* واشنطن الوكالات:
اعلن مصدر رسمي امس الثلاثاء ان الرجل الثالث في قيادة تنظيم القاعدة خالد الشيخ محمد الذي اعتقل السبت الماضي، نقل الى خارج باكستان جواً.
من جهة اخرى قال مسؤولون امريكيون ان المحققين الامريكيين الذين يستجوبون قائد عمليات تنظيم القاعدة خالد شيخ محمد في سباق مع الزمن للحصول على معلومات لاجهاض اي خطط محتملة لشن هجمات جديدة على اهداف امريكية.
وقال المسؤولون ان الاهداف الفورية هي اكتشاف اي هجمات مخطط لها في المستقبل القريب ومكان اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة قبل ان ينتقل الى مكان اخر، ويعتقد المسؤولون ان ابن لادن يختفي في منطقة الحدود الشمالية الوعرة بين افغانستان وباكستان.وقال توم ريدج وزير الامن الداخلي الامريكي ان المسؤولين الامريكيين كانوا يعرفون قبل اعتقال محمد انه على دراية «بخطة ارهابية كبيرة»، وهذا مما ساهم في رفع حالة التأهب القومي لخطر وقوع هجوم الى مستوي عال في الشهر الماضي، ومن بعدها تم تخفيض مستوى التحذير.
واضاف المسؤولون الامريكيين ان محمد الذي اعتقل في باكستان يوم السبت متورط في التخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر ايلول عام 2001 التي راح ضحيتها نحو ثلاثة الاف شخص.
ويعتقد المسؤولون الامريكيون ان محمد كان عنصرا نشطا في عدة خطط حالية تستهدف المصالح الامريكية الا انهم ليس لديهم تفاصيل محددة مثل المكان والموعد والوسيلة.
وقالت مصادر ان السلطات الامريكية تدرس المواد التي جمعتها خلال عملية القاء القبض على محمد ومن ضمنها كمبيوتر محمول «لابتوب» وهاتف نقال املين ان توصلهم الى معلومات عن هجمات مدبر لها وخلايا تنظيم القاعدة.
وقال مسؤولو مخابرات امريكيون ان محمد تحدث في الماضي عن تفجير محطات الغاز وجسور معلقة وعندما تم التقطت وكالات تجسس حديثا جديدا بين ارهابيين مشتبه بهم في وقت سابق من هذا العام.
وقال مسؤولون امريكيون ان محققين امريكيين يستجوبون محمد في مكان غير معروف خارج باكستان والولايات المتحدة كما حدث لزعماء كبار اخرين من تنظيم القاعدة بعد اعتقالهم.وقال جيمس وولسي مدير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية السابق للصحفيين في نيويورك «انه مهم جداً، اذا تحدث فان من المستحيل تقريبا تقدير مدى اهمية ذلك».
وقال وولسي ان الشيء الاهم هو استجواب محمد في الخارج بدلاً من مثوله امام محكمة لان الاجراءات القانونية مضيعة للوقت وتعوق انتزاع المعلومات بسرعة لمنع مؤامرات وشيكة والحيلولة دون شن هجمات.
واضاف قائلاً «كل ما نريده هو معلومات لان ذلك يمكن ان ينقذ ملايين الارواح»، وقد ذكرت مصادر امنية ان المحققين الامريكيين يقومون بتحليل ملفات معلوماتية ولوائح بارقام هواتف ومعطيات في هواتف نقالة ووثائق اخرى عثر عليها في الشقة التي اوقف فيها خالد الشيخ محمد السبت.
وعثرت عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) وقوات الامن الباكستانية خلال اعتقال خالد الشيخ محمد على جهاز كمبيوتر وملفات معلوماتية ولوائح بارقام هواتف لعدد كبير من الاشخاص وهواتف نقالة ووثائق اخرى.
ونقلت وسائل الاعلام الاميركية عن مصادر الاستخبارات الاميركية قولها ان هذه المواد سلمت فورا الى خبراء لتحليلها في اسرع وقت ممكن والعثور على معلومات عن ارهابيين يجري البحث عنهم.
واكد رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب بورتر غوس ان «الاميركيين يعملون بجد» لتحليل هذه المعلومات، موضحا ان اعتقال خالد الشيخ محمد «سيؤدي الى عمليات مماثلة ناجحة في وقت قريب جداً».وذكرت صحيفة «يو اس اي توداي» الاثنين ان عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية «سي آي ايه» سلموا مراكزهم في جميع انحاء العالم لوائح الاسماء التي عثر عليها في منزل خالد الشيخ محمد في راولبندي «باكستان».
من جهتها، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان معتقلين في قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا اعترفوا خلال استجوابهم بانهم كانوا على اتصالهم بالشيخ محمد الذي كان يخاطبهم بالبريد الالكتروني او برسائل هاتفية مشفرة.واضافت نقلا عن مصادر امنية انه كان يعد لهجوم في مستقبل قريب ومن بين اهدافه مدينة نيويورك.
وفي وقت سابق جرى اعتقال ابو زبيدة ورمزي بن الشيبة المسؤولين البارزين في تنظيم القاعدة في باكستان سابق ونقلوا الى حجز امريكي للاستجواب في اماكن غير معروفة.
وقال مسؤولون امريكيون ان ابو زبيدة وابن الشيبة قدما معلومات مفيدة بشأن تنظيم القاعدة في الاشهر التي اعقبت اعتقال كل منهما.
ولم يناقش المسؤولون الامريكيون وسائل الاستجواب وقال احدهم فقط ان «جميع الاساليب المناسبة» ستستخدم.
وقال مسؤول امريكي اخر «من الصعب للغاية توقع ما يفعله المرء في التحقيقات، يمكن ان يكون التظاهر بالشجاعة والتفاخر بالانجازات من الاشياء التي تصب في مصلحة التحقيق».
ويرى المسؤولون ايضا ان محمد ربما يكون على علم بمكان زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن لكن ذلك قد يفقد اهميته سريعا بعد اعتقاله لان ابن لادن سينتقل على الارجح الى مكان اخر.
وقال مسؤولون امريكيون ان القاعدة تلقت ضربة قوية باعتقال محمد لكنهم حذروا من ان التهديد بشن هجمات ارهابية مازال موجودا.وقال مسؤول امريكي «تلقت القاعدة ضربة قوية فهناك عملاء يتعين ان يسعوا لتأمين سلامتهم وقدرتهم على العمل وهل هم معرضون للخطر وهل تعرضت خططهم للخطر، يتمنى المرء ان يقضوا المزيد من الوقت في الاختباء وليس في التخطيط».
|