* تحقيق محمد راكد العنزي محافظة طريف:
يستبشر كثير من الناس بهطول الأمطار الغزيرة المبكرة التي تتزامن مع دخول نجم «الوسم» الذي يرتبط ظهوره بنزول مطر الوسم ويستمر بزوغ هذا النجم 52 يوماً وهو يجمع «الطوالع والعواء والسماك والغفر والزبانا» ويبدأ عادة في السادس عشر من أكتوبر وينتهي في السادس من ديسمبر، ويبدأ ظهور الفقع بعد أن تنفك مربعانية الشتاء التي يكون البرد فيها قارساً فهو كبقية النباتات يحتاج إلى الدفء والحرارة للنمو، ويتعرف غالبية الناس على مكان وجود الفقع بوجود نبتة صغيرة تعتبر الدليل القاطع على أن هذا المكان أو ذاك فيه فقع وهي نبات الجريد التي يعرفها أهل الشمال باسم «الرقا» أو «الرقروق» وغالباً ما تظهر طوالع الفقع في العاشر من فبراير في العقرب الأول وحتى العشرين من مارس في نهاية العقرب الثالث.
وللفقع أنواع عديدة وألوان مختلفة:
الهوبر ولونه أسود وداخله أبيض وهذا النوع يظهر قبل ظهور الكمأة الأصلية وهو يدل على أن الكمأة ستظهر قريباً.
الجبني وهي أقل حجماً وذات لون رمادي.
الخلاصي وهي فاتحة اللون ومتوسطة الحجم.
والزبيدي وهو أبيض اللون وأكبرها حجماً وأعلاها سعراً.
الفقع من نوعية الفطريات
يعتبر الفقع نوعا من أنواع الفطريات التي تنمو تحت سطح الأرض، وقد عرفه أهل البادية منذ القدم في جزيرة العرب حيث كانوا ينتظرون ظهوره في المناطق الشمالية من المملكة مثل حفر الباطن ورفحاء وعرعر وطريف، كما ينتشر في دول المغرب العربي وجنوب سوريا والعراق والأردن وكذلك في دول ايطاليا حيث يوجد الكمأة البيضاء في منطقة «بيمونت» مدفوناً في التربة الجيرية بين جذور السنديان أو متوسطاً أشجار الحور والصفصاف، كما يوجد في فرنسا باسم كمأة «البيريقورد» نسبة إلى إقليم البيرويقورد في فرنسا، ويوجد كذلك في اسبانيا حيث ينتشر تحت شجر البلوط، والفقع عبارة عن درنات تنمو تحت سطح التربة وتتكون من مستعمرات قوام كل مجموعة من عشرة إلى عشرين حبة، وشكلها كروي لحمي رخو منتظم، وسطحها أملس أو درني ويختلف لونها من البيج إلى الأسود فيما يعرف وجود الكمأة بتشقق سطح الأرض.
الفوائد الغذائية والصحية للفقع
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين» وهي نبتة تنبت تحت الأرض وليس لها أوراق أو ساق وتسمى عند العرب نبات «الرعد» لأنها تكثر بكثرته، وتظهر بعد نموها وتشقق الأرض عنها، والكمأة من المن والممنون هو كل ما رزق الله به العبد عفواً بغير كسب منه ولا مشقة.
وقول النبي «ماؤها شفاء للعين» فيه ثلاثة أقوال كما بين ذلك «ابن القيم الجوزيه» في كتابه زاد المعاد:
1 ان ماءها يخلط في الأدوية التي يعالج فيها العين.
2 انه يستعمل بعد شواء الكمأة واستقطار ماؤها لأن النار تلطفه وتنضجه وتزيل فضلاته وتبقى المنافع.
3 ان المراد بمائها هو المناء الذي يحدث به المطر وهو أول قطر ينزل إلى الأرض فتكون الإضافة إضافة اقتران.
المكونات الغذائية في 100 جرام
من الفقع الطازج
النوا بروتين دهن ألياف
الجبي 25 4 7
خلاصي 20 3 8
زبيدي 27 7 13
وتتكون القيمة الغذائية للفقع من أحماض أمينية وكمية من البروتينات والدهون والألياف التي تعتبر أعلى من أي نوع من أنواع الخضروات، كما يوجد به نسب قليلة من المواد المعدنية مثل البوتاسيوم والفوسفور والصوديوم والكالسيوم والحديد والنحاس كما تحتوي على فيتامين «ب»، وكمية من النيتروجين بجانب الكربون، والأكسجين، والهيدروجين، وهذا ما يجعل تركيبها شبيهاً بتركيب اللحم، وتختلف هذه النسبة باختلاف التربة التي ينمو فيها الفقع فيما يبلغ 75% منه من الماء.
لحفظ الفقع عدة طرق
1 الحفظ بالتجفيف أو ما يسميه البعض بالتشطيب.
حيث يحفظ الفقع بعد تنظيفه وتقطيعه الى شرائح ومليحه يجفف تحت أشعة الشمس لعدة أيام ولا يزال الكثيرون يلجؤون لذلك في الوقت الحالي.
2 الحفظ بالتعليب:
حيث يغسل الفقع للتخلص من الأتربة ثم يسلق بالماء ويعبأ في أكياس بلاستيكية ويضاف إليه القليل من الملح.
3 الحفظ بالتجميد:
بوضع الفقع في أكياس بعد تنظيفه في جهاز «الفريزر» ولكنه قد يفقد بهذه الطريقة كثيرا من خواصه الطبيعية.
أماكن ظهور الفقع في براري الشمال
كما قلنا سابقاً إن ظهور الفقع يرتبط ارتباطاً مباشراً بنزول مطر الوسم في بداية فصل الشتاء، وتتعدد أماكن نموه في الشمال ففي محافظة طريف يظهر الفقع في الجراني واذريبينات وأقرن والحنو وحرة الحرّه وفي شعيب طريف وشعيب الخور ومنطقة حزم الجلاميد، وفي رفحاء بمنطقة زبالا والزبنيات وغرب المحافظة وجنوبها، وكذلك يظهر في عدد من الأماكن في منطقة حفر الباطن والنعيرية والرقعي.
|