البعض يتحدث عن حرب تجري فعلاً على أرض الواقع مع دخول الآلاف من القوات الأمريكية والبريطانية إلى الأراضي العراقية، ومع ذلك هناك من لا يزال يتساءل هل ستقع الحرب؟!.
الذين يتحدثون عن وقوع الحرب ينسبون ذلك إلى مصادرهم الخاصة وهو مايوحي بوجود معلومات استخباراتية، وهو أمر يدخل في باب استقراء واستخلاص النتائج من المعلومات، أما الذين مازالوا يتساءلون عن إمكانية وقوع الحرب فهم معظم الناس الذين يحدو الكثيرين منهم الأمل في تجنب مخاطر الحرب وشرورها.
وقد تكون الايحاءات بوقوع الحرب من باب التمهيد إلى الانزلاق التدريجي نحو الحرب، وتجاوز إجراءات الإعلان عنها وما يسبق ذلك من إصدار قرارات مجلس الأمن بشأنها. وهي عمليات يكتنفها الكثير من التعقيدات خصوصا فيما يتصل بمجلس الأمن، حيث لم تتمكن الولايات المتحدة حتى الآن من جمع الاصوات اللازمة لتمرير قرار الحرب وهي تسعة اصوات، بينما تهدد كل من روسيا وفرنسا باستخدام الفيتو اذا أمكن بالفعل اصدار مثل ذلك القرار.
يرجح الحديث عن وقوع الحرب أن واشنطن كانت قد توعدت انها ستلجأ الى الحرب حتى دون صدور قرار دولي بذلك من مجلس الأمن، على الرغم من ان بريطانيا أقرب حلفاء واشنطن ومن أكثر الدول حماسا للحرب تحبذ هي ذاتها عملا عسكريا لكن بغطاء دولي، إلا أن التقارب القوي بين الدولتين لا يجعل من ذلك نقطة خلاف رئيسية. وعلى كل فان الحرب بمعناها الشامل والكامل لم تحدث بعد، ما يعني ان هناك فرصة لانقاذ المنطقة من شرورها من خلال عمل دولي منسق يحد من الاندفاع الأمريكي والبريطاني نحوها، واظهار التأييد لعمل المفتشين وتشجيع العراق على ابداء المزيد من التعاون، كما يجب الاخذ في الاعتبار الايجابيات التي تتحقق الآن من التدمير اليومي لمخزون العراق من صواريخ (الصمود 2)، فضلا عن الوثائق التي وعدت بغداد بتسليمها حول ما دمرته من اسلحة بيولوجية وكيماوية. الأمر الذي يتيح الوقوف على الحجم الفعلي لمثل هذه الاسلحة طالما أن هدف الجميع هو إزالة أسلحة الدمار الشامل.
|