طالعت في العدد «11104» الموافق يوم السبت 21/12/1423هـ موضوعا عن فني الاحصاء بعنوان «هل الاهم المسمى ام العمل الفعلي للوظيفة» بقلم الاخ عبد الرحمن عقيل المساوي الذي أوقع نفسه بالقول القديم «من تدخَّل فيما لا يعنيه وجد ما لا يرضيه» فأراد ان يجعل من معاناة فني الاحصاء سلما له وكما يقال «مصائب قوم عند قوم فوائد» حيث اطلق لنفسه العنان يكتب ما يشاء واستميح القراء عذرا ان قلت انه انطبق عليه القول «رجل لا يدري ولا يدري انه لا يدري فذاك...» والا ما معنى قوله ان الاحصاء 1 + 1 = 2 فهل اراد التهكم والسخرية ام التقليل من أهمية العمل الاحصائي او انه كما يقال خالف تعرف ام ماذا؟! فهل يعقل ان بيننا اليوم من لا يعرف اهمية عمل الاحصاء وخاصة ممن حملوا اقلامهم كتابة على صفحات الجرائد!! الاحصاء علم وعمل ترفع من شأنه الدول المتقدمة وتعتمد عليه في وضع الخطط للحاضر والمستقبل لجعل الجهد والمال في مكانه الصحيح ولتجنب الفوضى في حياتها - فعلوّا شأنه في الدول دليل على تقدمها وتحضرها.
ويبين ما جرأه على الكتابة قوله: ان كل ما كتبه فنيو الاحصاء جاء على استحياء - ونقول الحمد لله الحياء كله خير ولا يأتي الا بخير ولا ينزع الا من شقي ونقول بأن ما كتبوه لاستدرار العطف والشفقة ونقول ما العجب؟ فقد رجونا بعد الله كراماً فلمن نشكو بعد الله امرنا الا لولاة الامر زادهم الله عزا فهم خير من يرى امور البلاد والعباد. ولم تكن كتاباتنا الا لبيان طبيعية عملنا في القطاع الصحي ولكن هناك سؤال كنت اتمنى ان يسأله نفسه قبل ان يجهل على الجميع وهو: هل هؤلاء الكتاب الافذاذ في صحافتنا قد تخلوا عن ضمائرهم من اجل ارضاء فنيي الاحصاء الصحي - يا سبحان الله استعجال وجهل.
ثم هذا الخلط العجيب.. فتراه يقحم نفسه في تغيير مسمى الوظيفة وهو لا يدري ما الموضوع ثم يذهب مع فني الاحصاء في عمله الميداني اثناء المسح السكاني فيستكثر مساعدة زملائه له ويقول انه لن يصاب بعدوى اثناء طرق ابواب المنازل فهل طالب فنيو الاحصاء ببدل عدوى فمن الواضح ان الاخ عبد الرحمن اختلطت عليه الامور بين بدل العدوى الذي يصرف للعاملين في بعض القطاعات الصحية القابلة للعدوى وبين الكادر الصحي الذي عملت به وزارة الصحة لإراحة الفئات الهامة من طريق الترقيات الصعب وتحفيزهم للارتقاء بمستوى العمل الى مستوى عال يليق بمستوى البلد المتقدم والمحافظة عليه.
وفنيو الاحصاء الصحي جزء هام في الفريق الصحي ومكمل له ولا يستغنى عنه فمطالبتنا بالكادر حق لنا ولم يكن نوعاً من العبث كما يعتقد الاخ - فقد درسنا في المعاهد الصحية ثلاث سنوات العلوم الاحصائية والصحية جنبا الى جنب مع زملائنا في التخصصات الاخرى بشكل يكمل بعضنا البعض ويخدم المريض والوزارة وسنستمر بالمطالبة بحقنا في الكادر الصحي او السماح لنا بالانتقال من وزارة الصحة او السماح بمواصلة الدراسة في الكليات الصحية. فليس من المعقول ان نستمر مجمدين في مراتبنا من 15 الى 25 سنة في عمل هام ودقيق كالاحصاء الصحي فكما للوزارة مطالبها فلنا مطالبنا ومن حقنا ان ينظر في وضعنا ومعاناتنا فجميع التخصصات التي ضمت للكادر كانت تعيش نفس المعاناة التي نعيشها الآن.
وكلمة اخيرة اقولها للاخ عبد الرحمن: سامحك الله على ما بدر منك من مغالطات ونصيحتي لك بالاكثار من القراءة والاطلاع قبل ان تحمل قلمك للكتابة في اي شيء والحكمة القديمة تقول «لأن اندم على السكوت خير من اندم على الكلام».
وختاما الشكر الجزيل لكافة العاملين بجريدة الجزيرة وعلى رأسهم رئيس التحرير والشكر الخاص لمحرر صفحة عزيزتي الجزيرة لاتاحة الفرصة لنا لايضاح ما التبس على الاخ عبد الرحمن وغيره في مطالبنا وايصال صوتنا الى المسؤولين.
والله ولي التوفيق وهو المستعان.
فني الإحصاء/ محمد عبد العزيز الدريويش
|