العمل الصامت الدؤوب هو الذي يُثمر إنتاجاً له نكهة الثَّمر والعطر...
يُمتَّع به العطِش والجائع...
فيُرْوَى ويُشْبَعُ...
والمجتهد طامح...، والطموح إن تحقق في فريق بمثل ما يتحقق في واحد..،
تنهض له كافَّة قدراته، وتتهيَّأ له تلك المهارات الخفيَّة... وعند ذلك يقف عملاً متمِّماً للخطوات الأولى تلك التي تُرسَم على درب مسيرة الواحد أو الفريق...
وتأتي الثِّمار الناضجة مسدِّدة لخانات الجوع والعطش، إن قُنِّن لها موسم حصاد. ولا أجمل من تقنين موسم إثمارٍ وحصدٍ حين يطرح ثمرُ الفكر، في مرحلة زمنية يجد فيها العطش الجائع في المجال أنَّ البساتين قد نضبت أو أنَّها قد اكتظَّت ولكن عليه بعد لأْي وجهد أن يلتقط من الثَّمر ما هو أفضل، وأنضج، وأروى، والكلُّ بلا ريب يتناكب إمَّا في جهد التقاط الأجود في خضمِّ التَّناكب والاكتظاظ، وإمَّا في بذل التخليص لما يفيده ضمن هذه المرحلة الحرجة في حياة الإنسان بكلِّ «مفرزاتها» ومعطياتها، وخلطها، وازدحامها، وتداخل الأفكار فيها، وتمازج التوجهات، وتمايزها، واختلاف النوايا، وتغليفها، و.... هذا الدَّكَن الشديد الذي عمَّ الإنسان... وأصبح القول فيه معاداً، كما أنَّ الصمت فيه نجاةٌ...
تجيء «الجزيرة» الأم بإصدارها الرابع في محيط الثقافة، وتلملم منبسطه، وتوحَّد موقعه، وتلخِّص الخطوة إليه، كما أنَّّها تقدم «بوصلةً» تُيسِّر على الرّاغب وهو ماضٍ في ازدحام الطرقات أمر التَّوجه، ومكان الصيد، وموقع الحصاد والثُّمر...
تلك هي ثمار العمل الصامت الدؤوب...
وذلك هو التَّقنين لموسم الحصاد
وهي الجهود الموحَّدة في فريق طامح يعي متى يُثمر، وكيف يُسدد حاجة المتناكبين المتزاحمين.
|