|
| ||||
ها نحن نودع عاماً كاملاً من أعوام العمر، فما أسرع ما مضى وانقضى، وما أعظم ما حوى، فكم من حبيب فيه فارقنا، وكم من اختبار وبلاء فيه واجهنا، وكم من سيئات فيه اجترحنا، وكم من عزيز أمسى فيه ذليلاً، وكم من غني أضحى فيه فقيراً، وكم من حوادث عظام مرت بنا ولكن أين المعتبرون المبصرون؟!
قال أحد السلف: «الليل والنهار يعملان فيك فاعمل أنت فيهما». فلا بد لنا في هذا العام الجديد 1424ه من روح التفاؤل والإيمان، والتطلع إلى غدٍ مشرقٍ، وقطع العلائق بالخلائق، والالتجاء إلى رب الأرض والسموات، والاعتماد عليه وحده.
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: «إني لأبغض الرجل أراه فارغاً، لا في أمر دنياه ولا في أمر آخرته». فيا لله: فخزائن بعضنا ملأى بما هو له، وخزائن بعضنا ملأى بما هو عليه، فلا إله إلا الله، يخلق ما يشاء ويختار، وما ربك بظلام للعبيد. قال الحسن رحمه الله: «إن قوماً ألهتهم أماني المغفرة، حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة، يقول أحدهم: إني أحسن الظن بربي وكذب.. لو أحسن الظن لأحسن العمل».
ولماذا التسويف والغفلة؟ وأنت تعلم أن الموت يأتي بغتة {وّتٍوبٍوا إلّى اللّهٌ جّمٌيعْا أّيٍَهّا المٍؤًمٌنٍونّ لّعّلَّكٍمً تٍفًلٌحٍونّ}. كان عمر بن ذر يقول في موعظة: «لو علم أهل العافية ما تضمنته القبور من الأجساد البالية، لجدُّوا في أيامهم الخالية، خوفاً من يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار». قال ميمون بن مهران: «لا يكون العبد تقيَّاً حتى يكون مع نفسه أشد من الشريك مع شريكه». لكن!!
وأصدق من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من طال عمره وحسن عمله). اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر. آمين.. آمين. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |