Thursday 6th march,2003 11116العدد الخميس 3 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جوانب من الوجه الثقافيّ للمملكة جوانب من الوجه الثقافيّ للمملكة
جانب من تاريخ المكتبات في الجزيرة العربية
مكتبة الملك فهد الوطنية «القسم الأول»
د. عبدالله خلف العسّاف

تسعى هذه الحلقات للتأكيد على ثلاثة أمور أساسية، هي:
1 للمملكة العربية السعودية جوانب ثقافية متعددة وفاعلة غير الجانب الاقتصادي الذي عرفت عنه، وللثقافة فيها أهمية كبيرة، وتأثير مميّز إقليمياً وعربياً وعالمياً.
2 بُنيت أسس الثقافة في المملكة على أحدث الطرق التي لا تقل أهمية عن أي بلد متقدم في العالم، وهي تستخدم كافة الوسائل العلمية والتقنية لتطوير نفسها. إن صناعة الثقافة في المملكة قطعت مراحل كبيرة في الاحتراف والمهنية.
3 إن هدف الثقافة في المملكة هو تربية الإنسان على أسس «الخير والعدالة».
مفردات هذه الحلقة
جانب من تاريخ المكتبات في الجزيرة العربية.
مكتبة الملك فهد الوطنية.
مهام مكتبة الملك فهد الوطنية.
المكتبات الخاصة في مكتبة الملك فهد الوطنية.
خدمات المعلومات في المكتبة.
تجهيز المعلومات.
الخدمات المرجعية.
الإعارة التبادلية.
أوعية المعلومات.
الفهرسة.
الوثائق في المكتبة.
مركز معلومات المكتبة.
النشر في المكتبة.
إدارة الطباعة والنشر في المكتبة.
نظام الإيداع والترقيمات في المكتبة.
الإيداع النظامي.
أهداف الإيداع النظامي.
جانب من تاريخ المكتبات في الجزيرة العربية
المكتبات في الجزيرة العربية قديمة، وقد ارتبط ظهورها وبخاصة مكتبات المساجد بمكة المكرمة والمدينة المنورة حيث كانت العادة أن يودعَ الناس في المساجد المصاحفَ والكتب الدينية، وتكون على شكل وقف تعمُّ فائدته الراغبين في الاطلاع.
ويتفق الباحثون على أن ظهور المكتبات العامة في هذه البلاد ارتبط بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب حيث عمد اتباعه إلى جمع كتبه، ونسخ رسائله، فتكوّنت على إثر ذلك مجاميع من الكتب المخطوطة، وبخاصة في بيوت الأمراء وأحفاد الشيخ. ولذا فان حركة المكتبات كما يؤكد باحث معاصر تبدأ ببداية الدعوة الإصلاحية التي قام بها الشيخ، وقيام الدولة السعودية الأولى عام 1158ه ، 1745م.
ولذلك لم تشهد المكتبات التطور الحقيقي إلا مع بداية العهد السعودي، حيث بدأت تنتعش، وتلبس ثوباً جديداً، وتشهد تغيّرات جذرية لا عهد لها به من قبل.
وقد شهد عهد الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه اهتماماً مميّزاً بالمكتبات. ومن أبرز مظاهر هذا الاهتمام ظهور مختلف أنواع المكتبات. ومن أبرز أنواعها: مكتبات المساجد، والمكتبات الخاصة والمكتبات العامة، والمكتبات المدرسية، والمكتبات المتخصصة.
ومن العوامل التي دعمت حركة المكتبات في عهد الملك عبدالعزيز الاستقرار السياسي، وفتح المدارس، ونشر التعليم، والإصلاح الاجتماعي.
وكان لتلك المكتبات أهمية علمية وتاريخية بحكم أسبقيتها واحتوائها على نفائس المطبوعات ونوادر المخطوطات والوثائق. وقد قامت بدور فاعل في إثراء الحركة العلمية بمفهومها الشامل.
وقد أشار أحد الباحثين إلى أن اهتمام الحكومات السعودية السابقة بالمكتبات وتطويرها عائد إلى أسباب كثيرة منها:
العمل بمبدأ النهضة المتوازنة التي لا تُرجِّح مجالاً على حساب المجالات الأخرى، بل تسير في توازن بما يلبي الاحتياجات المختلفة للإنسان، بما في ذلك الجانب الروحي والفكري. الأمر الذي يؤكد تعاليم الإسلام الذي يحض على العلم، وعلى مواصلة التعليم من المهد إلى اللحد.
