* حوار - ماجد التويجري:
بعد سلسلة طويلة من الهزائم الثقيلة التي تعرض لها فريق الرائد والتي على اثرها ألغى عقد مدربين خلال هذا الموسم هما فرنانديز وجانيتي، لم تجد إدارة نادي الرائد بداً غير الاستعانة بالمدرب الوطني «القدير» يوسف خميس لقيادة الفريق الأول، وبالفعل كان خميس عند حسن ظن الإدارة به حيث تحسن أداء الفريق وتغيَّر أسلوبه إلى الأفضل.
«الجزيرة» التقت بلاعب المنتخب السابق ونادي النصر ومدرب فريق الرائد الحالي الكابتن يوسف خميس الذي تحدث عن ذكرياته كلاعب وكذلك حياته التدريبية وأوجز الحديث أيضاً عن مشواره الحالي مع فريق الرائد كمدير فني له.. فإلى التفاصيل:
* في البداية.. هناك سؤال يتبادر إلى الذهن وهو خاص بعلاقتك بنادي النصر.. هل ما زالت هذه العلاقة وطيدة وقوية أم أن الفتور أصابها؟ وما سبب هذا الفتور؟
- ومن قال لك إن هناك فتوراً، بالعكس نادي النصر أعتبره بيتي الثاني فقد ترعرعت فيه أكثر من ثلاثين سنة والعلاقة ولله الحمد قوية وما زالت تربطني بنادي النصر كل المحبة والتقدير.
* يوسف خميس خدم النصر أكثر من ثلاثين عاماً.. ولكن ألا تعتقد أن إدارة النصر لم تعطه حقه سواء من حيث حفل الاعتزال أو أشياء أخرى تدور في ذهن خميس نفسه؟
- رجائي الخاص أن تبتعد عن هذه الأسئلة التي باعتقادي أنها تسيء لنادي النصر.. وإذا كانت لك أهداف تريد الوصول إليها فليس على حسابي لأنني مازلت ابناً باراً للنصر.
* بعد اعتزالك اللعب اتجهت للتدريب في غير جهة.. كيف ترى تجربتك؟ وهل استفدت من الدورات التدريبية التي حصلت عليها؟
- التجربة ناجحة ولله الحمد.. حيث إنني أول مدرب يحصل نادي النصر معه على بطولة المملكة للناشئين، كذلك نادي الشباب حصلت معه على بطولة الخليج وأيضاً كأس دوري خادم الحرمين الشريفين مع النصر عام 1415هـ أمام شقيقنا نادي الهلال اضافة إلى أنني كنت مساعداً لمدربي منتخبات المملكة الأولمبي والشباب والناشئين، وأنا حقيقة هناك من شكك فيني كمدرب وأنني لا أفهم في التدريب وما إلى ذلك ولكن أنا واثق كل الثقة بقدراتي التدريبية.
أما عن الدورات فللأسف أصبحت تجارية فتجد مدتها أسبوعاً أو اثنين فأعتقد أنها لا تستحق من يشارك فيها لأن ضررها أكبر من نفعها، وكما قلت الهدف تجاري، فإذا كان هناك بالفعل دورات واقعية فليس هناك أي مانع بالدخول فيها والمشاركة فيها وهذا يرجع إلى شيء أساس وهو يجب أن نعرف مستوى المحاضرين في هذه الدورة لكي تتم الاستفادة فليس من المعقول أن تدخل دورة من أجل ابراز شهادة «تضحك» فيها أولاً وأخيراً على نفسك كمدرب.
فأنا شاركت بدورة الأمير فيصل بن فهد «رحمه الله» الأكاديمية الآسيوية لأنها بالفعل تحمل اسم دورة بمعناها الحقيقي وفائدتها كبيرة لأنها أثرت من معلوماتي التدريبية وفترتها كافية حيث كانت في البرازيل ومدتها شهر كامل، عكس الدورة التي شاركت فيها وكانت في المجر وهدفها كان تجارياً.
* تعرضت لمواقف صعبة في مشوارك التدريبي واضطررت لتدريب فرق درجة ثالثة كالعربي وتمت تنحيتك من تدريب المنتخبات السنية ومع ذلك نرى اصرارك يتجدد في الاستمرار في التدريب.. فما سر ذلك؟
- اسمح لي.. أن أقول لك: إن سؤالك هذا فيه نوع من الاستفزاز ومحاولة طمس الحقائق فمن قال لك إنني أبعدت من المنتخبات «قالها بعصبية» وعندما تريد أن تسأل تأكد من سؤالك.. فأنا لم أبعد كما قلت بل أنا من أعتذر ولظروفي الخاصة.
