ننام قريري الأعين... ننام بعمق إلى حد الرحيل داخل أحلام وردية لا توقظنا منها زلازل الأرض ولا اهتزاز السماء.. ننام وكأن كل شيء على ما يرام وليس هناك ما ينغص نومنا إلا باعوضة كريهة تمر مرور البرق حول آذاننا وتزعجنا بصوتها النشاز.. نلتحف ولا نعيرها اهتماما فهي حقيرة إلى درجة أنها قد تموت لأي حركة تصدر منا.. يجن جنون تلك الباعوضة فتلسعنا لسعاً تجعلنا نستخدم بعدها أظافرنا حتى الصباح.. إننا غافلون بل هي أظافر العدو تنغمس في لحومنا وتنزف على اثرها دماء القلوب.. ننام.. وأبناؤنا يتقلبون بين أحضان القنوات الفضائية تستنزف أبصارهم وتصم أسماعهم وتثير شهواتهم وتوقعهم بالمحظور، ننام.. فلا توقظنا إلا صرخات الأبناء يستنجدون!!!
من أدخل هذه الأطباق إلى بيوتنا فانتزع منا راحتنا وطمأنينتنا وسلب حقوقنا في تربية أبنائنا وتوجيههم التوجيه السليم؟!! من ساهم متعمداً في قتل فطرتنا السليمة في نفوس فلذات الأكباد وزجهم زجا للوقوع في محارم الله تحت لهيب الفتنة والغياب؟!! من انتزع القوامة من الرجال والأنوثة من النساء والقرار؟! من ومن ومن «ذلك بما قدمت يداك» نعم إنه صنيع الأيدي فنحن من جلب تلك القنابل الموقوتة طوعاً إلى بيوتنا بل ونتابع الجديد منها ونسعى إلى اقتنائها ونترك الحبل على غاربه والأبناء ينهلون من ذلك الغارب ونجاهر بالمعصية على أنها التربية الحديثة!
أي وحل نحن نعيش فيه وأي أمة نحن نعدها إعداداً سليماً لمواجهة متغيرات الحياة وقمة الكوارث.. غيرنا مبتلى في دينه وأرضه ونفسه وعرضه ويحمد الله ويشكر ونحن ننغمس في ملذاتنا ونتقلب في دناءة الدنيا ووحلها ونعصي الله ونكفر.. يارب أنزل علينا رحمتك قبل عذابك ولا تجعلنا نموت على هذه ولا على تلك.. ولا على هاتيك.
أفيقي أيتها الأم الغارقة في سباتك فعليك تقع اللائمة الكبرى فأنت أقرب لأبنائك من أنفاسهم فكوني ذلك الأوكسجين الذي يطهر رئتهم من التلوث العالق في أحشائهم.. اخرجي ذلك العدو من بيتك.. وأغلقي النوافد حتى تهدأ العاصفة.. ثم افتحيها لشمس جديدة وأمل عظيم. نسأل الله ليلاً ونهاراً ان يجعل كلمته هي العليا وكلمة أعداء الإسلام هي السفلى.
أفيقي أيتها الأم واجعليها بيدك لابيد عمرو!!!!
( * ) عنيزة
|