إحساس الدولة بأن من واجبها تيسير سبل الثقافة والمعرفة لجميع المواطنين، ورغبة القيادة في نشر المكتبات وتزويدها بالمواد اللازمة لرفع مستوى الوعي والثقافة لدى عامة الناس.
فتح المدارس في مختلف مناطق المملكة والعمل على نشر التعليم مما دفع بحركة المكتبات إلى الأمام وساعد على ازدهارها.
المساعدة على قضاء وقت الفراغ بما هو نافع للفرد ومفيد للمجتمع.
نشاط حركة الطباعة والنشر وبخاصة في الحجاز، مما ساعد على طبع كميات من الكتب وإيداعها في المكتبات لغرض تشجيع طلبة العلم على الاستزادة من المعرفة «*».
مكتبة الملك فهد الوطنية
مكتبة الملك فهد الوطنية هي الوعاء الرسمي للمعلومات في المملكة العربية السعودية. تقع المكتبة في أرض مساحتها 58000 م2 خُصّصت منها مساحة 30000 م2 حديقة للمكتبة، وخصص للمبنى 28000 م2. ويتكون المبنى من طابق أرضي تعلوه طوارق تغطيها قبّة سماوية. وقد صُمِّم المبنى بطابع معماري حديث مزين بالزخارف العربية والنقوش الرخامية.
ومن ميزاته وقوعه في منطقة حيوية مهمة في قلب مدينة الرياض بحي العليا، وهي منطقة تجارية تحيط بها الشوارع الرئيسية التي تعج بالحركة، فيحدُّها غرباً طريق الملك فهد، ويحدّها شرقاً شارع العليا العام، مما يعطي المكتبة مكاناً مركزياً يسهل الوصول إليه.
ولقد بُدئ في تنفيذ المشروع عام 1406هـ تحت إشراف أمانة مدينة الرياض. وصدر المرسوم الملكي الكريم بالنظام الأساسي للمكتبة بتاريخ 13/5/1410هـ (1).
يتضمن مبنى المكتبة أقساماً للفهرسة، والتصنيف، والتكشيف، والتزويد، والتسجيل، والترقيم الدولي، والدراسات، والخدمات المرجعية، والتخطيط، والإيداع، والمخطوطات، والكتب النادرة،و والوثائق، والمسكوكات، وغيرها.
والقاعة الرئيسية في المكتبة هي قاعة خدمات المستفيدين التي تتضمن: خمس قاعات رئيسية للكتب التراثية، والصحافة، ومركز معلومات المملكة، والوسائل السمعية والبصرية، والملفات الصحفية، والدوريات (2).
وتجدر الإشارة هنا إلى أن فكرة إنشاء المكتبة كانت في الأساس عائدة إلى رغبة من أهالي مدينة الرياض بالتعبير عن مشاعر الحب والولاء لخادم الحرمين الشريفين بمناسبة توليه مقاليد الحكم، فرأوا أن يُعبِّروا عن ذلك بإقامة معلم تذكاري، فكان الإعلان عن مشروع المكتبة في الاحتفال الذي أقيم عام 1403هـ ، والذي حظي بدعم مادي من الدولة نفسها.
مهام مكتبة الملك فهد الوطنية
المكتبة الوطنية هي التي تسعى إلى تجميع كل الإنتاج الفكري الوطني، وحفظه للأجيال المتعاقبة، وهي ذاكرة الدولة، والمرآة الصادقة لما وصل إليه أبناؤها من مستوى فكري رفيع.
وقد قام الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات عام 1973م بعقد مؤتمر عن وظائف المكتبات الوطنية ومهامها. وبما أن مكتبة الملك فهد الوطنية تنتمي إلى هذا النوع من المكتبات الوطنية فيمكن أن تنطبق عليها المهام التي حددها المؤتمر المذكور. ومن هذه المهام:
جمع الإنتاج الفكري للدولة وحفظه.
جمع عيون الإنتاج الفكري الأجنبي، وتيسير استخدامه من جانب الباحثين في الدولة.
