Friday 7th march,2003 11117العدد الجمعة 4 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

(الرويشد) تترقب الحرب وبانتظار اللاجئين.. مخيمات اللاجئين يحظر الدخول إليها وتزويدها بكافة الخدمات (الرويشد) تترقب الحرب وبانتظار اللاجئين.. مخيمات اللاجئين يحظر الدخول إليها وتزويدها بكافة الخدمات
رفع جاهزية مستشفى الرويشد ومركزها الصحي وتزويدها بالمعدات الطبية

* الرويشد الجزيرة خاص:
(الرويشد) المعبر الحدودي الاردني الى العراق تعيش اجواء استعدادات لاي طارئ في ظل الحديث المحموم عن الحرب ولا حديث لاهلها الا الحرب المتوقعة ضد العراق.
لقد توجهنا الى المنطقة الحدودية لاستطلاع ما يجري في المنطقة وما تم اتخاذه من اجراءات لاستقبال اللاجئين المتوقع لهم عبور الحدود الاردنية في حال وقوع الحرب وقد بدأ ان المنطقة تعيش هدوءاً حيث لا نشاط تجارياً كبيراً خاصة ان سكانها يعتمدون في مصدر رزقهم على تربية الماشية اضافة الى حركة المسافرين.
ارتأينا القيام بجولة شملت منطقة ممتدة من الرويشد الى مركز حدود الكرامة والذي يبعد عن البلدة حوالي 80 كيلومترا ومرورا بمناطق صالحية النعيم والفيضة والريشة وطريبيل حيث ان هذه المناطق تشكل اساسا لتجمعات سكنية وتوفر خدمات البنية التحتية وبادرنا بالسؤال عن اماكن مخيمات اللاجئين الا ان ايا من المواطنين لم يعرفوا عن تلك المخيمات فيما اشارت مصادر داخل البلدة ان تلك المخيمات ربما اقيمت في مناطق بعيدة ويحظر الدخول اليها مضيفين بان الدوائر الحكومية تنشط في البلدة منذ فترة وقيامها بتجهيز المعدات اللازمة للمخيمات ووضعها في مستودعات لتكون جاهزة للانشاء في حال قيام الحرب.حجم عمل كبير تقوم به الدوائر الرسمية في الرويشد خاصة تلك الدوائر المعنية بالخدمات الاساسية لمواجهة اي طارىء ولتكون في اعلى جاهزيتها لتقديم الخدمات للاجئين وتوفير المأوى لهم.
واستعدادا للحرب فقد قامت الاجهزة الاردنية المعنية بتمرين طوارىء شاركت فيه مختلف الدوائر الرسمية في الرويشد للتعرف على امكانية كل دائرة ومدى جاهزيتها بما يشمل دوائر الدفاع المدني والصحة العامة والمياه والكهرباء والاشغال العامة والبلدية.
وقد ذكرت مصادر مطلعة لنا في البلدة أن وزارة الداخلية قد شكلت لجنة مؤقتة برئاسة أحد المحافظين في الوزارة للاشراف على الرويشد وكل ما يتعلق بخدمات واحتياجات اللاجئين علما بأنه تم تجهيز احد المباني الحكومية في الرويشد لهذه الغاية.
بدأنا زيارتنا لمستشفى الرويشد الذي يوجد فيه 17 سريرا في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر طبية عن امكانية زيادتها الى 25 سريرا ويقدم المستشفى خدمات التخصصات الطبية المختلفة بما يشمل عيادات الاختصاص والجراحة والنسائية والاطفال والسنية بالاضافة الى عيادات الطب العام.كذلك تم تجهيز المركز الصحي الشامل في البلدة وتزويده بكافة الاجهزة اللازمة بالاضافة لمختلف انواع الادوية ويعمل على مدار الساعة ويقدم خدمات الاسعاف والطوارىء.
وقالت مصادر طبية في المفرق بأن المديرية العامة للصحة في المحافظة قد وضعت خطة طوارىء يتم خلالها زيادة الكادر الطبي والفني لمستشفى الرويشد والمركز الصحي اضافة الى زيادة عدد سيارات الاسعاف ووضع مناوبات على مدار الساعة.
