الأكراد قتلوا خمسة من المعارضة الإسلامية
واشنطن وطهران تتصارعان للسيطرة على شمال العراق
الروس يجلون مواطنيهم من العراق بعد توقع قرار الحرب الأسبوع القادم

  * واشنطن السليمانية العواصم الوكالات:
ألمحت الولايات المتحدة ان قراراً بشأن الحرب قد يتخذ الاسبوع المقبل كما حذرت مواطنيها ان قواتها ستمنى بخسائر معتبرة ان هذه الحرب قد تكون اقسى من حرب الخليج، وعارضت واشنطن في ذات الوقت وجود قوات معارضة عراقية مدعومة من ايران في شمال العراق الذي شهد مؤخرا احتكاكات بين فصيل معارض اسلامي ومقاتلين اكراد.
فقد ذكر رئيس الاركان الامريكي الجنرال ريتشارد مايرز لاذاعة «دبليو.ام.اي.ال»الامريكية «ان على الامريكيين ان يدركوا انه اذا ما تلقى الجيش الامر بدخول العراق، ستندلع الحرب وهذه الحرب ستكون بالغة الخطورة وقذرة وسنمنى بخسائر».
وأعلن انه لا يستطيع تقدير الخسائر الامريكية، وذكر ان اثنين من ابرز عوامل القلق المتعلقين بالتكلفة البشرية للحرب هما استخدام العراق ام لا لاسلحة كيميائية وبيولوجية، والارادة في التغلب على الجيش العراقي.
وأوضح «لا اعتقد ان احداً يرتدي البزة العسكرية يمكنه ان يعد بأنه لن تقع خسائر في هذه الحرب»، وخلال حرب الخليج، خسرت القوات الامريكية 250 جندياً.
واعتبر رئيس الاركان ايضا ان الولايات المتحدة قادرة تماما على شن هجوم في شمال العراق، لكنه «سيكون اصعب» اذا تمسكت تركيا برفضها السماح بمرورالقوات الامريكية على اراضيها.
واكد ايضا ان الولايات المتحدة «يمكنها ان تنتظر الى ما لا نهاية» لمهاجمة العراق، وأضاف «لدينا قوات كثيرة هناك، يمكن ان نصل الى مرحلة استبدال القوات، لكن حتى الآن، لا نواجه مشاكل ونحاول اعطاء الرئيس «جورج بوش» اكبر قدر من المرونة الممكنة».
وفي ذات الوقت ألمح وزير الخارجية الامريكي كولون باول يوم «الثلاثاء» إلى أن القرار بشأن توجيه ضربة عسكرية للعراق قد يتخذ اعتبارا من الاسبوع المقبل، وقال باول للقناة الرابعة للتلفزيون البريطاني في مقابلة بثتها ليل الثلاثاء/الاربعاء إن واشنطن ستنتظر تقريرا من مفتشي الاسلحة الدوليين غدا «الجمعة» قبل اتخاذ المبادرة التالية.
ومن جانب آخر قالت الولايات المتحدة انها علمت ان قوات معارضة عراقية مدعومة من ايران تحركت الى شمال العراق وأنها تعارض وجودها هناك.
وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية في لقائه اليومي بالصحفيين «نحن على علم بهذا الامر.. ونحن نعارض اي وجود ايراني في شمال العراق او أي جماعة تعكس وجوداً ايرانياً في شمال العراق».
ومضى يقول «نرى ان مثل هذه المشاركة المنفردة من الجانب الايراني او من اي جانب.. هو امر غير محمود».
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قالت يوم الاحد ان عناصر متقدمة من لواء بدر التابع للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق تحركت الى شمال العراق التي يسيطر عليها الاكراد الشهر الماضي وأقامت معسكرا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اكراد محليين قولهم ان حركة المعارضة المدعومة من ايران تستعد لنقل عدة آلاف من مقاتليها الى المنطقة.
وقال باوتشر ان الولايات المتحدة اوضحت اعتراضاتها علانية، ولكنه لم يذكران كانت واشنطن طلبت من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية او ايران ترتيب سحب القوات.
وللولايات المتحدة اتصالات منتظمة مع المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وهو جزء من تحالف للمعارضة العراقية تحت اسم المجلس الوطني العراقي، كما تجري واشنطن اتصالات من حين لآخر مع ايران من خلال طرف ثالث.
ومن المعتقد ان قوات بدر تضم حوالي عشرة آلاف فرد وهي منتشرة اساسا على الجانب الايراني من الحدود مع العراق، وشاركت هذه القوات في عمليات كروفر على اهداف حكومية عراقية خلال اعوام لكن تأثيرها محدود.
الى ذلك أكد مسؤول محلي في السليمانية بشمال العراق يوم الثلاثاء أن القوت الكردية قتلت خمسة إسلاميين مسلحين في شمالي العراق.
وأوضح المسؤول أن قوات الاتحاد الوطني الكردستاني قتلت الاسلاميين الخمسة الذين يعتقد أنهم من أعضاء منظمة أنصار الاسلام بينما كانوا يحاولون اجتياز نقطة تفتيش للاتحاد الوطني، وأكد الاتحاد الوطني أن بعد تبادل لاطلاق النار لفترة قصيرة قتل الحراس الرجال الخمسة وسدوا طريق السليمانية.
يذكر أن أعضاء منظمة أنصار الاسلام التي يعتقد أنها تضم ما بين 700 و900 عضو تواصل قتال قوات الاتحاد الوطني الكردستاني في المناطق الجبلية شمالي العراق التي تقع على مقربة من الحدود الايرانية.
ومن جانب آخر نقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن دبلوماسي روسي في بغداد قوله ان نحو 150 فردا من الجالية الروسية في العراق غادروا العراق امس الاربعاء خشية وقوع عمل عسكري وشيك تقوده الولايات المتحدة ضد بغداد.
ونقلت الوكالة عن الدبلوماسي قوله في اتصال هاتفي «غالبيتهم افراد عائلات اخصائيين فنيين وموظفين في شركات روسية خاصة عاملة في العراق».