إعطاء اهتمام خاص بالمواد الخاصة مثل الخرائط، والموسيقى، والصور، والأفلام.
جمع وحفظ المخطوطات والكتب النادرة التي تُعد تراثاً وطنياً.
إعداد البيانات الببليوجرافية المناسبة وحفظها.
تكشيف الإنتاج الفكري الوطني، ونشر الببليوجرافية الوطنية.
توزيع الفهرسة المنقولة.
إعداد فهرس موحّد وطني مركزي.
السيطرة على خدمات الإعارة الوطنية.
الإسهام في التبادل الدولي للمطبوعات.
تقديم الاستشارات للمكتبات الأخرى.
تدريب أمناء المكتبات في الدولة.
تنسيق سياسات التزويد، ومشروعات التوثيق، والميكنة على مستوى الدولة.
القيام بدور الوسيط بين المكتبات الأجنبية والمكتبات المحلية في جميع المشروعات التعاونية (3).
وقد سعت مكتبة الملك فهد الوطنية جادة إلى بلورة فكرة الاهتمام بتجميع، وحفظ، وتنظيم كل ما يُنشر داخل المملكة من أوعية معلومات بأشكالها كافة، وما يُنشر لأبناء المملكة في الخارج، إضافة إلى ضبط الإنتاج الفكري المحلي، والإعلام عنه، وإصدار الببليوجرافيا الوطنية، وتكشيف الدوريات المحلية، والضبط الفني لعملية الفهرسة في أثناء النشر.
ومن المهام المميزة لها إصدار المطبوعات، وعقد الندوات والمؤتمرات، وإقامة المعارض.
ومنذ أن أصبحت مكتبة الملك فهد المركز الوطني للإيداع والتسجيل أسهمت بدور إيجابي في تحسين شكل الكتاب السعودي، ونشره والتعريف به، وذلك من خلال الفهرسة في أثناء النشر، وتخصيص الأرقام المعيارية الدولية.
وتقوم المكتبة بتوفير خدمات الاطلاع الداخلي والتصوير والاستنساخ، وإيصال الوثائق، وتوفير الخدمات المكتبية للجهات الحكومية، واستعارة المواد التي لا تتوفر في المكتبة من المكتبات الأخرى المحلية، وإتاحة المجال للجهات الأخرى لاستخدام فهرس المكتبة، وتقديم الخدمات الببليوجرافية والمرجعية، ومنح امتيازات للباحثين الجادين.
ومن هذه الامتيازات التي تمنحها المكتبة للمستفيدين من خدماتها خدمات التصوير المجاني، واستقبال وإرسال الاستفسارات والنتائج من الباحثين، وإليهم بأية وسيلة من وسائل الاتصالات المتاحة. وتُعدُّ خدمات طلبات المعلومات الركيزة الأساسية للأعمال التي تقوم بها إدارة الدراسات والخدمات المرجعية في مكتبة الملك فهد لتزويد المستفيدين بما يحتاجونه من معلومات.
كما تقوم المكتبة بدور مركز المعلومات والإرشاد والإحالة للإجابة عن الاستفسارات المرجعية المتنوعة على غرار ما تقوم بعض المكتبات الوطنية العريقة (4).
وترعى مكتبة الملك فهد الوطنية إلى جانب ما تقدّم معرضاً سنوياً للكتاب في أرض المعارض في الرياض، وجدة، والدمام، وفي أرض معرض الكتاب بجامعة الإمام، تشارك فيه مختلف الجامعات والجهات الحكومية والمكتبات العامة والخاصة والأفراد والمؤسسات التجارية المعنية بالصناعات المكتبية، ودور النشر في الداخل والخارج.
كما تقوم أيضا بمهام الوكالة الوطنية لكل من نظام الرقم الدولي المعياري للكتب «ردمك ISBN»، ونظام الرقم الدولي المعياري للدوريات «ردمد ISSN».
إلى جانب قيامها بدور المكتبة العامة من خلال تحقيقها لأهداف تعليمية تربوية، ومعلوماتية، وثقافية، وترويحية (5).
