ما هي الجلوكوما ا، وما هي الأمور التي ينبغي معرفتها بخصوصه؟
الجلوكوماا اضطراب يصيب العين، وتكون في الكثير من الحالات مصحوبة بتزايد ضغط العين، كما أنها تؤدي إلى تلف العصب البصري، الذي يؤدي بدوره إلى فقدان البصر.
يشتمل فقدان البصر بالدرجة الأولى على أطراف المجال البصري، وكثيراً ما لا تتم ملاحظته لفترة من الوقت من قبل المرضى، مما يؤدي إلى حدوث تلف دائم في عصب العين. ومع أن الجلوكوما تتسبب في فقدان البصر بصورة دائمة إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها، إلا أن التشخيص والعلاج المبكرين يعتبران أمرين هامين لمنع حدوث التلف.
الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بالجلوكوما
ثمة مجموعات معينة معرضة لخطر كبير للإصابة بالجلوكوما، مثل:
-الأشخاص الذين يشير تاريخ أسرهم الطبي للإصابة بالجلوكوما: إذ إن هناك تزايداً في الأدلة التي تشير إلى وجود أساس وراثي للإصابة بهذا المرض.
- جميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 45 سنة، حيث أن احتمال إصابة الأشخاص بالجلوكوما يزداد مع التقدم في العمر. وهذا يعتبر أحد الأسباب التي من أجلها ينصح الأشخاص المتقدمون في السن بمراجعة طبيب العيون لإجراء فحص روتيني للعين.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض صحية معينة أو أمراض في العين، مثل داء السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الصداع النصفي، أو قصر النظر، أو الساد (الماء الأبيض)، أو التهاب العين (التهاب العنبية)، أو الإصابة الرضية في العين كذلك.
كيفية اكتشاف الجلوكوما
لتقصي الإصابة بالجلوكوما، يقوم طبيب العيون بإجراء فحص مفصل للعين، يشتمل على قياس ضغط العين باستخدام أداة خاصة. كما يتم إجراء فحص للمجال البصري بواسطة الكمبيوتر، يتم من خلاله تحديد مدى الرؤية لدى المريض في محيط البصر (المنطقة التي يمكن فيها مشاهدة الأشياء، في الوقت الذي تبقى فيه العين مثبتة على بقعة معينة)، علما بأن البصر المحيطي يبين التلف في المرحلة المبكرة من الإصابة بالجلوكوما، بصورة أسرع من إمكانية ملاحظة المريض لأية تغيرات مركزية في البصر. ويستغرق إجراء هذا الفحص حوالي 30 دقيقة، ولا يتم إجراؤه عادة إلا بعد الحصول على موعد مسبق مع الطبيب.
جهاز قياس المجال البصري بالكمبيوتر
كيفية علاج الجلوكوما
ليس الغرض من علاج الجلوكوما، حال تشخيصها، استعادة ما تم فقدانه من البصر، وإنما منع حدوث المزيد من فقدان البصر، مع العلم بأن العلاج بالعقاقير يكون ناجحاً في معظم المرضى الذين يعانون من الجلوكوما. فقد حدث تطور هائل في العلاج الطبي في السنوات القليلة الماضية، كما أن الأدوية الجديدة أكثر فعالية، وأماناً، وأكثر ملاءمة للاستخدام.
وقد تقتضي الضرورة في بعض الأحيان إجراء عملية جراحية للسيطرة على المرض، ولا سيما في حالة عدم استجابة الجلوكوما للعلاج بالعقاقير.
وتتضمن العملية الجراحية إنشاء قناة تصريف متناهية الصغر لتقليل ضغط العين. ويتم إجراء هذه العملية تحت التخدير الموضعي، ونسبة نجاحها مرتفعة أيضاً، وكأمر بديل، قد يقرر طبيب العيون في بعض الحالات، إجراء عملية جراحية بالليزر لتخفيض ضغط العين.
وإذا كانت العمليات الجراحية ضرورية، فإن طبيب العيون سيناقش مع المريض مختلف الإجراءات والفوائد المتوخاة من كل منها.
ومع أنه لا يمكن تحقيق الشفاء الكلي لجلوكوما، إلا أنه تمكن السيطرة عليها، للحيلولة دون حدوث تلف في البصر إن تم اكتشافها في وقت مبكر للغاية، وهذا ما يبين أهمية إجراء فحص العين بصورة منتظمة.
هذا ويجب على المريض أن يراجع طبيب العيون إذا ما كان التاريخ الطبي لأسرته إيجابياً للإصابة بالجلوكوما، أو كان يعاني من مشاكل أخرى في الإبصار.
(*) استشاري طب العيون والجلوكوما
مستشفى المملكة/ العيادات الاستشارية
|