* كالاك العراق من سباستيان أليسون رويترز:
في الوادي يلعب الاطفال كرة القدم بينما ترعى الاغنام في عشب جاف وعلى قمة التل على مسافة 300 متر ترابط قوات عراقية حكومية تراقب الافق البعيد.
ويعكر صوت اطلاق رصاص هدوء أول أيام الربيع الدافئ بشمال العراق.
وتقع قرية كالاك على الخط الامامي الذي يفصل بين العراق الذي تحكمه حكومة بغداد والمنطقة الكردية الحرة بشمال البلاد وتصاعد التوتر مع قوات بغداد المرابطة على هذا الخط.
وهذا الخط الفاصل بوسط العراق على مسافة بضع ساعات من الحدود الدولية وهو من مخلفات حرب الخليج عام 1991.
وقد ثأر الاكراد العراقيون الذين يشكلون اغلبية في شمال العراق ضد الرئيس العراقي صدام حسين في فترة الفوضى التي حدثت بعد إخراج جيشه من الكويت.
وبينما كان الائتلاف العسكري الذي حرر الكويت موجوداً قمع جيش صدام بوحشية الانتفاضة وهرب اكثر من مليون لاجئ كردي الى ايران وتركيا وسوريا.
وأخيراً جاء الائتلاف لمساعدتهم وأقام منطقة لحظر الطيران في الشمال تراقبها طائرات امريكية وبريطانية تقلع من قواعد بتركيا.
وحاليا تضم المنطقة الكردية الحرة ثلاث محافظات.. دهوك واربيل والسليمانية فيما يعتبر انفصالاً فعلياً عن بغداد.
وتبعد كالاك مسافة 37 كيلومترا من اربيل اكبر مدينة في المنطقة والتي يسكنها نحو مليون نسمة، وبينما تنعم اربيل بالهدوء والازدهار فان كالاك ليست كذلك.
ويمتد الطريق الى الخط الامامي من اربيل باتجاه نينوى والموصل وهي من اقدم الاماكن التي سكنها البشر.
ويمتد الطريق أعلى نهر الزاب فوق جسر جديد شيَّده الحزب ليحل محل آخر تهدم في الحرب العراقية/الايرانية من عام 1980 الى عام 1988.
وعبر القرية يلتوي الطريق يسارا الى اعلى باتجاه التل، حيث يرابط جنود بغداد في استحكامات عسكرية من الاسمنت المسلح ويمكن رؤيتهم وهم يرصدون القادمين ومنهم فريق تصوير تابع لوكالة رويترز.
قال برزان المسؤول الامني بالحزب الديمقراطي الكردستاني في تفسير لصوت الطلقات النارية «انهم يجربون بنادقهم»، ولكنه حذَّر من ان استفزاز هؤلاء الجنود قد يؤدي الى اعمال انتقامية ضد القرويين.
وبينما جلس العجائز على ارصفة كالاك يستمتعون بأشعة الشمس بعد شتاء بارد ممطر لم يكن الجميع ينعمون بالهدوء.
وقال حكمت محمد الذي يعمل سكرتيرا في القرية مشيرا الى قوات بغداد «الوضع هنا خطر لأن النظام موجود هناك ولا نستطيع ان نفعل شيئا»، ويستطيع بعض السكان المحليين الحصول على تصريح لعبور المنطقة الكردية الى بقية انحاء العراق، وتسير في المنطقة حافلات وسيارات وشاحنات تحمل بضائع متنوعة.وينعم الاكراد العراقيون بحريتهم ويعتزون بازدهار اقتصادهم ووجود العديد من الصحف والمجلات ومحطات التلفزيون.
وبينما يهفو كثيرون للاطاحة بصدام الذي ارتكب فظائع ضدهم منها هجوم بالاسلحة الكيماوية على مدينة حلابجة الكردية في عام 1988 إلا انهم أيضا يتوجسون خيفة مما قد يحدث.
انهم يخشون انه عند وقوع غزو بقيادة امريكا للاطاحة بصدام فان قوات تركيا التي تشعر بعداء طويل نحو اقلية كردية كبيرة تعيش قرب الحدود العراقية قد تدخل العراق ضمن الائتلاف العسكري.وطلب مؤتمر للمعارضة العراقية عقد بالقرب من اربيل الاسبوع الماضي من المبعوث الامريكي الخاص زلماي خليل زاد منع الاتراك من دخول العراق لكنه اعلن انه يرحب بانضمام تركيا للائتلاف.
|