Thursday 6th march,2003 11116العدد الخميس 3 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تضمهم قائمة المرشحين تضمهم قائمة المرشحين
حكام ولايات أمريكية سابقون لحكم العراق!!

* واشنطن - دانتي تشيني *
ربما تكون مؤيداً للتدخل العسكري في العراق وربما تكون مقتنعا بأن صدام حسين لن يتعاون أبدا مع مفتشي الاسلحة، وانه ملتزم بممارسة لعبة الخداع على امتداد بلاده التي تبلغ مساحتها 168 ألف ميل مربع وربما تكون متأكدا من ان الشعب العراقي سوف يكون أفضل حالا عندما يتم اجبار قيادته الديكتاتورية على الرحيل.
إن إدارة بوش تبذل جهودا حثيثة من أجل استصدار قرار جديد من مجلس الامن يدافع عن استخدام القوة، وبينما تأخذ الولايات المتحدة مكانها الآن في المعسكر المؤيد لصدور قرار جديد إلا ان كيفية صياغة هذا القرار سوف تكون بمثابة لغز، وفي الوقت نفسه أدركت تركيا ان اسهمها آخذة في الزيادة، وشرعت في تثمين ممتلكاتها بسعر أعلى بشكل طفيف في الوقت الذي لا يوجد فيه سوى مزايد واحد فقط يبدو انه وقع في المصيدة.
حكام ولاعبون
وفي الاسبوع الماضي أفادت الانباء ان إدارة بوش تخطط من أجل ارسال مدني امريكي لإدارة الحكومة المؤقتة العراقية، وتضم قائمة المرشحين لهذا المنصب دبلوماسيين او حكام ولايات سابقين ان فائدة لاعبي الاحتياط في كرة القدم الامريكية لا تختلف عن قائمة حكام الولايات الامريكية السابقين للبيت الابيض ففي الوقت الذي لا يمكنك فيه ان تحصل على الكثير منهم إلا انهم يقفون في وضع الاحتياطي الجاهز لملء أي ثغرة أو كل الثغرات، وبالطبع لا يمكن للمرء ان يجادل انه بالإمكان تجنب الكثير من هذه المشاكل، وعلى سبيل المثال فقد توالت على الحكم في تركيا حكومات عديدة إلا انها لاتزال تعاني من الصعوبات الاقتصادية التي واجهتها في أعقاب حرب الخليج عام 1991 مما دفعها الى الاتجاه الى رفع سعر اسهمها. ومع وجوب ضرورة ان يكون هناك شخص ما لحكم العراق عقب الحرب يثور السؤال: لماذا لايكون هذا الشخص هو جون ايجلر، الذي أدار دفة الامور في ولاية ميتشجان على مدى اثنى عشر عاما؟ وعلى الجانب الآخر يعرقل الفرنسيون عمل الامم المتحدة بشكل كبير، وفي الوقت الذي تستولى عليهم الرغبة الشديدة في وصف وتحديد المشاكل إلا ان ذلك لا يحدث إذا كانوا متورطين فيها.
بوش منفرداً
إن الصعوبات الخاصة بسياستنا المتعلقة بالعراق لم تظهر بين عشية وضحاها، وفي الحقيقة فإن مشاكل الإدارة الامريكية تعود الى العامين الاولين من حكمها، فمنذ البداية أوضح الرئيس بوش انه سوف يفعل ما يريد بغض النظر عما يفكر فيه المجتمع الدولى، وعندما تجاهل البيت الابيض في معاهدة «كيوتو» الخاصة بظاهرة الاحتباس الحراري لم يعرها اهتماما، وأدار ظهره للعالم ولم يعرض أي بديل شرعي لها.
وعندما أعلن فريق بوش انه بصدد الانسحاب من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية فإنه لم يضع الرأي العام العالمي في حسابه أو حتى لم يناقش هذه الخطوة مع الحلفاء، بل أعلن البيت الابيض انه بوسعه ان يمضي في الطريق منفرداً إلا ان العالم كان في ذلك الوقت في وضع مختلف. شيء جديد يجب على الرئيس بوش، وهو احد ابطال المبادئ الاساسية او على الاقل بالقرب منهم. ان يعلم انه لا بقاء دائم لشيء يتم اكتسابه، فاذا تجاهلت أصدقاءك لسنوات قليلة عندئذ لا تتوقع منهم ان يهبوا الى نجدتك عندما تكون في حاجة اليهم، وليس من الخطأ ان نقول اننا نريدهم الآن، حتى اولئك الذين يؤيدون «تغيير النظام» عليهم ان يدركوا اننا نتحدث عن شيء ما جديد ومختلف.
ضرب السيادة
إننا ندرس توجيه ضربة وقائية ضد دولة ذات سيادة وهو أمر لا ينبغى ان تقوم به دولة بمفردها إن تنفيذ ذلك على انفراد يهدد بالحاق المزيد من الاضرار بصورة الولايات المتحدة المهتزة بالفعل على مستوى العالم، وقد كان لهذا الاسلوب آثاره بالفعل.
الأموال أولاً
إن اهتمام تركيا المفاجئ بالاستفادة من هذا الوضع له علاقة كبيرة بأن المجتمع العالمي لا يقف وراء الولايات المتحدة بقدر ما يريد الاموال، وتعلم تركيا ان مساندتها للولايات المتحدة مقابل عدة مليارات من الدولارات، أمر لا يمثل وصمة عار لها على الرغم من المظاهرات العارمة التي تطوف بالشوارع، وفي الوقت الذي تتساءل فيه الامم المتحدة عما تفعله الولايات المتحدة.
من يحكم العراق؟
وعلى نحو مماثل فإن خطط الإدارة الامريكية لتنصيب إدارة مؤقتة بعد صدام حسين يشبه خططها الخاصة بملء منصب أمني داخلي حيث يعلم الرئيس أننا ربما نذهب الى العراق دون مساندة من الأمم المتحدة إذن ما هي المهارات التي يتمتع بها حاكم ولاية سابق لشغل منصب إدارة دولة ربما تكون الحرب قد دمرتها وجعلت سكانها يتضورون جوعا؟ لا توجد الكثيرمن المهارات على الارجح، اننا لا نريد ممثل أمريكي يرتدي زيا عسكريا مرصعا بالنجوم على الكتفيين حيث قد يحمل ذلك في طياته رسالة خاطئة.
ونظراً لأن هناك الكثير من المهام التي ينبغي على الحكومة العراقية القادمة إنجازها، فلا ينبغي ان تهيمن الولايات المتحدة على هذه العملية إذا كانت تريد كسب احترام العالم، ان هذا الشخص - مهما كان - ربما يبقى هناك لفترة وجيزة، ولكن هذا لا يعني تبرئة ساحة حلفائنا.
وعندما تقول فرنسا والمانيا انهما ليستا متأكدين انهما تريدان مساندتنا فإن أفضل رد على ذلك على الارجح ليس القول اننا لا نهتم بذلك، حيث انهم يمثلون «أوروبا القديمة» حسبما قال وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد.
إن السؤال الحقيقي بشأن العراق هو: ما هو الخطر الوشيك الذي يشكله العراق؟ ان الاسلحة النووية مخيفة، وهناك بعض الشكوك بشأن رغبة صدام حسين في الحصول عليها، ولكن هناك أيضا أدلة قليلة على انه على وشك الحصول عليها، وطالما هناك شكوك قليلة بأن المسئولين العراقيين لن ينصاعوا للمفتشين الدوليين وهو الامر الذي لم يفعلوه في الماضى إذن لماذا لا ندع المفتشين يستمرون في أداء عملهم الى ان يفشلوا؟ عند هذه النقطة سوف يجد أكبر المتشككين في العالم أنفسهم تحت وطأة الجدل الخاص بأن العراق بات مستعدا لتقديم المزيد من المعلومات، وربما تكون تركيا الاسرع في تقبل هذه الآراء، ولكن.. ماذا عن حكام الولايات السابقين؟ ان الإدارة الامريكية سوف تجد لهم مهام أخرى يقومون بها .

* خدمة كريستيان ساينس مونيتور - خاص بـ «الجزيرة»

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved