسان حول الشيء المجهول شبهات مضللة عن حقيقة ذلك الشيء.
وأوضح الدكتور آدم سنكري أن التوعية والتوجيه في أوساط المجتمع المسلم من أعظم عوامل القضاء على الجرائم والمخالفات الشرعية، وهو المراد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبهما صلاح أفرادالمجتمع، وبصلاح الأفراد يصلح المجتمع كلة، ويتحقق هذا الهدف بأمور كثيرة أمر بها الشارع، منها بيان دور العقيدة الإسلامية الصحيحة، والعبادات والتكافل الاجتماعي في وقاية المجتمع من الانحرافات والجرائم.
|