* كابتن يوسف.. لماذا هذه العصبية، مجرد سؤال وأجب عليه فقط؟
- لست عصبياً.. ولكن سؤالك هذا فيه اجحاف بحقي وطمس للحقائق.
* لا لم نقصد ذلك!! في تحولك من التدريب إلى الاشراف الإداري والنقد التلفزيوني اشارة واضحة وضمنية للملل التدريبي.. فما تعليك على ذلك؟
- ليس مللاً.. ولكن بطلب من شخص عزيز على يوسف خميس هو صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن سعود رئيس نادي النصر الذي لا أنكر مواقفه معي وعندما طلب هذا الشيء مني وجدت أنه لا بد من الاستجابة ولفترة سنة أرتاح فيها من التدريب وبعد ذلك أعود له.. وأعتقد أن هذا هو السبب الحقيقي وراء ذلك وليس الملل لأنه في اعتقادي أن كرة القدم كل يوم ترى فيها الجديد..
* ماذا يحمل يوسف خميس اللاعب.. من ذكرياته كنجم كروي ذاع صيته في الملاعب وشارك في تحقيق العديد من الانتصارات والانجازات لناديه وبلاده؟
- الذكريات كثيرة ولكن أعتقد أن الذاكرة الآن «شاخت» «قالها ضاحكاً» لكن من ضمن الأشياء التي تستحق الذكر تحقيق المنتخب بطولة كأس آسيا الأولى في سنغافورة، وكذلك فوز النصر في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وغيرها من الانجازات التي يفتخر الشخص بها.
* يوسف خميس، عبدالعزيز العودة، خالد القروني، علي كميخ.. وغيرهم أسماء لمدربين وطنيين لامس بعضهم النجاح غير مرة بيد أن ذلك لم يشفع لأي منهم بالاستمرار وبقي الجميع على وظيفة مدرب طوارئ ترى هل مازلنا نعاني من عقدة الأجنبي أم أن المدرب الوطني استعجل البروز.. فدفع الثمن؟
- مازلنا نعاني من عقدة الأجنبي هذا في نظري الأولى.. وبالنسبة للمدرب الوطني لم يستعجل البروز لأننا نطمح إلى الأفضل.. فهل من المعقول أن يكون المدرب الوطني غالباً مدرباً مساعداً.. ولو أي ناد يحتاج أي مدرب وطني ويحقق معه انجازاً تجد أنه ينتهي دوره بهذا الانجاز، وأعتقد أن النقطة هذه ترجع إلى إدارة الأندية مع احترامي لها حيث إنها لا تريد أن تساعد في تطوير المدرب الوطني ولا تعطيه الفرصة الكافية ولا تهيئ له الدورات، إدارة الأندية تريد المدرب هو الذي يتعب ويطور نفسه ويخسر كل الأشياء ومن جيبه الخاص وبعد ذلك لما يأتي للتدريب في النادي الفلاني أو في ناديه الأصلي تجد أن الإدارة تقيِّمه بمزاجها ولا تعطيه التقييم الذي يستحقه ولا العائد المادي المجزي وأعتقد أن هذه نقطة مهمة يجب على إدارات الأندية أن تنتبه إليها، وبالعكس حيث نجد أن الاتحاد السعودي يحاول أن يطور من قدرات المدرب الوطني ويعطيه الفرصة الكافية.. فباعتقادي أن أغلب إدارات الأندية ناكرة للجميل للأسف وأقولها بكل صراحة.
* ما هي الحلول من وجهة نظرك؟
- لا بد أن يضع الاتحاد السعودي شروط خصوصاً في دوري الدرجة الثالثة والثانية، ولا بد أن نبحث عن مستقبل المدرب الوطني بحيث يكون هناك قرارات وتصنيف فلا يسمح للأندية باستقدام مدرب أجنبي بمجرد أنه مدرب أجنبي، لا يحمل أي فكر أي شهادات ولا حتى أي تاريخ، فيجب أن يكون هذا الوضع مسؤولاً عنه الاتحاد السعودي، فنحن نرى حالياً أن الأندية في الموسم الواحد تخسر مبالغ باهظة، وهذا من الناحية الاقتصادية للبلد «مضر» حيث إن الأندية تجلب مدربين عن طريق سماسرة لا يعرفون عنهم أي شيء لمجرد فقط الاستفادة المادية وأحياناً يتم تزوير التاريخ والشهادات وكذلك نحن نجيز بأن المدرب قد ينجح في الخارج أما في الداخل فلا بل من المستحيلات للأسباب السابقة.
