Friday 7th march,2003 11117العدد الجمعة 4 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جدتي.. والبلايستيشن.. و«الفريرة»!! جدتي.. والبلايستيشن.. و«الفريرة»!!

كان يا ماكان.. قبل يومين زمان.. كان «عبودي وشوشو.. وحتومي وميمي» محلقين في سماء الطفولة البريئة. والمتعة الكبيرة مع البلايستيشن.. وكانت اللعبة حماسية والمنافسة قوية وبعيدة عن الروح الرياضية ومليانة هواش وصياح ونياح..
دخلت بهدوء.. فشدني منظر «جدتي» كانت تضع اصبعها على خدها، وتطلق عليهم نظرات تأملية غريبة، كنت أظنها منسجمة مع اللعبة فسألتها «من تشجعين يا جدة؟!».. لكن للأسف «أعطتني ركبة»!!.
تخخت.. وسكَّرت أزارير الثوب.. وعدَّلت الجلسة.. وسألتها بصوت أعلى «أقول من تشجعين يام الشباب؟؟!! أعطينا وجه»، ناظرتني، وابتسمت..وقالت بصوتها المرتعد الحزين:
«إيييه، وين الدنيا، ووين أهلها؟ يا وليدي كل شيء تغير وكل حال تبدل!!».
قاطعتها بسلامتي وقلت: ليه يا جدة وش فيه؟؟ قالت: يا عمار يا زمان أول.. يازين هكالأيام وهكاللعب اللي نلعبه، يوم كنا نلعب «عظيم سرا، وجاكم الذيب، وسبع الحجر، وطاق طاقية» قلت: إيه يا جدة بس هذاك أول.. وكل زمان وله زمانه، وحنا طال عمرك «عيال نيدو، وبامبرز، وبلايستيشن».. خزتني بعينها وقالت: هات «علبة جبنة، وخيط ومسمار!!» قلت ليه عسى ما شر؟ قالت: مالك شغل قم على حيلك وهاتهن.
جبت الطلبات.. وقعدت قدامها، ما فكرت إلا «عبودي والشلة متسدحين عندنا ويتفرجون» مسكت الجدة المسمار، وشقت علبة الجبنة.. وربطت الحبل، ودخلته بالعلبة بطريقة معينة، قالت: هذي وأنا جدتك «الفريرة».. أهه، أهه، أهه.. وبدت تشرح طريقة استخدامها..
وهكذا استطاعت جدتي.. وبأدوات بسيطة أن تسحب البساط من تحت البلايستيشن، وتكسب الشعبية وتضم «الرأي العام» لصالحها..
«والله وكيلكم» ما مرَّت دقايق، إلا وكل «بزر» معه فريرة.. وصار البيت مليان فريرات، وصارت موضة وانتشرت بالحارة، وخسر راعي البقالة ألعابه، وراحت فيها النفيخات، والطراطيع!!
ويا سبحان الله.. يظل للماضي طعمه، وللألعاب الشعبية رونقها، وللجد والجدة لذة ومتعة بالبيت.. ويارب تحفظ «شيبانا، وعجايزنا» وتبارك بأعمارهم.. وتحفظ لنا تراثنا الحلو الجميل..

جميل فرحان اليوسف
سكاكا - الجوف

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved