ها نحن نودع عاماً ونستقبل آخر والآمال في ازدياد بل إنها آمال تكبر معنا فكلما زادت سنوات العمر كبرت معها آمالنا وهكذا، ولكن ثمة ما قد يقطع هذه الآمال ألا وهو ما يعرض لأحدنا وقد مثل لذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل بليغ شاف كاف حيث روى عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: «خط النبي صلى الله عليه وسلم خطاً مربعاً، وخط خطاً في الوسط خارجاً منه وخط خطوطاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط وقال: هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به، أو قد أحاط به، وهذا الذي خارج أمله، وهذه الخطوط الصغار الأعراض، فإن اخطأه هذا نهشه هذا، وان اخطأه هذه نهشه هذا».وقد ورد في رواية أنس رضي الله عنه قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «هذا الأمل وهذا أجله، فبينما هو كذلك، إذ جاءه الخطب الأقرب».
وهذه العوارض ليست محصورة حتى يتلافاها الإنسان، بل قد تعرض لأحدنا وهو في مأمن منها على حسب تصوره فينقطع أمله إما بموت أو بفقر أو بإعاقة، ومن نعم الله أنها عوارض غيبية مقدرة لا يعلمها إلا الله جل وعلا قال تعالى: «وما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير، لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم أنه لا يحب كل مختال فخور».
* ا. هـ. فكم هي الأيام حبلى بمفاجأتها التي كم قطعت من الآمال فتغيرت الأحوال وتبدلت لأحدنا الأقوال لذا على المرء أن يسعى في هذه الحياة .
ويسأل الله أن يحقق فيما يرضيه عنه آماله مع عدم التعلق بتلك الآمال فلا بد من وضع ما قد يعرض له من عوارض في حسبانه.
(*) مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة
|