اليوم الخميس...والأدباء عادةً من الذين يركضون بأفكارهم فوق الورق، يجعلونه استراحة المحارب... والقلم الذي لا يفترُّ ثغره عن البوح...، يركن فيه إلى صمت التَّعبير ببوح الشعور في لحظات تأمل...
لكنَّ السُّؤال الوارد بحدَّة شعاع الشَّمس الحارقة في ظهيرة صيفية يلذع وهو يخرج كما هذا الشُّعاع: هل هو وقت استراحة المتأمِّل، يطوف شواطئ الأحلام، ويبحر في آماد الأخيلة، ويتصيَّد فكرة حالمة، أو همسة عابرة،؟... هل هو وقت تبادل الصَّمت في بوح التَّعبير؟!... أم أنَّه موسم اليقظة، وموعد المفكرين مع شباك الصَّيد في بحور هائجة مائجة، تتلاطم أمواجها، وتكاد أن تغرق سفنها، ولا مكان للقوارب الصَّغيرة، والمجاديف تنوء بحمل همَّ الصَّمت فوق الشَّواطئ؟...
اليوم الخميس، وتتهادى ذكريات البوح في مطافات الأحلام... والنَّاس قد تسخر من فكرة الحلم...، ولكن، ألا تدعو إرهاصات الطَّحالب العائمة فوق أطراف الشَّواطئ لفظَها عنفوانُ الموج لأن تنغمس أسنَّة الأقلام بينها كي تنجو بشيء من بقايا حلم البحور، والأنهار، والبحيرات؟ وقمم الجبال؟ وأجنحة الطِّيور، وأحشاء الأمهات؟، وصدى صوت المعلِّمين بين مريديهم؟ تلك التي اندسَّت بينها؟؟تلك أمنية الذين يبوحون صمتاً ناطقاً، تلعب الحروف دور الرَّئيس في تشكيل جبهة السُّؤال الكبير عنها؟ أين تذهب الأحلام؟ وهل تخرج من بين الطَّحالب، وكثير من المجاديف قد أُلقيت فوق شواطئ الواقع مثلومةً كما هي أسنَّة الرِّماح؟...تلك مهزلة الزَّمن الذي فيه يسخر الإنسان ممَّا فعل.
|