ولم تقتصر خطة الطوارىء على الصحة العامة بل تشمل ايضا مديريات الاشغال والمياه وشركة الكهرباء في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر عن حفر بئر للماء لمخيمات اللاجئين.
اصحاب الفنادق في الرويشد، يعلقون آمالا على تعويض خسائرهم، حيث ان الفنادق التي تخلو من النزلاء، هي بانتظار مسافرين او نزلاء جدد، وقد عاد اصحابها لاجراء صيانة شاملة لها.
ولم تتوقف الاستعدادات على اصحاب الفنادق، ايضا اصحاب منازل مهجورة في البلدة، عادوا ليعملوا صيانة لمنازلهم تهيئة لاستقبال نزلاء فيها، أو تأجيرها لمحطات تلفزة ووكالات انباء وصحفيين، وقد تحدث المواطنون عن قيام وكالتي انباء باستئجار منزلين وبمبلغ مقدار 225 دينارا للمنزل الواحد، وقد زرنا تلك المنازل، حيث لم تجد سوى مواطن يعمل حارسا لاحد المنزلين والذي قال: ان وكالة انباء عالمية قامت باستئجار المنزل، الا ان فريق الوكالة لم يحضر حتى الآن من عمان، بانتظار الحرب.. فيما تشترط الجهات المعنية في (الرويشد) من اي وكالة انباء او صحفيين الحصول على تصريح من وزارة الداخلية للعمل في المنطقة.
و(الرويشد) التي تبعد عن عمان حوالي 350 كيلو مترا، وعن مركز حدود الكرامة (طريبيل) 80 كيلومترا، تفتقر لمحطة بيع للمحروقات، الامر الذي شجع العديد من ابنائها على بيع المحروقات بعبوات بلاستيكية على جانبي الشارع الرئيسي (الطريق الدولي)، فيما يحصلون على تلك المحروقات خاصة مادتي البنزين والسولار من العراق، وبسعر لتنكة البنزين يصل لحوالي 8 9 دنانير، كذلك بالنسبة الى اسطوانات الغاز التي يتم تخزينها في المنازل بعيدا عن الرقابة ويصل ثمن الاسطوانة لحوالي 6 دنانير.
هذا وتشهد حركة الصهاريج على الطريق الدولي حركة نشطة في نقل النفط من العراق الى مصفاة البترول الاردنية في الزرقاء، لتخزين اكبر احتياطي نفطي في المملكة، في الوقت الذي لم يشهد فيه الطريق الدولي حركة لسيارات المسافرين (مغادرين او قادمين من العراق)، وقد عزت مصادر تلك الحالة الى ترقب لما تأتي به الايام المقبلة.
وفي منطقة (الاسكان الحكومي) بالرويشد اتخذت جمعية الهلال الاحمر الاردني موقعا لها في احد المباني، واتخذت استعداداتها لاي طارئ لتقديم خدماتها الانسانية للاجئين حيث ستتسلم الجمعية في الايام القليلة المقبلة من الاتحاد الدولي في جنيف لوزام مخيمات وبطانيات واسرّة، كما تسعى الحصول على عيادة متنقلة لاستخدامها في المخيمات.
وقد اعدت الجمعية قوائم واجرت اتصالاتها مع العديد من الهيئات التطوعية والانسانية في العالم بهدف تقديم خدماتها للاجئين.
ومن جهتها كذلك قامت الهيئة الخيرية الهاشمية بالعمل على توفير مواد تموينية وملابس وغيرها بالاضافة الى توفير الخيام للاجئين.وجميع تلك الاستعدادات انتظارا للحرب. هذا وستتم اقامة مخيمين للاجئين بدعم من الامم المتحدة في حالة الطوارىء وبدء الهجوم فيما يتوافد كبار الصحافيين من الدول الصديقة الى عمان في محاولة لمراقبة الاوضاع الراهنة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved