* نيقوسيا - اف ب :
صعّد المعسكر المناهض للحرب مواقفه أمس الاربعاء فصدر بيان مشترك فرنسي روسي الماني يصر على عدم تجاوز الامم المتحدة في موضوع الازمة العراقية فيما اكدت القمة الاسلامية رفضها القاطع لضرب العراق من دون ان يثني ذلك واشنطن عن استمرار قرع طبول الحرب حيث قدم وزير الخارجية الأمريكي بعد ظهر أمس بالتوقيت المحلي عناصر اتهام جديدة ضد العراق .
كما قدم باول أيضا معلومات جديدة حول الضغوط التي تمارسها بغداد على العلماء العراقيين الذين يمكن ان يدلوا بشهادتهم امام مفتشي الامم المتحدة.
وعبرت ثلاث سفن أمريكية وسفينة بريطانية أمس الاربعاء قناة السويس للالتحاق بالقوات المنتشرة في الخليج كما ذكرت سلطات المرفأ المصرية .
واوضح المصدر نفسه ان واحدة من السفن الثلاث مخصصة للنقل وهي يو . اس . ان . اس بوب هوب والاثنتان الأخريان للتموين اضافة إلى سفينة تموين بريطانية .
واعلن البيت الابيض ان الرئيس الأمريكي جورج بوش عقد أمس الاربعاء اجتماعا مع المسؤولين عن الخطط العسكرية في حال الهجوم على العراق بينهم الجنرال تومي فرانكس القائد الاعلى للقوات الأمريكية في الخليج .
وشارك في الاجتماع الذي جرى في قاعة العمليات للبيت الابيض وزير الدفاع دونالد رامسفلد والجنرال ريتشارد مايرز رئيس اركان القوات الأمريكية. واعلن الجنرال تومي فرانكس قائد القوات الأمريكية في الخليج ان القوات العسكرية الأمريكية مستعدة للهجوم في حال قرر الرئيس جورج بوش التدخل ضد العراق .
وفي مؤتمر صحافي مع وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفلد قال الجنرال فرانكس في حال قرر رئيس الولايات المتحدة التحرك فنحن مستعدون لتنفيذ الخيار العسكري.
ومن ناحية اخرى اعلنت القمة الاستثنائية لمنظمة المؤتمر الإسلامي رفضها القاطع لضرب العراق أو تهديد سلامة أي دولة اسلامية في بيانها الختامي الذي جاء مطابقا في فقراته الاساسية لبيان القمة العربية التي عقدت في منتجع شرم الشيخ المصري السبت الماضي.
كما شدد البيان على ضرورة حل المسألة العراقية بالطرق السلمية في اطار منظمة الامم المتحدة معربا عن ترحيبه بموافقة العراق على قرار مجلس الامن 1441 والتعاون الذي ابداه مع مهمة المفتشين.
ورحب ايضا بالدعوات الهادفة إلى ضرورة استمرار عمل المفتشين الدوليين واتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية والسلمية.
في هذا الوقت نشط الجانب الاوروبي المعارض لصدور قرار ثان يجيز استخدام القوة ضد العراق في مجلس الامن قبل يومين من جلسة المجلس المخصصة للعراق غداالجمعة.
فقد عقد أمس الاربعاء في باريس لقاء تنسيقي في العاصمة الفرنسية باريس بين وزراء خارجية المانيا وروسيا وفرنسا يوشكا فيشر وايغور ايفانوف ودومينيك دو فيلبان صدر على اثره بيان مشترك جاء فيه ان: هدفنا المشترك يبقى نزع سلاح العراق الفعلي والكامل وفقا للقرار 1441 . . وانه يمكن التوصل إلى ذلك عن طريق عمليات التفتيش.
واشار الاعلان إلى ان هذه العمليات تعطي نتائج ايجابية اكثر يوما بعد يوم مؤكدا دعم فرنسا وروسيا وألمانيا لرئيسي فرق التفتيش الدولية هانس بليكس ومحمد البرادعي.
ورأى الاعلان ان هذه العمليات لا يمكن ان تستمر إلى ما لا نهاية داعيا إلى تسريعها.
واكدت الدول الثلاث انها لن تسمح بتمرير قرار يجيز اللجوء إلى القوة .
واعلن وزير الخارجية الفرنسي في مؤتمر صحافي مشترك عقده الوزراء الثلاثة انه لا يمكن تجاوز الامم المتحدة في الازمة العراقية.
واكد ايفانوف من جهته ان الموقف الذي تتخذه روسيا وفرنسا والمانيا حول الازمة العراقية هو الموقف الاكثر حكمة وان الصين تشاطرها هذا الموقف.
وكان ايفانوف التقى في قصر الاليزيه الرئيس الفرنسي جاك شيراك.
وفي برلين صرح المتحدث باسم الحكومة الالمانية بيلا اندا ان الولايات المتحدة لا تملك غالبية في مجلس الامن الدولي لتبني قرار جديد يسمح بشن حرب ضد العراق .
واشار الناطق باسم الحكومة إلى التطورات الايجابية الاخيرة في العراق لا سيما إلى بدء تدمير صواريخ الصمود 2 مشيرا إلى ان ذلك يعزز الرأي الداعي إلى استمرار الطريق السلمي لعمليات التفتيش.
وردا على سؤال حول ما اذا كان موقف المانيا منفتحا على استصدار قرار جديد من الامم المتحدة بشأن العراق قال المتحدث ان الموقف الالماني ما زال هو نفسه الحرب يجب الا تحظى بالشرعية.
واعتبر وزير الخارجية الالماني فيشر ان الولايات المتحدة ستكون مسؤولة في حال تدخل عسكري في العراق عن المحافظة على تماسك البلاد واستقرار المنطقة بأكملها.
وقال فيشر في حديث لمجلة شتيرن الاسبوعية الالمانية اشك في ان يتمكن جيش غربي كبير يتمركز لمدة طويلة بين دجلة والفرات من ارساء الديموقراطية في الشرق الاوسط.
وفي اطار المعلومات التي تتناقلها وسائل الاعلام والمتعلقة بالتحضيرات الجارية سياسيا وعسكريا للحرب ذكرت صحيفة تايمز البريطانية أمس الاربعاء ان الامم المتحدة اعدت خلال شهر شباط - فبراير خطة تنص على تشكيل حكومة انتقالية في العراق بعد الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.
واشارت الصحيفة إلى ان الامم المتحدة تعد بذلك لمرحلة ما بعد صدام حسين الامر الذي يدل على ان مسؤولي المنظمة الدولية يعتبرون الحرب حتمية.
وقالت تايمز ان هذه الخطة التي اعدها فريق من ستة اشخاص بناء على طلب من نائبة الامين العام للامم المتحدة لويز فريشات ستوضع موضع التنفيذ بعد ثلاثة اشهر من اجتياح العراق.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الامم المتحدة ان الخطة ستطبق حتى في حال نشوب حرب بقرار أمريكي من دون موافقة المنظمة الدولية.
الا ان الصحيفة اوضحت ان مجموعة العمل التي اعدت الخطة متحفظة ازاء فكرة تولي الامم المتحدة السيطرة الكاملة على العراق مشيرة إلى ان المنظمة الدولية لا تملك القدرة على تولي امر ادارة العراق.
ونفى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان أمس الاربعاء معلومات اوردتها الصحافة البريطانية ومفادها ان المنظمة الدولية تملك خطة سرية لتشكيل حكومة في العراق بعد السقوط المحتمل لنظام الرئيس العراقي صدام حسين .
|