* شيكاغو ديبورا كوهين رويترز:
تتحسب شركات امريكية كبرى مثل ستاربكس وكوكاكولا وماكدونالدز لمواجهة متاعب حتى انها كثفت الاجراءات الامنية قبل حرب متوقعة ضد العراق يمكن ان تثير موجة عداء لامريكا وتطلق اعمال عنف ضد مصالح تلك الشركات.
وقال خبراء امن ان الشركات الامريكية متعددة الجنسية التي تجمع عائدات ضخمة من انشطتها الخارجية كثفت من الاجراءات الامنية في وحداتها حيث زادت من عدد الحراس المسلحين وكثفت تدريب الموظفين وشددت اجراءات فحص السيرة الذاتية للمرشحين لشغل وظائف حتى بالنسبة لصغار العاملين مثل السائقين وموظفي الخزينة.
وقال لورانس ماكنوتون رئيس كور براند للاستشارات التي يوجد مقرها في كونيكتيكت «اذا كنت تكره امريكا فمن السهل جدا ان تكره كوكاكولا او ماكدونالدز».
واضاف «المعياران الاساسيان لتحديد مستوى الخطر هما ما اذا كان للشركة نشاط في الشرق الاوسط او انها بمثابة رمز ثقافي».
وقال خبراء ان القطاع الاكثر عرضة للخطر ربما ان صناعة الوجبات السريعة وعلى رأسها ماكدونالدزالتي تملك 30 الف مطعم في شتى انحاء العالم بعلامتها التجارية التي تعد واحدة من اكثر رموز الثقافة الامريكية شهرة، وللشركة نشاط كبير في الشرق الاوسط.
وتسبب العداء المتزايد لامريكا بالفعل في هجمات على مصالح تجارية مرتبطة بالولايات المتحدة في الشرق الاوسط ومقاطعة المنتجات الامريكية واعلنت حالة التأهب في مكاتب الشركات الامريكية بالمنطقة.
وهاجم شبان سعوديون بقنابل بنزين اثنين من مطاعم مكدونالدز في السعودية منذ نوفمبر تشرين الثاني الماضي مما اسفر عن اضرار مادية طفيفة لكنه فاقم حدة المخاوف بين الغربيين الذين كانوا هدفا لكثير من الهجمات هناك.
وتعرضت خمسة مطاعم على الطراز الامريكي في لبنان لهجمات بقنابل منذ مايو ايار الماضي.
وفي مصر تلقى سيتي بنك التابع لسيتي جروب تحذيرا في الآونة الاخيرة عبراتصال هاتفي من قنبلة مما ادى الى اخلاء مبنى في ميدان رئيسي بالقاهرة من العاملين بمكاتب كثير من الشركات الاجنبية الواقعة في المبنى ومنها مايكروسوفت وهيوليت باكارد.
ويقاطع المستهلكون في الشرق الاوسط البضائع الامريكية بل ان ايران منعت الاعلانات في وسائل الاعلام عن اي سلع امريكية الصنع.
وامتدت حمى الغضب من سياسة الرئيس الامريكي جورج بوش تجاه العراق الى اوروبا التي شهدت موجة تظاهرات ضخمة. وهاجم انصار جماعة السلام الاخضر «جرينبيس» في بريطانيا في الآونة الاخيرة محطات اسو وقطعوا عنها التيار الكهربي في رسالة ضد الحرب الى شركة اكسون موبيل التي تملك اسو.
وقال مسؤول بشركة كوكاكولا في الشرق الاوسط انها نقلت بعضا من الفريق الاداري الاقليمي من البحرين الى اليونان.
وقال مايكل تشيركاسكي رئيس شركة كرول انك للاستشارات الامنية العالمية ان الشركات تنفق الآن مبالغ ضخمة على الامن بما في ذلك وضع كاميرات مراقبة وتحصين المنشآت .
ومطاعم الوجبات السريعة التي تخدم المئات من العملاء تبدو مهمة حمايتها شديدة الصعوبة.
ويوجد لماكدونالدز مئات المطاعم في مصر واسرائيل وعمان والسعودية والامارات، كما انها تعمل ايضا في باكستان.
كما ان لشركة يوم براندز المنافس الرئيسي لماكدونالدز في الخارج وصاحبة سلسلة مطاعم كيه.اف.سي تشيكن تواجد قوي في الشرق الاوسط وهي تخطط لافتتاح الف مطعم في شتى انحاء العالم خلال هذا العام.
وتركز ماكدونالدز ومطاعم الوجبات السريعة الاخرى على ان اغلب مطاعمها في الخارج يملكها ويديرها رجال اعمال محليون يعملون بمنتجات اغذية محلية، الا ان العملاء لا يرون غالبا اي فرق.
ولزيادة المبيعات الضعيفة لجأت الشركة التي تستغل العلامة التجارية لبرجر كينج في البحرين الحليف القوي للولايات المتحدة الى نشر اعلانات في العديد من الصحف تشرح فيها ان جميع مكونات وجباتها محلية او من العالم العربي.
وفي الكويت حيث تعرضت القوات الامريكية هناك لعدة هجمات تشن شركة امريكانا القوية للاغذية السريعة التي تملك حقوق استغلال علامات تجارية مثل كيه.اف.سيوهارديز وبيتزا هت حملة اعلانية بملايين الدولارات من اجل التأكيد على انها «عربية مئة في المئة».
|