المكتبات الخاصة في مكتبة
الملك فهد الوطنية
تسعى مكتبة الملك فهد الوطنية بكل قوة لتظفر بتوعية مختلف فئات المجتمع بأهمية الكتاب المفيد، وتيسير سبل الرجوع إليه في مجالات البحث العلمي المختلفة، مع الاستفادة من الوسائل المكتبية التقنية الحديثة المعينة للأعمال المكتبية كالأقراص المدمجة، والميكروفيلم، ونحو ذلك، إضافة إلى سعيها الحثيث للحصول على مكتبات الأفراد النادرة التي تُعرف بالمكتبات الخاصة لعرضها في المكتبة، وتقديمها لمن يودُّ الاستفادة منها.
ومكتبة الملك فهد الوطنية تضمُّ مجموعة كبيرة ومميّزة من هذه المكتبات الخاصة، هي: مكتبة الشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع، ومكتبة الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس، ومكتبة الشيخ عثمان بن حمد الحقيل، ومكتبة الأديب محمد حسين زيدان، ومكتبة فوزان بن عبدالعزيز الفوزان، ومكتبة الدكتور يوسف ابراهيم السلوم، ومكتبة الرسام محمد موسى السليم، ومكتبة الأديب محمد منصور الشقحاء، ومكتبة الشيخ عبدالله عبدالعزيز العنقري، ومجموعة الشيخ عبدالله بن عمر آل الشيخ، ومكتبة الشيخ عبدالله بن محمد الصبان، ومكتبة الشيخ حسين بن عبدالله الجريسي، ومكتبة رجل الأعمال سليمان الصالح العليان، ومكتبة الجنيدل، ومكتبة الوراق أحمد عيسى كلاس، ومجموعة عبدالله بن علي القصيمي، ومكتبة جميل أحمد أبو سليمان، ومكتبة سعد بن ناصر بن محمد عبدالله الخميس، ومكتبة الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن عقيل، ومجموعة فوزان السابق، ومكتبة عبدالسلام هارون، ومكتبة محمد عوض محمد، ومكتبة المستعرب الأمريكي ببلي وايندر، ومكتبة محمد العباس، ونسخة من الوثائق البريطانية المجلدة تجيليداً فاخراً، ويبلغ عددها أكثر من سبعين مجلداً، تضم آلاف الوثائق أهداها إلى المكتبة الدكتور ناصر الرشيد.
خدمات المعلومات
تؤدي مكتبة الملك فهد الوطنية عملياً في هذا المجال الوظائف التالية:
تجهيز المعلومات
تقوم مكتبة الملك فهد في مجال تجهيز المعلومات بتجميع البيانات وصياغتها في قوالب وتقارير يحتاجها الباحثون والمؤسسات المستفيدة،، كما تقوم بإعداد الكثير من الببليوجرافيات الحصرية للإنتاج الفكري السعودي من الكتب، والدوريات، والمترجمات من أجل نشرها في مطبوعات اليونسكو، أو المنظمة العربية للثقافة والعلوم عن طريق وزارة المعارف. وتقدم المكتبة البيانات الإحصائية المطلوبة عن حركة التأليف، والنشر في المملكة، وعن المكتبات السعودية لمن يطلبها سواء من المنظمات الدولية، أو من الباحثين من جميع أنحاء العالم.
ويشار هنا إلى أن توثيق الإنتاج الفكري الوطني والتعريف به أحد المهام الرئيسية التي تضطلع بها مكتبة الملك فهد الوطنية. ولتحقيق هذا الهدف أصدرت المكتبة عدداً من الأدوات التوثيقية تأتي في مقدمتها الببليوجرافية الوطنية التي ظهر منها أكثر من سبعة عشر جزءاً والتي تغطي الإصدارات الوطنية التي تقتنيها المكتبة (6).
الخدمات المرجعية للمستفيدين
طَوَّرت مكتبة الملك فهد الوطنية خدماتها المرجعية المقدمة للمستفيدين كثيراً من زيادة مصادر المعلومات المتاحة وقواعدها. وتشمل هذه المصادر قاعدة معلومات المكتبة الرئيسية، وقواعد المعلومات، والنصوص الكاملة المدمجة فيها التي تضم أكثر من «2500» قرص مدمج، وقواعد مساندة أخرى كتقديم مستخرجات الحاسب للمستفيدين لتلبية حاجاتهم، وهي مستخرجات ببليوجرافية ونصية من مختلف المراجع والمصادر على اختلاف أوعيتها، مما مكّن المكتبة من تقديم خدمة مرجعية سريعة، ومتقدمة للمستفيدين منها..
وتتلقى المكتبة إلى جانب ذلك مجموعة كبيرة من الأسئلة المرجعية والبحثية بأنواعها، إضافة إلى الاستفسارات السريعة والمهمة التي ترد مباشرة أو عبر الهاتف. كما تُصدر بطاقات للمستفيدين من الباحثين والدارسين والأكاديميين الذين يراجعونها باستمرار لتيسير مراجعتهم للمكتبة، وذلك لاستكمال بحوثهم ومؤلفاتهم.
ويشار هنا إلى أن الطلب على خدمات المعلومات التي تقدمها مكتبة الملك فهد الوطنية قد تضاعف نتيجة نمو مصادر المعلومات والتسهيلات التي تقدمها للباحثين والخبراء من الرجال والنساء، لا سيما في المجالات الموضوعية التي لها صلة بالمملكة، وتاريخها، وثقافتها، حيث تمتلك المكتبة أكبر مجموعة من مصادر المعلومات عن المملكة العربية السعودية. وقد بلغ عدد المستفيدين الذين خدمتهم المكتبة خلال العام 1420/1421ه أكثر من «36000» مستفيد، منهم «4300» باحثة، كما تلقت المكتبة حوالي «27000» اتصال هاتفي. وقد جهّزت المكتبة لاطلاع الباحثين «6560» مستخرجاً تعرفوا من خلالها إلى «725000» عنوان، وبحث، كما تداول الباحثون أكثر من «56000» مجلّد في قاعات المكتبة.
وتقوم المكتبة بتقديم خدمات المعلومات المذكورة، وتجهيزها للمستفيدين سواء جاءت الطلبات والاستفسارات مباشرة داخل قاعة الخدمات المرجعية، أو جاءت عبر قنوات رسمية.
ويتفاوت مقدار المعلومات المتاحة ما بين الإرشاد والإجابة عن الأسئلة البحثية وجمع المعلومات إلى إعداد التقارير، والإحصاءات، والببلوجرافيا الموضوعية، وترجمة المعلومات، وطباعة المستخرجات، والتصوير، وتوصيل الوثائق للمستفيدين في جميع أنحاء العالم (7).
الإعارة التبادلية
تم تحت إشراف مكتبة الملك فهد الوطنية الاتفاق بين عدد من المكتبات ومراكز المعلومات في بعض مدن المملكة على تطبيق نظام الإعارة التبادلية بينها، على أن توسّع الخدمة مستقبلاً لتشمل المكتبات في جميع مدن المملكة، وتضم هذه الاتفاقية إحدى عشرة مكتبة ومركزاً للمعلومات حتى الآن.
أوعية المعلومات
تركّز المكتبة اعتماداً على أهدافها الأساسية على اقتناء أوعية المعلومات السعودية من كتب، ومطبوعات حكومية، وكتب مدرسية، ورسائل جامعية، ومخطوطات، ودوريات، ومسكوكات، ونشرات، وخرائط، وأشرطة سمعية، وأشرطة فديو، وطوابع، ويزيد عددها حالياً على «700000» مادة، هذا إلى جانب ما يقرب من مليون وثيقة محلية تتعلق بتاريخ المملكة، كما تركز المكتبة على اقتناء أوعية المعلومات ذات الصلة بالمملكة العربية السعودية، والشرق الأوسط، والإسلام، إضافة إلى المراجع العامة، والمتخصصة، وكتب التراث، والكتب العامة، باللغات العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية.
وقد بلغ ما تقتنيه المكتبة «367000» من أوعية المعلومات المطبوعة، والمواد السمعية، والبصرية، مثل الأقراص والمصغرات الفلمية، والوثائق المحلية، والمصكوكات، والكتب النادرة، والمخطوطات. وقد حصلت المكتبة مؤخراً على الدفعة الأولى من المخطوطات العربية النفيسة من جامعة برنستون الأمريكية، وهي عبارة عن «5000» ملفوفة مصورة من مجموع المخطوطات والكتب النادرة (8).
ورغبة في تكوين مجموعة بحثية قوية، قامت المكتبة بشراء أوعية معلومات ذات صلة بالمنطقة العربية الإسلامية مسجلة على مصغرات فلمية، كما حصلت المكتبة على مجموعات نادرة وقيّمة من المكتبات الخاصة المهداة لها.
وتعمل المكتبة من خلال الإدارة العامة للإيداع والتسجيل على تنفيذ نظام الإيداع والإجراءات الخاصة بتطبيقه، ومتابعته مع جميع الأطراف التي لها علاقة به، واستقبال أوعية المعلومات، ومطالبة المتأخرين عن إيداع المواد، ودراسة المشكلات المتعلقة بالإيداع.
الفهرسة في المكتبة
اعتمدت مكتبة الملك فهد الوطنية تصنيف ديوي العشري «ط 18» المعدّلة عربياً، إضافة إلى تعديلات أجرتها المكتبة- عند تصنيفها لأوعية المعلومات. أما أعمال الفهرسة الوصفية والتحليلية فتتم بحسب قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية. وتقوم إدارة المكتبة باختيار رؤوس الموضوعات والمداخل اللازمة، وتنظيم الفهارس وتحديثها باستمرار، ومراقبة جودة البيانات المُدْخَلة في قاعدة البيانات المركزية، ومتابعة تصحيح الأخطاء. وقد أعدّت هذه الإدارة نشرات لتصنيف أنماط أوعية المعلومات كافة وفهرستها، وطورت قائمة رؤوس الموضوعات الخاصة بالمملكة، وكذلك قائمة رؤوس موضوعات علوم الدين الإسلامي، واللغة الإنجليزية، إضافة إلى قائمة استنادية بأسماء المؤلفين.
وتقوم المكتبة بإدخال البيانات المتعلقة بأوعية المعلومات في الحاسب الآلي مع إعداد البرامج اللازمة لذلك، وتعمل على الارتباط آلياً بالمكتبات ومراكز المعلومات في الداخل والخارج، كما تسهل عملية ربط الباحثين بالمكتبة بوساطة الوحدات الطرفية.
ومن بين قواعد المعلومات الببليوجرافية التي قامت مكتبة الملك فهد الوطنية بتطويرها من خلال استخدام نظام «مينايسز» ما يلي:
قاعدة التصنيف والفهرسة.
قاعدة رؤوس الموضوعات.
قاعدة مداخل المؤلفين.
قاعدة الموردين والناشرين.
قاعدة التزويد.
قاعدة الدوريات.
قاعدة الإهداء.
قاعدة تكشيف مقالات الدوريات. وهي قاعدة تم تصميمها مع إدارة التكشيف والببليوجرافيا في المكتبة، بهدف مساعدة الباحثين على الوصول إلى المعلومات المتعلّقة بمقالات الصحف والدوريات بسهولة (9).
ويوجد في المكتبة إضافة إلى القواعد السابقة :
قاعدة معلومات المملكة العربية السعودية: وهي قاعدة تغطي كل ما له علاقة بالمملكة من معلومات تضمنتها الكتب والدوريات، وتقوم إدارة التكشيف والببليوجرافية الوطنية بإعدادها.
قاعدة معلومات المكتبات والمعلومات: وهي خاصة بكل ما له علاقة بعلوم المكتبات والمعلومات من كتب، ودراسات، وبحوث تقوم إدارة التكشيف والاستخلاص بإعدادها.
الوثائق في المكتبة
تُعدُّ مقتنيات مكتبة الملك فهد الوطنية من الوثائق المصدر الأول لكل من يرغب في دراسة مختلف الجوانب الحياتية في مناطق المملكة. وكان سعي المكتبة حثيثاً منذ إنشائها على جلب وتوفير هذا النمط من أوعية المعلومات تداركاً لأي فقْدٍ أو تلف في تلك الوثائق المهمة في تاريخ المملكة العربية السعودية. وقد تم مؤخراً نقل وثائق قصر ثليم إلى المكتبة مما عزّز مجموعاتها التي يتجاوز عددها مليون وثيقة تاريخية. هذا بالإضافة إلى الحصول على الوثائق السعودية من الأرشيفات العالمية، مثل : مجموعة وثائق الملك عبدالعزيز الكاملة من الأرشيف البريطاني التي حَصَلت عليها المكتبة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز.
وقد تم تخصيص قاعة لحفظ هذه الوثائق السعودية وتخزينها في الدور الأول، وفي بيئة حفظ ملائمة من حيث النظافة ودرجة الحرارة، روعي فيها مناسبتها لمثل هذه الوثائق، من حيث: خصوصيتها، واستقلاليتها، وسهولة السيطرة عليها، وحمايتها. وقد زوِّدت القاعة بمقاعد، ومناضد للبحث. كما جُهِّزت بأجهزة المصغرات الفلمية، والميكروفش. كما حُفظت الوثائق الحيوية في خِزَانات حديدية محكَمة، وقد تم ترتيب هذه الوثائق، وفهرست مجموعة طيبة منها، وحفظت في ملفات خاصة أعدّت لها. وتتنوع هذه الوثائق بين الأصل والصورة.
وتنقسم الوثائق التي بالمكتبة إلى قسمين: وثائق سعودية، ووثائق غير سعودية. والوثائق السعودية تنقسم إلى: حكومية، وخاصة. فأما الوثائق الحكومية فيغلب عليها التكوين الطبيعي، أي إنها مجموعة وثائق تكوّنت نتيجة لنشاط: دائرة، أو هيئة، أو مؤسسة لمدة زمنية محددة تحتوي على بيانات ومعلومات عن موضوعات متنوعة في فترات مختلفة.
أما الوثائق الأرشيفية الخاصة، فقد تكوّنت بطريقة مختلفة عن الحكومية، لأنها ربما جمعت بطريقة غير طبيعية. وقد وردت مجموعة الوثائق التي لدى المكتبة دون تقسيم أو ترتيب مما حمّل العاملين فيها عبئاً مزدوجاً عند تنظيمها.
ويُقدّر عدد الوثائق بالمكتبة ب «500 ،110» وثيقة. ولعل هذا العدد سوف يتضاعف عشرات المرات، وذلك بعد أن يتم حصر وثائق قصر ثليم «قصر المضيف» التي حصلت عليها المكتبة والتي تُقدَّر بحوالي مليون وثيقة. ويجري الآن تعقيم الوثائق، وإعدادها للتنظيم حتى تأخذ موقعها الملائم ضمن مقتنيات المكتبة. وتمتد الفترة الزمنية التي تغطيها الوثائق التي تقتنيها المكتبة ما بين منتصف القرن الثاني عشر إلى أوائل العام 1380ه.
مركز معلومات المملكة
من بين الأقسام الهامة التي تحتوي عليها مكتبة الملك فهد الوطنية مركز معلومات المملكة الذي يضم الكتب، والخرائط، والوثائق السعودية النادرة، باللغات : العربية، والأجنبية، إلى جانب التقارير، والإحصاءات، والأنظمة، والأدلة الحكومية. وفي المركز أيضا قسمٌ خاص بالصور المتعلقة بملوك المملكة وأمرائها ووزرائها، والصور المتعلقة بمناطق المملكة، وعملات وطوابع وخرائط نادرة عن المملكة (10).
النشر في المكتبة
أكد نظام «مكتبة الملك فهد الوطنية» على دور المكتبة في الإسهام في إعداد: البحوث، والدّراسات، والأدلة الخاصة بأعمال المكتبات، والمعلومات ونشرها،و ومن هذا المنطلق قامت المكتبة بنشر العديد من: الكتب، والمراجع والأدوات الاستنادية، والأدلة المطبوعة الدورية التي تلقى إقبالاً واستخداماً من المتخصصين. وقد أصدرت المكتبة أكثر من مئة وعشرة كتب، معظمها في مجال المكتبات والمعلومات، إضافة إلى بعض الكتب المتفردة في موضوعاتها.
وانطلاقاً من المسؤولية التي تضطلع بها المكتبة في خدمة المكتبات والمعلومات ومصادر تاريخ المملكة أصدرت «مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية» وهي مجلة نصف سنوية محكمة، كما أصدرت «نشرة المستخلصات» خدمة للباحثين على اختلاف مشاربهم.
إدارة الطباعة والنشر في المكتبة
تعمل هذه الإدارة على توفير خدمات الطباعة وتوزيع مطبوعات المكتبة من خلال القيام بمهام عديدة من بينها:
استصدار القواعد والإجراءات المنظمة لنشاطات الطباعة والنشر والاستنساخ.
