فجعت بالدراسة التي تؤكد أن عندنا أكثر من مليون وسبعمائة ألف عانس فاتهن قطار الزواج المبكر وأجزم أن هناك ضعفهن من الرجال العانسين !
والعنوسة هنا لا تقتصر على النساء فقط، ولا يجب أن نلصق هذه التهمة بهن لوحدهن، فالرجال أيضا ومن تجاوز الخامسة والثلاثين ولم يتزوج يطلق عليه لقب «رجل عانس» مع مرتبة الشرف الأولى !!
وأجزم هنا أن أسباب عنوسة السيدات راجع لهن، فالفتاة ما بين سن السابعة عشرة والخامسة والعشرين «تتغلى» في البداية وترفض الخطاب بل تريد شريك المستقبل أن يأتيها على حصان أبيض وفيه من المواصفات والأمنيات ما لا يعد ولا يحصى! هذه مثلا تريد شاباً «وسيماً» وشبيهاً للنجم الفلاني والأخرى تريده ذا مركز اجتماعي مرموق والثالثة تريده ثرياً يؤمن لها كل ما تريد، وتمضي أيام العمر لتجد نفسها فوق الثلاثين بل على مشارف الأربعين، وهنا ترضى بالأمر الواقع، وإذا حصل لها نصيب وتزوجت فإنها ستوافق على رجل «ستيني» ربما يكون جداً وليس أبا وربما يكون مطلقاً وهذا هو ختام الفلسفة والتردد.
وبعض الفتيات يكون الآباء هم السبب الأول في عنوستهن لأنهم فضلوا رواتب بناتهم على تزويجهن وحرمانهن من حياتهن الخاصة التي تزدهر في العقدين الثاني والثالث من العمر، أما لو عرجنا على «عنوسة» الرجال فإن الأمر أشد وطأة وأكبر فداحة لأن مبدأهم يقول «بيدي لا بيد عُمر». البعض منهم يريد زوجة تشبه الشمس، والبعض الآخر يقول أريد أن أعيش حراً طليقاً وفريق ثالث يتعذر بإمكاناته المادية ويقول لست قادراً على فتح بيت خاص وفريق رابع يتحجج بتكاليف المهر والزواج وما يتبعهما.. يا ساتر ما هذه النظرات التشاؤمية، ولماذا أصبح عندنا ملايين من العانسين الذين شارفوا على الأربعين؟!.
سؤال واحد للفتيات وهو لماذا لا ترضين بالنصيب الأول ولماذا تجعلن قطار الزواج يفوتكن برغبتكن فالزهرة إذا ذبلت لا رائحة ولا طعم فيها والسؤال الآخر للعانسين من الرجال، وهو لماذا وضعتم أنفسكم في هذا الموقف الذي لا تحسدون عليه، وهل يرضى أباً منكم أن يكون في الستين وابنه في العاشرة؟!
للجميع أوجه رسالتي وأقول للفتيات والشبان «أعرسوا قبل أن تعنسوا» فأيام العمر لا ترحم ولا تتوقف عند الأماني أكرر «أعرسوا قبل أن تعنسوا» فهل من مستجيب لندائي؟ أتمنى ذلك.
| 
