يفرح الناس عادة.. عندما تزدان الرياض وتخضر الأرض.. وتتزايد المنتزهات حول المدن وفي البراري.. وخاصة أهالي المنطقة.. من عشاق البراري والكشتات.. فهذا جزء من حياتهم.. وجزء من جدولهم.. إن لم يكن اليومي.. فهو على الأقل.. الأسبوعي..
* وهذه الأيام.. تزدان البراري والرياض حول الرياض وحول محافظات الرياض بأجمل المنتزهات.. والرياض.. يقصدها الجميع بدون استثناء.. وتقام المخيمات والولائم هناك.
* ومن يلاحظ المناطق حول محافظة المجمعة وعموم منطقة سدير.. يجد أن الرياض الجميلة تزين المنطقة في كل اتجاه.. والمخيمات والتجمعات البشرية.. تملأ البراري.. بحثاً عن الجو الرائع.. وبحثاً عن تلك المناظر التي هي في غاية الروعة..
* لكن.. أتدرون ما يفسدها؟
* إنها الكسارات التي ملأت كل مكان.. ولا تهون أحواش ومزارع الدواجن.
* إن بوسع صاحب أي كسارة.. أن يختار أي موقع.. ثم يأتي بالعدة ويضع الكسارة ومعداتها ثم «يدخِّن ويغبِّر» في كل اتجاه ومن باب «قال: من أمرك.. قال: من نهاني».
* لقد كنت قبل أيام في هذه الرياض الجميلة.. حول محافظة المجمعة.. وشاهدت بنفسي كيف يتطاير غبار الكسارات.. وكيف أفسد جو هذه الرياض الجميلة.. وكيف حوّل الجو الجميل إلى غبار ودخان.
* هل تصدقون.. أن المتنزهين الذين يبحثون عن هواء نقي.. وعن جو عليل.. يعودون من البراري والمنتزهات.. والغبار يكسو وجوههم وسياراتهم؟
* هل تصدقون أن الأجواء في «فيحاء سدير» تحولت إلى غبار وأتربة ودواجن؟!
* وهل تصدقون.. أن أفضل وأجمل منطقة في منطقة سدير ملأتها الكسارات.. وصارت مرتعاً لهم دون أن يوقفهم أو يسألهم أحد؟!
* المناطق الجميلة في محافظة المجمعة التي توصف بجمالها وروعتها.. وبالذات في هذا الوقت.. وقت الربيع.. لعلكم تزورونها الآن.. وتشاهدون.. كيف تحولت إلى مصنع كسارات.. وصار الغبار يهددك أينما تحل وترحل
* الغبار.. يطاردك في أي مكان فيها.. بل إن غبار الكسارات يصل أحياناً إلى جميع الاتجاهات في مدينة المجمعة نفسها..
* حتى الأغنام والإبل.. تحولت كلها إلى ألوان شهباء بفعل الغبار.. والأجواء كلها ملبدة بسحب من الغبار التي تهدد البيئة.
* ثم دعونا نسأل.. هل بوسع كل صاحب كسارة.. أن ينتقي أي مكان ويضع كسارته فيه.. دون أن يقول له أحد «قف».. هذا المكان ممنوع وليس بوسعك أن تضع فيه كسارة؟
* هل بوسع كل صاحب مزرعة دواجن.. أن يختار أي موقع دون موافقة جهات الاختصاص «غير الزراعة» كالبلديات والمحافظات.. والمراكز والهجر «اللي أكثر من جراد الزْعِير» وجهات أخرى مسؤولة عن البيئة وعن الأراضي وعن صحة الناس وعن المنتزهات وعن أمور أخرى؟
* لقد تلقيت أكثر من اتصال.. وأكثر من شكوى من ساكني وقاطني ومرتادي هذه المناطق.. وكلهم يشتكون من وضع تلك الكسارات.. وما تركته من آثار مدمرة بالمنطقة.. وكيف شوهت البيئة.. وكيف دمرت هذه الرياض.. وكيف هددت الصحة العامة.. وكيف طردت المتنزهين منها؟
* ودعونا نتساءل مرة أخرى.. وقبل أن نختم مقالنا هذا ونقول: من سمح لهؤلاء بهذا التواجد وفي هذه الأماكن بالذات؟
* هل منهم.. من يحمل ترخيصاً خوَّله وضع آلياته ومداخنه وقلابياته.. وصنادق عماله.. وسط الرياض.. حتى ولو كان هذا التصريح ورقياً مؤقتاً.. ليتم محاسبة من منحه هذا الترخيص؟
* وهل ضاقت البراري والقفار والصحاري بحيث يختارون أجمل بقعة.. ولا يطيب لعمالهم البقاء والتواجد.. إلا في هذه الرياض الغناء.. وفي هذه المنتزهات التي يرتادها الناس؟
* ثم.. ما سر سكوت المسؤولين في محافظة المجمعة على هؤلاء للتواجد في هذه الأماكن الجميلة.. وحجز الأودية وإغلاق الطرق.. بل إنهم حجزوا هذه الأماكن باجتهادات شخصية من عندهم.. ولم يسمح لهم أحد.. ولم يخولهم أحد بهذا التواجد وهذا ما يؤكده كل من اتصل مشتكياً كما يؤكد هؤلاء المتصلون.. أن تلك الكسارات آخذة في التزايد.. وفي الزحف نحو المجمعة نفسها.. حتى حوَّلت جوها إلى جو أشهب!!..
* مطلوب سرعة إنهاء مشكلة هؤلاء.. ووقف زحف هؤلاء.. قبل أن نراهم في روضة «حطّابة» ووادي «المزيرعة».. وكل الرياض الجميلة هناك.
* مطلوب سرعة تحرك المسؤولين في محافظة المجمعة قبل أن تتحول المنطقة إلى سحابة سوداء من الدخان والتراب.. في مناطق من أجمل مناطق المملكة.
|