* ننتقل بك إلى ناديك الحالي الرائد.. حيث ينقل عن يوسف خميس أنه اختار تدريب الرائد ليمنح نفسه أهم تحد في حياته فهل هذا صحيح؟
- ليس هناك مسمى تحد في حياتي، وإنما هي تجربة جديدة ولا بد للانسان أن يخوضها فالتدريب مختلف من ناد إلى آخر سواء في الأهداف أو الاستراتيجيات، فأعتقد أن قبولي لتدريب نادي الرائد في الوضع الذي موجود فيه أثناء اشرافي مخاطرة. ولكن الرائد ناد كبير له اسمه وتاريخه وله رجالاته التي تستحق بالفعل أن الشخص يعمل معهم ويقبل على المغامرة.
وإن شاء الله نحقق الهدف الذي أتينا من أجله وبتكاتف الجميع إن شاء الله المغامرة ستكون ناجحة.
* الرائد معروف بتسريحه المتسرع للمدربين.. وقبل مجيئك كان قد ألغى عقد مدربين أحدهما سبق أن درب المنتخب الأول!! كما أنه كان بوضعية سيئة من الناحيتين الفنية والمادية، ومع ذلك قبلت العرض المقدم لك؟
- مسألة الغاء عقود المدربين من عدمها واردة بجميع الأندية، كما أن اسم المدرب غالباً لا يشفع له بل الذي يشفع هو العمل، ولا كل مدرب درب المنتخب يكون مدرباً ناجحاً مع الأندية لأن وضع الأندية مختلف، والرائد وضعه مختلف، حيث إنه بعد اشرافي وجدت الفريق في حاله يرثى لها فليس هناك عمل من قبل المدربين السابقين حتى إنني لما شاهدت الفريق في لقاء الاتفاق شككت أن الرائد يلعب في الممتاز وفريق استعد وعمل مخطط كامل لمشاركته وفي كامل جاهزيته الفنية والبدنية فللأسف أن المدربين السابقين لم يكن هناك رقيب عليهم.
فمسألة الغاء عقود المدربين واردة والمدرب الجيد هو من يجعل النادي يطلب التجديد معه، وأكرر وأقول إن كل مدرب يتمنى الاشراف على الرائد لوجود كوكبة من النجوم خلقاً ومستوىً وكذلك وجود إدارة ورجال على مستوى عال من التعامل.
* تغير الأداء الرائدي في عهد يوسف خميس عنه في عهدي المدربين السابقين.. فما الذي أحدثه خميس، وهل لدى الرائد ما هو أفضل مما هو موجود حالياً؟
- لدى الرائد أفضل بإذن الله، وليس هناك شيء محدد يمكن أن نقول أننا أحدثناه، فالذي عملناه أن الفريق كان يحتاج في المقام الأول إلى تجديد في الناحية البدنية، حيث إنه غير معد بدنياً ولياقياً لأنه كان يتدرب في اليوم فترة واحدة منذ أربعة شهور أو خمسة، كذلك من الناحية الفنية هناك عيوب كثيرة، وأيضاً اختيارات اللاعبين الذين يمثلون الفريق فأعتقد أنها غير مجدية، فبعد رؤيتي للاعبين وجدت أن هناك لاعبين يستحقون المشاركة كانوا خارج التشكيلة الرئيسية وكذلك الاحتياطية، وبتكاتف الجميع استطعنا ولله الحمد تنظيم الفريق بداية من الناحية الدفاعية، وبدأ الفريق في استعادة الروح والثقة بأنفسهم وكانت هناك روح جماعية وانعكس هذا على أداء الفريق وهذه أبرز العوامل التي ساعدت على تغير مستوى الفريق الأفضل.
* أسهمت في تحقيق قفزات كبرى في مسيرة الفريق الرائدي، رغم قصر الفترة واستلامك له في عز التنافس.. فهل التعادل مع الهلال والطائي والشعلة والفوز على النجمة نتاج عمل فني مدروس أم أنه عائد إلى النواحي النفسية والمعنوية؟
- للأسف أرى أن النغمة التي تردد دائماً وهي أنه إذا جاء مدرب وطني وأحدث نقلة قالوا إنها نواح نفسية أما إذا جاء المدرب الأجنبي وأحدث نقلة جديدة قالوا ناحية فنية أو تكتيكية. لذا يجب أن نعرف شيئين، وهما أن الفريق إذا كان محبطاً ومستواه ونتائجه غير جيدة فلا بد أولاً وقبل كل شيء استخدام العامل النفسي حتى يخرج الفريق من حالة الاحباط المتولدة داخل لاعبيه، أما الشيء الثاني النواحي الفنية لها دور مهم ففي الدوري الممتاز لا بد من النواحي الفنية فإذا لم تكن موجودة فصدقني ليس هناك نجاح.
فهذان الشيئان متزامنان ومترابطان حيث إن كل واحد منهما مكمل للآخر. فالنواحي النفسية شيء مهم وهناك علم قائم بذاته اسمه علم النفس الرياضي، ولولا أن هذا الشيء مطلب ضروري وملح لما كان هناك علم باسمه، فباختصار النتائج التي تحققت للفريق جامعة لجميع النواحي الفنية والنفسية.
* نجاحك المبكر مع الرائد.. هل سيكون عربون استمرار لموسم جديد أم أن ذلك مرتبط بالبقاء من عدمه؟
- بالنسبة لبقائي مع الرائد من عدمه فهو حديث سابق لأوانه، وأنا حالياً أجد المتعة في هذا النادي وفي منتهى الأمانة وجدت تجاوباً من الجميع، لكن مسألة الاستمرار من الصعب الحديث عنها في هذا الوقت لأن لدينا ما هو أهم.
* نفهم من كلامك أنك مرتاح في تجربتك الحالية؟
- بدون أدنى شك.. مرتاح تماماً.
* كيف ترى حظوظ الرائد في الاستمرار بالدوري الممتاز.. ومن سيرافق النجمة برأيك؟
- حظوظ الرائد متساوية مع الفرق الأخرى التي تنافس على البقاء، لكن وضعنا الحالي مستقر من خلال النتائج التي حققناها والفرق الأخرى تقدم نتائج ستساعدنا على فرصة البقاء بصورة كبيرة.
* ما هي أبرز مآخذ يوسف خميس على كرة الرائد من حيث الاجراءات الإدارية أو الفنية أو من حيث تصرفات اللاعبين وبالذات الكبار منهم؟
- المأخذ الوحيد من الناحية الإدارية هو أنه كان يجب أن يكون هناك دراسة واقعية للموسم الحالي في الدوري الممتاز قبل بدايته، فكان يجب أن يكون هناك تخطيط ودراسة لواقع الرائد في الموسم القادم في الدوري الممتاز وقبل صعوده.. وحتى يستطيع أن يكون الفريق في صورة ممتازة ليس الصعود من أجل الهبوط بل الصعود من أجل البقاء، أما اللاعبون فيجب أن يعوا أن هناك اختلافاً كبيراً في الدوري الممتاز والدرجة الأولى فاللاعبون كانوا يحبون الراحة في بداية الموسم ومع مدربين بكل صراحة لم يبحثوا عن النجاح بل كانت المادة هدفهم الأساسي، وبالتالي أصبحت نتائج الفريق غير طبيعية وسيئة ومستوى الفريق سيئاً، فاللاعبون كان عندهم نوع من التكاسل ونوع من الرضوخ للأمر الذي هم موجودون فيه والواقع الذي يعيشونه، فأصبح طموحهم متوقفاً وليس هناك أي تفكير بالمستقبل.
أما في الوقت الحالي فتغيرت نظرة اللاعبين فأصبح هناك روح واهتمام ونظرة تفاؤلية للمستقبل لاظهار رائد أفضل وهذا بلا شك ناتج عن الاهتمام الذي وجده اللاعبون من قبل الجميع، فاللاعبون حالياً يعتبرون من أفضل اللاعبين انضباطاً في أداء التمارين وخارجها.
* أسوأ ما يعاني منه الرائد اختلاف وجهات النظر التي دائماً ما تعصف بالفريق وتنسف استقراره.. هل لاحظت ذلك وبم تنصح الشرائح الرائدية لاتباعه لخدمة ناديهم بعيداً عن المصالح الشخصية؟
- في كل نادٍ هناك اختلاف في وجهات النظر، لكن يظل الهدف الذي يسعى الجميع للوصول إليه هو مصلحة الفريق، بحيث لا يكون اختلاف الرأي «خلافاً» ويكون بالتالي مشاكل لا تحمد عقباها، وأحب أن أقدم نصيحة لمحبي الرائد وهي أن الهدف الأسمى يجب أن يكون مصلحة نادي الرائد ومحاولة لم الشمل من أجله لأنهم لم يأتوا هنا إلا من حبهم لناديهم لذا يجب أن يكون العمل بعيداً عن المصالح الشخصية؟
* كيف ترى جماهير الرائد في حبها لفريقها ومتابعتها للتمارين فضلاً عن المباريات.. وهل صحيح أن هذه الجماهير تتبع المثل القائل «ومن الحب ما قتل في تدخلاتها»؟
- يمكن من أكثر الأشياء التي استغربها في نادي الرائد هي الجماهير فهي بالفعل من الحب ما قتل، وجمهور الرائد عاطفي أكثر من أنه واقعي، لأن الذي شاهدته للأسف هو أن بعض الجماهير تهتم باللاعب دون الفريق ككل، بحيث تطالب سواء المدرب أو الإدارة بمشاركة، اللاعب الفلاني أو غيره، وحتى الآن والفريق يسير بشكل جيد تجد أن المطالب تتكاثر بمشاركة لاعب أو اثنين وكذلك ابعاد الفلاني، فأقولها وللأسف الشديد أنه في المباريات التي تقام بمدينة بريدة يتذمر أكثر اللاعبين وإن لم يكن جميعهم من اللعب أمام جماهيرهم لأنها تضر اللاعب أكثر من أن تنفعه وهذا لم أقله من فراغ بل بمصارحة من قبل اللاعبين أنفسهم.
* تشير المصادر إلى أن يوسف خميس خلف فكرة القرار المتضمن الغاء عقد اللاعب علي مال وأن قناعتك بمستواه «شخصية» وليست فنية ما تعليقك؟
- يا أخي العزيز علي مال لاعب أكل عليه الدهر وهو كبير في السن ومن الصعب أن أعتمد عليه في ظل وجود كوكبة من الشباب عطاؤهم أكثر بكثير من علي مال، كذلك يعاني من اصابات كثيرة والدليل غيابه عن الفريق في كثير من المباريات وأنا لا أتحدث عن لاعب سعودي إنما عن لاعب أجنبي لأن اللاعب الأجنبي لا بد من نجاح صفقته وهو افادة الفريق لا العكس، وعلي مال باعتقادي أنه لن يخدم الفريق أكثر مما مضى وعموماً أنا مدرب الفريق والمسؤول عنه وأبحث عن مصلحته.
* ولكن اللاعب بات في كل لقاء يشارك فيه يقدم مستويات أكثر من جيدة والدليل على ذلك لقاء الأهلي الأخيرة؟ ما هو ردك؟
-من الطبيعي أن يقدم كل ما لديه ليثبت وجوده وأنا أتمنى ذلك «وأفرح» لكون المستفيد فريق الرائد ولكن الذي أحب أن أوضحه هو أنني لن أعتمد عليه بشكل أساسي، وبودي أن تفكر الجماهير الرائدية بعقلها لا بعاطفتها، والفريق حالياً يسير بشكل مطمئن، فلماذا هذه الزوبعة واللاعبون فيهم الخير والبركة، لذا لا بد من الوقوف بصفهم.
* حضرت لتدريب الرائد ولم تحضر أو تشير إلى أي لاعب سواء من منطقة الرياض أو من بعض منسقي الأندية وذلك بحكم خبرتك.. ما هي الأسباب؟
- بالنسبة للوضع المالي الذي يمر به نادي الرائد بظروف مادية صعبة فلو جلبت لاعباً فسيحتاج إلى مادة، وأنا قدرت الظروف التي يمر بها النادي حالياً، والحمد لله الرائد يملك لاعبين على مستوى عال فمن وجهة نظري الرائد هو الوحيد الذي يملك البديل بحيث إذا غاب لاعب فستجد لاعباً آخر أكثر جاهزية وسيعطيك داخل الملعب، وأحب أن أذكر نقطة وهي أن منطقة القصيم عموماً يوجد بها لاعبون على مستوى عال ولكن الاهتمام غير موجود.
* ما هي الصعوبات التي واجهتها أثناء عملك الحالي مع الرائد؟
- حقيقة قد تستغرب من الاجابة، وهي إن التمارين الصباحية وجدت فيها صعوبة قصوى حيث أن اللاعبين أكثرهم «المحترفين» لم يتعودوا على التمارين الصباحية وعندما فرضت هذه التمارين كان في البداية لا يأتي سوى لاعب أو اثنان، ولكن الحمد لله يوجد أكثر من عشرين لاعب حالياً يؤدون تمارينهم الصباحية على أكمل وجه وذلك يعود إلى اهتمام اللاعب بنفسه متى ما وجد الاهتمام الكافي والعناية الفائقة.
* في لقاء الرائد والنصر الذي انتهى بنتيجة ثقيلة قوامها ستة أهداف.. أكدت بعد المباراة أنك تتحمل هذه الهزيمة هل من توضيح؟
- في هذه المباراة كان الرائد متعوداً على طريقة لعب معينة، ونادي النصر يمكن أكثر واحد يعرفه أنا، وضعت طريقة لعب حتى نستطيع أن نواجه فريق النصر لكن للأسف حصل خطأ في المباراة وسجل النصر هدفه الأول وحقيقة كان الفرق بين النصر والرائد خلال الشوط الأول هو لاعبي النصر الأجانب والرائد كان جيداً بأدائه وتطبيق طريقة اللعب، والخطأ الذي حصل منه الهدف الأول استغله اللاعبون الأجانب في نادي النصر الذين عملوا «الفرق» بين النصر والرائد، فبعد تسجيل النصر هدفه الأول استثمر اللاعبون الأجانب في النصر الحالة التي حصلت بعد الهدف واستطاعوا أن يسجلوا ثلاثة أهداف متتالية في شوط واحد، أما في الشوط الثاني فرجع الرائد إلى وضعه الطبيعي واستطاع تسجيل هدفين رغم الطرد الذي حصل خلال الشوط الأول.
وأعتقد أن شوط المباراة الثاني هو البداية الحقيقية لعودة الرائد الحالية والتي تشهد تحسناً في مستواه وأداء لاعبيه.
* ذكرى رياضية لا تنساها؟
- مباراة نادي الاتحاد والنصر 1406هـ كأس الدوري بسبب أنها أقيمت بعد أول مولودة لي وهي ابنتي «سارة».
* أفضل مباراة ؟
- هناك الكثير من المباريات وليس هناك مباراة محددة.
* أسوأ مباراة؟
- كانت أمام الأهلي في الرياض في دور الثمانية وخسرناها بأربعة أهداف مقابل هدف.
* أفضل لاعب سعودي؟
- سابقاً ماجد عبدالله، وحالياً محمد نور، وطلال المشعل.
* كلمة أخيرة؟
- أشكرك، وأحب أن أقول كنت أتمنى أنني حضرت لنادي الرائد بوقت مبكر مع بداية الموسم حتى أستطيع أن أعمل أفضل من الوقت الحالي وذلك لاتساع الوقت، كما أتمنى التوفيق لنادي الرائد هذا الموسم، وأرجو ألا أكون ضيفاً ثقيلاً على القراء.
نقاط من اللقاء
- في بداية اللقاء أكد أنه سيجيب بكل صراحة وبدون أي تحفظ.
- في الأسئلة التي تخص نادي النصر كان يعتبرها إساءة وذلك لأغراض وأهداف خاصة رفض الافصاح عنها.
- كان حريصاً على مواعيده وذلك من خلال الاتصالات التي تصله عبر الهاتف النقال.
- أكد أكثر من مرة أن جماهير الرائد غالباً ما تكون هي السبب الحقيقي لهزائم فريقها خصوصاً في اللقاءات التي تقام في مدينة بريدة.
- من خلال حديثه تجد أنه يحمل فكراً كروياً «واحترافياً» بشكل كبير.
- أثنى على قدرات المدرب القدير خليل الزياني.
- أكد أنه ليس لديه أي شيء بخصوص اللاعب علي مال وإنما نظرته فنية بحتة.
- ذكر أنه بحكم علاقته بماجد عبدالله فإن حفل اعتزاله سيكون قريباً وعلى قدر النجومية التي قدمها ماجد في الملاعب.
|