* مخيم جباليا غزة الوكالات:
استشهد 11 فلسطينياً وأصيب نحو 130 آخرين بجروح صباح امس الخميس بينهم عدد مزقتهم قذيفة دبابة خلال غارة اجتاحت خلالها الدبابات الاسرائيلية قطاع غزة عقب هجوم فدائي أدى الى مقتل 15 في اسرائيل.
وقال مسؤولون طبيون وشهود ان قذيفة دبابة اسرائيلية سقطت على حشد كان يحاول اخماد حريق في مبنى تجاري في مخيم جباليا للاجئين بعد ان اشتعلت فيه النيران خلال الغارة الاسرائيلية التي اعقبتها معارك استمرت ساعات.
وقلصت الغارة الاسرائيلية على غزة والهجوم الفدائي الفلسطيني الذي وقع امس الاول على حافلة اسرائيلية في حيفا والذي كان اول هجوم من نوعه خلال شهرين من امل الولايات المتحدة في وقف المصادمات الفلسطينية الاسرائيلية المستمرة منذ 29 شهرا قبل ان تشن حرباً محتملة على العراق.
وقال صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني معلقا على الغارة الاسرائيلية انه عمل انتقامي من جانب الحكومة الاسرائيلية أودى بحياة 11 واصاب 140، واكد مسؤولون في مستشفى الشفاء في مدينة غزة صحة ارقام الخسائر في الارواح الفلسطينية.
وحث عريقات المجموعة الرباعية التي تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا على التدخل فوراً وبشكل مباشر لوقف دائرة العنف، وتسعى المجموعة لاستئناف محادثات السلام في الشرق الاوسط.
وقال فلسطينيون في مدينة الخليل بالضفة الغربية ان مفجر حافلة حيفا يدعى عمران سالم القواسمة وانه نشط عمره 21 عاماً من حركة المقاومة الاسلامية «حماس» وانه مفقود منذ بضعة ايام.
وذكرت مصادر عسكرية اسرائيلية انه عثر على بطاقة هوية فلسطيني من مدينة الخليل بالضفة الغربية في حطام الحافلة وان جنوداً ذهبوا الى منزل أسرته مساء الاربعاء واعتقلوا والده وشقيقيه.
وقالت وزارة الخارجية الاسرائيلية انه عثر مع المفجر على رسالة تمتدح الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر ايلول.
وتركز رغم ذلك رد الفعل المبدئي لاسرائيل فيما يبدو على غزة حيث قال شهود ان عشرات الدبابات دخلت من اسرائيل واجتاحت جباليا.
وقال البريجادير جنرال جادي شامني قائد القوات الاسرائيلية في غزة ان عملية جباليا ليست رداً على هجوم حيفا لكنها استمرار لعمليات تستهدف نشطين في المنطقة بدأت قبل اسبوعين.
وعكست تلك العمليات الموقف المتشدد للحكومة اليمينية الجديدة التي شكلها آرييل شارون رئيس الوزراء والتي قوبلت بإنتقاد نادر من الولايات المتحدة لاسرائيل لقتلها مدنيين.
وقال شهود عيان ان مصورين من رويترز أصيبا بجروح عندما انفجرت قذيفة دبابة اسرائيلية في مخيم جباليا للاجئين.
وأصيب المصور أحمد جاد الله بشظايا في ساقيه ونقله المارة من الموقع وهو ينزف، وقال أطباء انه سيخضع لجراحة، كما أصيب المصور التلفزيوني شمس عودة بكسر في القدم.
وكان الاثنان يعملان في مخيم جباليا بعد أن هاجمته القوات الاسرائيلية، وقال الشهود ان المصورين كانا يغطيان الاحداث في جباليا عندما سقطت قذيفة دبابة على حشد كان يحاول اخماد حريق شب في متجر أثناء الغارة الاسرائيلية.
وفي مخيم جباليا رأى مراسل لرويترز القذيفة وهي تسقط بينما كان حشد من الفلسطينيين يحاول اخراج اثاث من ورشة اشتعلت بها النيران خلال قتال بين المسلحين الفلسطينيين والقوات الاسرائيلية التي داهمت مخيم جباليا في اعقاب تفجير فلسطيني في اسرائيل.
وصرح مسؤولو مستشفى بان بعض الجرحى حالتهم خطيرة.
ويعيش في مخيم جباليا نحو 90 الف فلسطيني في مساحة لا تزيد على خمسة كيلومترات مربعة.
وقال رجال اسعاف فلسطينيون في مخيم جباليا ان رجلا عمره 60 عاماً قتل بأحد الصواريخ التي اطلقتها طائرات هليكوبتر حربية اسرائيلية كانت تدعم عشرات الدبابات التي اغارت على غزة في ساعة مبكرة من امس.
وهزت تراشقات ضارية بالنيران وانفجارات ارجاء المخيم وامطرت المروحيات الاسرائيلية الشوارع بنيران الاسلحة الآلية لقتل عشرات المسلحين الذين اسرعوا لاتخاذ مواقع لهم.
وقال شهود عيان ان رجالاً مسلحين يزرعون الغاماً لمقاومة المدرعات الاسرائيلية وان آخرين قاتلوا القوات الاسرائيلية بقذائف مضادة للدبابات قرب مجمع الأمم المتحدة للأغاثة في جباليا وهو مركز للنشطاء الذين يقودون انتفاضة عمرها 29 شهرا ضد الاحتلال الاسرائيلي.
وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي «اطلقت نيران مكثفة على قواتنا»، وقال ان الجنود اعتقلوا نشطاً من حركة حماس واستولوا على مخبأ للأسلحة في منزله وأحرقوا ورشة لتشغيل المعادن قال انها كانت تصنع اسلحة.
وقالت مصادر امنية اسرائيلية ان مجلس الوزراء الامني الاسرائيلي قرر في اجتماع في ساعة متأخرة من الليل تكثيف الاجراءات العسكرية وفرض حصار كامل على الضفة الغربية حتى يوم الاحد.
وتضم الحكومة الاسرائيلية اليمينية الجديدة التي تولت السلطة منذ اسبوع بعد الانتخابات وزراء يؤيدون اتخاذ موقف أكثر تشدداً من الانتفاضة من الحكومة السابقة ويطالب البعض بطرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
واضاف الشهود قولهم ان هذا كان أكبر توغل عسكري اسرائيلي في جباليا منذ اندلاع الانتفاضة في سبتمبر ايلول عام 2000، وقال رجال اسعاف انهم يخشون ارتفاع عدد الضحايا لان سيارات الاسعاف لم تستطع التحرك بحرية.
وقال شهود انه في بلدة قلقيلية بالضفة الغربية خلال الليل نسفت قوات اسرائيلية منزل عائلة نشط من حماس اعتقل العام الماضي، كما نسفت منزل أسرة نشط آخر من حماس وهي سياسة قوبلت بانتقادات دولية وتقول اسرائيل انها سياسة لردع الفلسطينيين.
وكان هجوم حيفا أول هجوم انتحاري يقع بعد ان تولت الحكومة اليمينية الجديدة لاسرائيل السلطة الاسبوع الماضي، وكثفت اسرائيل غاراتها على غزة والضفة الغربية في الآونة الاخيرة مثيرة مخاوف الفلسطينيين من حملة اسرائيلية أشد مع تركز اهتمام العالم على الحرب المحتملة على العراق.
وقادت الولايات المتحدة الادانة الدولية للتفجير، وتعهد الرئيس جورج بوش بمواصلة مساعي السلام ودعت بريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا الى بذل جهود دبلوماسية جديدة، كما ادانت السلطة الفلسطينية هجوم حيفا.
|