* جازان علي يحيى الراجحي:
يعد المكحَّل من أبرز المواقع السياحية الجميلة بأحد المسارحة ويبعد مسافة كيلو متر واحد عن قرية الهجنبة إلى الشمال الشرقي من محافظة المسارحة ويُعزى سبب تسميته بهذا الاسم الى لون الكحل الذي تكتسي به صخوره وجباله وهو موقع تاريخي شهير بالمحافظة عُرف بخضرته وغزارة أمطاره كان يقصده الأجداد قبل أكثر من ستين عاماً بحثاً عن فرص للعيش والمرعى، ولا يزال المكحَّل والى يومنا هذا يزخر بمساحاته الخضراء ويحتوي على أراضٍ سياحية جميلة ومناطق زراعية خصبة ومواقع جبلية ساحرة ومناظر طبيعية خلابة الى جانب اشتماله على عدد من مجاري الأودية والمواقع السكنية التي يقطنها أعداد غفيرة من الأهالي الذين يتخذون من أراضيه الزراعية ومساحاته الخضراء مصدراً أساسيا لدخلهم المعيشي هذا ويعتبر المكحَّل بحق مكان جذب سياحي متفرد يمتلك جميع مقومات السياحة بما في ذلك اعتدال الطقس ويقصده عدد من أهالي المحافظة للتنزه والاستجمام والاستمتاع بمناظره الخلابة وجوه الجميل غير أن ما يثير القلق حول هذا الموقع السياحي الجذاب هو اختياره من قبل بلدية أحد المسارحة ليكون مرمى للنفايات بالمحافظة وما يترتب على ذلك من أضرار بيئية مدمرة وكارثية على هذا المكان وأهله.
الجزيرة كان لها جولة استطلاعية في هذا الموقع الجميل حيث التقت عددا من الأهالي القاطنين في هذا الموقع وأطلعت على آرائهم حيال ذلك وقد التقينا بالاستاذ علي بن موسى حنتول (معلم) حيث قال إن هذا الموقع يعد موقعاً سياحياً يقصده الكثير من أهالي المحافظة للتنزه وهو يشتمل على اراضٍ زراعية ومناظر طبيعية جميلة كما يوجد به أسراب من الطيور بما في ذلك الحبارى والقماري وكذلك عدد من الحيوانات النادرة كالغزلان التي تظهر في المكحّل ما بين وقت وآخر ومحاولة بلدية أحد المسارحة إحداث مرمى للنفايات به هو تدمير لهذا الموقع ولمقوماته وأراضيه الخصبة.
أما الأستاذ محمد قوفشي من سكان الهجنبة التي تقع بجوار المكحّل فيقول ان هذا المكان يشتمل على عدد من الجبال التي تشكل رؤساء للأودية ويوجد به عدد من مجاري السيول إضافة الى احتوائه على أراضٍ زراعية خصبة واذا ما وضع مرمى النفايات فيه فإنه سيؤدي الى وقف تلك المجاري والى إتلاف الأراضي الزراعية.
كما تحدث للجزيرة المواطن قاسم موسى شراحيلي من أهالي هذا الموقع قائلاً إنه يملك منزلا ومواشي وأراضي زراعية واختيار هذا المكان ليكون مرمى للنفايات هو حكم بالإعدام على كل الكائنات الحية الموجودة به من بشر وحيوان ونبات اما المواطن حسين محمد شراحيلي من أهالي المكحَّل فيقول إن سكانهم ستكون عرضة للتلوث الهوائي والروائح الكريهة والمياه الآسنة الملوثة والأمراض الخطيرة في حال وضع المرمى بجانبهم بينما يتساءل المواطن بكري الكريري أحد الملاك في هذا الموقع حيث يمتلك أغناما وإبلاً عن مصير الثروة الحيوانية مع مرمى النفايات مضيفا أنَّ تلك النفايات ستجلب الدمار للاراضي الزراعية والمراعي الخضراء التي يزخر به ذلك المكان.
كما التقينا بالمواطن عبدالرحمن حنتول الذي يمتلك خلايا نحل في المكحَّل حيث قال ان هذا المكان هو مكان سياحي وزراعي جميل توجد به مقومات الزراعة والسياحة وهو بيئة خصبة غنية بالمنتجات الزراعية والحيوانية وعسل النحل الخالص واختياره مرمى للنفايات من قبل بلدية أحد المسارحة يعد قراراً في غير مكانه. وتحدث لنا الأستاذ عبده عريشي مدير مدرسة الهجنبة الابتدائية مشيرا الى جمال هذا الموقع واشتماله على اراضٍ زراعية ومناطق جبلية وأودية، ووضع مرمى النفايات فيه يعتبر ضرراً مباشرا به وبالقرى المجاورة له والقريبة منه مثل الهجنبة والجعدية، ويقول المواطن علي قاسم حنتول إنه لدى مراجعتنا للجهات المختصة بالمحافظة لإفهامهم بعدم صلاحية هذه الأراضي لتكون مرمى للنفايات كونها منطقة سياحية جميلة توجد بها جبال رائعة وأودية وأراضٍ زراعية ومساحات خضراء قاموا بتهديدنا إما بقبول الأمر الواقع باعتبارها مرمى والكف عن المطالبة وإما بإدخالنا السجن ونحن نناشد صاحب السمو الملكي الامير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أمين عام الهيئة العليا للسياحة بالاهتمام بهذا الموقع السياحي الجميل والعمل على وقف قرار البلدية باعتباره مرمى للنفايات خصوصا ان ذلك القرار يُعد سيكون له آثار بيئية مدمرة على هذا الموقع وأهله. من جانبه أوضح المهندس ابوبكر بن أحمد مطهر رئيس بلدية أحد المسارحة في تصريح أدلى به للجزيرة ان هذا الموقع كان مثار بحث ونقاش ودراسة وشُكلت لجنة مشتركة من عدد من الجهات المختصة لدراسته والبت فيه حيث اقرتْ اختياره مرمى للنفايات بالمحافظة على اساس وقوعه في منطقة جبلية، ولن يكون له تأثير على الاراضي الزراعية أو المساحات الخضراء المجاورة له مضيفاً أنه قد تم تسليمه للمقاول لإنشاء المرافق اللازمة حيث سيتم العمل على إقامة خنادق بعمق خمسة أمتار للتخلص من النفايات وطمرها بشكل صحي كما سيتم تزويد الموقع بمواسير وفتحات تهوية وإقامة سور كبير حوله وتزويده بفريق متكامل للحراسة لضمان عدم تضرر الأراضي الزراعية والمراعي والمواقع السكنية المجاورة له والقريبة منه، إلى ذلك أوضح الاستاذ عبدالله بن يحيى السهلي عضو لجنة تقصي المناطق الأثرية والسياحية بمحافظة المسارحة ان هذا الموقع قد تم اختياره ضمن المواقع السياحية في أحد المسارحة وذلك خلال الجولات الميدانية التي قامت بها اللجنة لتقصي المناطق الاثرية والسياحية بالمحافظة وذلك لما يتميز به الموقع من جمال الطبيعة واعتدال الجو مشيراً الى ان اللجنة قد قامت بتصوير عدد من المناظر الجميلة به ورأت ضرورة الاهتمام به باعتباره موقعاً سياحياً جذاباً، وأضاف ان اللجنة قد قامت برصد مواقع سياحية أخرى بالمحافظة توجد بها المقومات اللازمة التي تؤهلها لتكون مناطق جذب سياحية متميزة بالمنطقة.
| 