طبع الكتب والبحوث وغيرها من المواد حسب الجداول الزمنية وقواعد الطباعة المعتمدة.
التفاوض مع دور النشر والمكتبات للاتفاق معها لبيع وتوزيع مطبوعات المكتبة.
توزيع الإصدارات الجديدة من المطبوعات داخل المكتبة وفقاً للقواعد المعتمدة.
إرسال مطبوعات المكتبة إلى الجهات المدرجة في قوائم التوزيع المجاني.
إرسال المطبوعات إلى دور النشر والمكتبات المتعاقد معها، لبيعها وتوزيعها، ومتابعة حركة هذه المبطوعات (11).
نظام الإيداع والترقيمات مكتبة
الملك فهد الوطنية
يمثل نظام الإيداع في مكتبة الملك فهد الوطنية الصادر بالمرسوم الملكي الكريم رقم «م/26» وتاريخ «7/9/1412هـ» حلقة مهمة في سلسلة استكمال بنية النظام الثقافي في المملكة العربية السعودية، حيث سبقه المرسوم رقم «م/9» بتاريخ «13/5/1410هـ» بالموافقة على نظام مكتبة الملك فهد الوطنية، والمرسوم رقم «م/11» بتاريخ «19/5/1410هـ» بالموافقة على نظام حماية حقوق المؤلف.
الإيداع النظامي
ويقصد به إيداع نسخ من الأعمال الخاضعة لنظام الإيداع إذا أعدت للنشر والتداول بين الناس في مكتبة الملك فهد الوطنية على سبيل الإلزام.
أهداف الإيداع النظامي
1 حماية حقوق الناشرين، والطابعين، والمؤلفين، وصيانة أعمالهم الفكرية، وحرية استغلالهم لها.
2 حفظ الإنتاج الفكري الوطني حماية لتراث الدولة من الضياع أو الإهمال.
3 إنشاء الببليوجرافية الوطنية بغرض التعريف بالإنتاج الفكري في الدولة.
4 ضبط الإنتاج الفكري الوطني وتوثيقه ومتابعته على المستوى الوطني والعالمي.
5 إثراء المكتبة الوطنية بنسخ من الكتب والمطبوعات المختلفة.
6 مراقبة المطبوعات وغيرها من أوعية المعلومات المعدة للتوزيع.
وتتنوع المواد التي يجب إيداعها فتشمل:
الكتب والكتيبات، والرسائل الجامعية، والوثائق والمطبوعات الحكومية، والدوريات والصحف اليومية، والمخططات، والمخطوطات أو صور منها، والتقويم، ونسخ الرسوم الزيتية.
أوعية المعلومات السمعية والبصرية مثل: الأفلام، والأشرطة، والشرائح والاسطوانات، التسجيلات الصوتية، والمواد السمع بصرية، والمصغرات الفلمية، وبرامج الحاسب الآلي، والأقراص الممغنطة، ومطبوعات المكفوفين.
الأعمال الفنية ولوحات الأنساب، والصور الضوئية، والمجسمات الفنية، والنوتات الموسيقية، وطوابع البريد.
الرسائل والأطروحات المقدمة للحصول على الماجستير أو الدكتوراه، وما إلى ذلك.
ويُلزم بإيداع الأعمال المذكورة المؤلّفُ والطابع والمنتج والناشر.
ولهذا يخضع لقانون الإيداع النظامي كل عمل فكري أو فني تم إنتاجه داخل المملكة أو طبع في الخارج بمعرفة ناشرين أو مؤلفين سعوديين.
تودع نسختان من جميع الأعمال السابقة في قسم الإيداع بالمكتبة، ما عدا الرسائل الجامعية والمجسمات الفنية، فيتم إيداع نسخة واحدة منها، بشرط أن يتم الإيداع قبل توزيع العمل وتداوله، أما الصحف اليومية فتودع نسختان من كل طبعة تصدرها الصحيفة، وذلك يوم صدورها.
وتُمنع مخالفةُ الإيداع المذكور، فقد نصَّت المادةُ السادسة من نظام الإيداع على معاقبة كل من يخالف هذا النظام بغرامة لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال مع إلزامه بإيداع النسخ المطلوبة من العمل وفق النظام.

* ملاحظة:
مراجع هذه الحلقة في نهاية الحلقة الثانية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved