Thursday 6th march,2003 11116العدد الخميس 3 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بمستشفى الملك فيصل التخصصي بمستشفى الملك فيصل التخصصي
أبحاث عن زراعة أعضاء حيوانية في جسم الإنسان

* الرياض فهد المطرفي:
في إحدى دراسات معمل «أمراض القلب والأوعية الدموية» بمركز ابحاث مستشفى الملك فيصل التخصصي وتحت اشراف الدكتور فتوان المهنا ضمن سلسلة تجارب و دراسات حول امكانية زراعة اعضاء حيوانية في جسم الانسان، تمت الاستفادة من التجارب السابقة والنظريات المثبتة حول بروتين VCP الموجود في القشة الخارجية لمجموعة من الفيروسات يطلق عليها اسم فاكسينا فيروس، حيث تستطيع بهذا البروتين حماية نفسها من الجهاز المناعي لجسم الإنسان في عدم التعرف عليها ومقاومتها اثناء غزوها للجسم واستحداثها للامراض، وفي اكتشاف خواص جديدة لهذا البروتين استغلت في عملية زراعة اعضاء حيوانية لاترفض ولا تهاجم من قبل جسم الانسان وذلك بتعديل هذه الاعضاء وراثياً بهذا البروتين فلا يتعرف عليها الجهاز المناعي لجسم الانسان كاعضاء غريبة. ويقول الدكتور فتوان المهنا ان عملية التعديل بدأت منذ التعرف على الجين المسؤول عن هذه الصفة الوراثية في بروتين VCP حيث ادخل هذا الجين في ذبابة الفاكهة لانتاج كميات كبيرة منه، ثم حقن هذه الكميات في بويضة الحيوان كجزء من بروتيناته ثم تلقح وينتج عنها الجنين، وبذلك اعطيت فرصة للبروتين للنمو والتكاثر اثناء تكوين الجنين، الامر الذي تتم في نهايته ولادة حيوان مهجن الاعضاء لتحتوي كل خلاياه على هذا البروتين ويمكن اخذ اي عضو منه «قلب، رئة، كبد، بنكرياس، كلية» وزراعتها في جسم حيوانات كالقرود مثلاً وهذه المرحلة من التجربة اثبتت نجاحها. تأتي بعد ذلك مرحلة استنساخ الحيوان المهجن للحصول على اعداد كبيرة من الاعضاء اما الطريقة الثانية التي يمكن الاستفادة منها من بروتين VCP بعد اخذه من ذبابة الفاكهة هي حقيقة مباشرة في جسم الحيوان المراد نقل العضو له لتهيئة الجهاز المناعي في استقبال العضو المزروع بدون تهجينه للتأكد من فعالية البروتين في فرض السيطرة وإضعاف الجهاز المناعي كي لا يرفض العضو. وعلى هذا فإن خطوات العملية بالطريقتين ونجاحها لم يتعد التجارب المخبرية في الوقت الحاضر ولم يطبق بعد على بني البشر، فبالرغم من وجود بعض المخاوف إلا أن معظم علماء الابحاث وجراحي الاعضاء يرون إمكانية حدوثه في خلال السنوات القليلة المقبلة. ولعل أهم الاسباب في تأخر حدوثه هي:
1- المخاطر التي تحدث نتيجة لوجود بعض الفيروسات تعيش في اعضاء هذه الحيوانات وممكن ان تنتقل الى الانسان وهذا الاحتمال بسيط جداً، ولكنه قد يحدث.
2- عدم التوصل والتعامل مع كل اسباب الرفض الاخرى التي تتضمن وجود خلايا الدم البيضاء التي تتسبب ايضا برفض العضو وغيرها من سلسلة مكونات الجهاز المناعي.
ولكن ميكانيكية عمل بروتين VCP تغطي معظم اسباب الرفض فقد لوح ان رفض الجسم للعضو يكون اقل عنفاً واكثر إطالة في وجود هذا البروتين عندما تم نقل قلب فأر إلى أرنب، ان الميكانيكية التي يعمل بها بروتين VCP تجعله متعدد الوظائف:
1- وجود تشابه كبير بين تركيبته وتركيبة بروتين الجهاز المناعي لجسم الانسان تجعل الجسم لايتعرف عليه بسهولة.
2- كذلك يعمل على انخفاض عمل الجهاز المناعي، وبذلك يقلل من عنف رفض العضو المزروع وتأخيره، وبهذه الصفة يشبه علم عقار سيكلوسبورين المستخدم في عمليات زراعة الاعضاء البشرية.
3- يمنع اتحاد الاجسام المضادة بالعضو المزروع والتي يكونها الجسم البشري في حالة وجود اجسام غريبة.
4- يمنع كافة التفاعلات التي تتم بين الخلايا السامة والعضو المزروع التي منها خلايا الدم البيضاء.
5- ثم ان الكيفية التي يعمل بها بروتين VCP تطيل بقاء العضو وتحافظ عليه من التحلل والموت السريع لخلاياه من قبل الجهاز المناعي فهو يحافظ على اكثر من 70% منه بينما في عدم وجود البروتين فان معظم خلايا العضو تموت. ويقول الدكتور فتوان المهنا ان اتجاه العالم الآن والمملكة العربية السعودية في مجال ابحاث زراعة الاعضاء الحيوانية كان احد الحلول لشح مصادر الاعضاء الانسانية التي لاتوجد الآن إلا في حوادث الوفاة، مما يؤدي الى انتظار المرضى المحتاجين الى اعضاء لفترات زمنية طويلة قد يموت خلالها المريض، فكان لابد من البحث عن مصادر اخرى للاعضاء كحلقة وصل مؤقتة ريثما يحصل المريض، فكان لابد من البحث عن مصادر اخرى للاعضاء كحلقة وصل مؤقتة ريثما يحصل المريض، فكان لابد من البحث عن مصادر اخرى للاعضاء كحلقة وصل مؤقتة ريثما يحصل المريض على عضو انساني. ولذلك بدأت أبحاثنا منذ سنة 94م بتنظيم برامج تعاونية «ابحاث متعددة المراكز» بين العلماء والاطباء السعوديين بمركز الابحاث وبين مراكز الابحاث في اوروبا وامريكا للوصول الى نتائج تغطي كل اسباب الرفض من بين تلك المراكز.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved