ألا قل لاهل البين حين يفجَّعُوا
تسلَّوا ففي هذا يسلى مفجعُ
وكفوا عن الخطب الجليل فقد دهى
مصاب عظيم امره ليس يُدفعُ
سهام المنايا قد أصابت واقصدتْ
وهدت بناءً في العروبة ينفعُ
هو الدهر لا يبقي على واثق به
له عثرة بالمرء قصداً تضعضعُ
فلو كان من ريب المنية مهربٌ
لكان محب عن حبيب سيدفعُ
ولكنها الآجال تأتي ببغتةٍ
وليس لامر قدَّر الله مدفعُ
مضى عالِم الدنيا وحيدَ زمانِهِ
سلالة امجاد تقيٌّ سُمَيْدَعُ
مضى هضبة الدنيا وزينة اهلها
حصين رزين ماهر بل همصقعُ
مضى طاهر الاخلاق زينة وقتهِ
فيالك من بدر هوى ليس يطلعُ
لقد مات حبر العلم والفضل والنهى
وحامي حمى السمحا الذي كان ينفعُ
سلالة ابراهيم من شهدت له
وفود رضيات ودور ومربعُ
فمن للفتاوى بعده ولمشكلٍ
يبين المخبا كاشفاً ومفرِّعُ
ومن للخفايا اذ تضيق مسالك
ومن للقضايا للقبائح يردع
الى من له تأتي العفاة وتشتكي
وتقصده فيما عراها لينفعُوا
الى من له يؤتي لكشف ظلامةٍ
الى من له جل الخلائق تفزعُ
مأثرة كالشمس ليست خفيةً
وليس يواريها لثام وبرقعُ
ترعرع في كل الفضائل وانتهى
الى غاية عنها الخلائق ترجعُ
فقدنا علوما حينما حل قَبْرَهُ
وقام بنا الناعي يصيح ويسمعُ
ففي كل جفن حرقة ومدامعُ
وفي كل ناد ضجة اذ يودِّعُ
وفي كل قلب أنَّةٌ من فراقهِ
تكاد لها منا تَكَسَّرُ أضلُعُ
فقل لحمام الأيك مالك نائحاً
وإلفُكُ موجود وعشّك مبدعُ
وغصنك مياد وجّوك ساكنٌ
وفرخك موجود ففيم التوجُّعُ؟
ألا تذكر المفجوعَ في الخلقِ مثلَنا
فنحن الى الاحزان اولى واسرعُ
فجعنا بِحَبْرٍ قد اقام معاهداً
ودور علَوم جامعات سترفعُ
ودورٌ لأيتامٍ تضمُّ خلائقاً
لقد كان يرعى لليتامى وينفعُ
ونادى الى العليا يحث لقومه
بنهضته يسعى لها بل ويُجمِّعُ
يحث على إحياء سنة أحمدٍ
ويدعو البرايا جاهداً ليس يقنَعُ
وقد بذل المجهود في نصرة الهدى
ويردي بحقٍّ كل من كان يخدعُ
على هذه الدنيا العفا بعد فقده
فما بعد هذا وصمةٌ تُتَوقَّعُ
أيُنْسَى عظيم القر بدرُ زمانهِ
خبير بصير ماهر هو أبرعُ
أيُنسى مجدُّ نافع غير ضائرٍ
كريم قوي في الشهامة مولعُ
بكاه رجال العلم في كل محفل
وكلٌ على فقدانه يتوجعُ
بكته بقاع الارض اذ فجعت به
وحل بها كرب وقامت تشيِّعُ
فيا اسفا يمضي ويَتْرُكُ غرسَهُ
ضياعا بلا راع يفيد وينفعُ
فلهفي على أرباعه اذ تعطلت
ويا اسفا في حالها اذ تُضَيَّعُ
رعى الله آل الشيخ فينا لانهم
نجوم هدى بل هم دعاةٌ ومرجعُ
ولا زال من ابنائهم خلفٌ لهم
يذودون عن دين الهدى ولينفعُوا
اولئك انجال الهداة ونسلهم
سلالة من ابدى الهدى فهو ارفعُ
اعزيكمو في الشيخ اعني محمداً
ومثلكمو لا يعتريه تَضعضعُ
لقد كان طوداً في البسيطة وقد وهى
فآهاً على بدر يواريه بلقَعُ
سقى الله قبرا ضمه وابلَ الرضا
واسكنَه الفردوسَ فيها يمتَّعُ
وازكى صلاة من جليل وقاهر
على من له كل الخلائق تفزغ
بيوم عظيم شأنه متأزمٌ
وتأبى اولو العزم الهداةُ ليشفعوا
وآل رسول الله والصحب كلهم
واتباعهم ما ناح في الطير سُجَّعُ