* لندن واشنطن الوكالات:
يرتفع إلى 300 ألف عدد الجنود الامريكيين والبريطانيين في منطقة الخليج بعد اصدار وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد اوامره بانتشار اكثر من 34 ألف جندي في فرقتين، لكن انباء بريطانية قالت ان الحرب بدأت بالفعل في داخل العراق حيث يوجد على ارضه الآلاف من جنود قوات التحالف الغربي الذين يقومون بعمليات استطلاع مهمة ولاحظت تلك الانباء ازدياد عمليات القصف التي تقوم بها الطائرات البريطانية والامريكية في منطقتي الحظر شمال وجنوب العراق ربما للتغطية على تحرك قوات التحالف داخل العراق.
فقد ذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية امس الثلاثاء ان آلافا من افراد القوات الخاصة من عدة دول بينهم 300 بريطاني يعملون داخل الاراضي العراقية.
وقالت الصحيفة البريطانية ان نشر هذه القوات يدل على ان الحرب بدأت اصلا حتى اذا كانت الولايات المتحدة وبريطانيا تحاولان الحصول على موافقة مجلس الامن الدولي على قرار جديد يسمح باستخدام القوة ضد نظام الرئيس صدام حسين.
وتابعت ان هذه القوة تشكل جزءاً من عمليات مشتركة تشمل اكثر من اربعة آلاف من افراد القوات الخاصة الامريكية والاسترالية التي يقع مركز قيادتها في قطر وقواعدها في الاردن والكويت وتركيا.
وقالت مصادر عسكرية بريطانية للصحيفة ان حوالي 240 رجلاً وسريتين من قوات النخبة «الاجهزة الجوية الخاصة» واكثر من مئة من عناصر قوات الدعم تعمل في مواقع مختلفة في العراق.
وتابعت ان مدى اتساع العمليات في جنوب البلاد وغربها لا سابق له مشيرة الى ان قوات النخبة لم تدخل العراق خلال حرب الخليج «1991» قبل بدء العملية البرية.
وقالت الصحيفة ان القوات الخاصة تدخل الى العراق وتخرج منه كما تريد، موضحة ان مهمتها هي مراقبة آبار النفط غرب بغداد وفي الشمال، التي يمكن ان يضرم العراقيون النار فيها في حال هجوم.
واشارت الى ان المهمة الاساسية لهذه القوات هي تحديد مواقع القوات العراقية والتأكد ميدانياً من ان الاهداف المحددة في صور التقطتها الاقمار الاصطناعية حقيقية وليست مواقع مموهة.
واضافت ان هذه الوحدات تستكشف في جنوب غرب العراق مواقع يمكن ان تنتشر فيها قوات عراقية كبيرة يفترض ان تستكشف من المرحلة الاولى للمعارك.
وقالت الصحيفة ان عمليات القوات الخاصة داخل العراق تتزامن مع تكثيف الغارات الجوية في الايام الاخيرة على منطقتي الحظر الجوي شمال وجنوب العراق.
من جهتها، نقلت صحيفة «ذي انديبندنت» رأي المعارضين للحرب الذين يرون انها بدأت ولكن بشكل غير علني.
وقالت الصحيفة نقلا عن الوزير السابق المسؤول الدفاعي دوغ هندرسون قوله ان تعزيز الغارات الجوية فوق منطقتي الحظر الجوي «ليس سوى انزلاق الى الحرب».
اما صحيفة «التايمز» فقد اشارت الى تعزيز واضح في عدد الطائرات البريطانية التي تعمل فوق العراق.
واوضحت الصحيفة انه تم تأمين مراكز قيادة بديلة لرئيس الحكومة توني بلير والوزراء خارج لندن لاستخدامها في حال تعرضت العاصمة البريطانية لهجوم ارهابي كبير.
وفي واشنطن اعلن مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية يوم الاثنين ان وزير الدفاع دونالد رامسفلد وقع في مطلع الاسبوع اوامر انتشار في الخليج للفرقة المدرعة الاولى ولفرقة الخيالة الاولى، اي 34 الفا و500 رجل اضافي.
ومع هؤلاء العناصر الجدد، سيبلغ عدد القوات الامريكية 260 الف عسكري مزودين بطائرات ومروحيات ودبابات وسفنا.
وسينضم 48 الف جندي بريطاني الى القوات الاميركية.
ويأتي الاعلان عن انتشار فرقة الخيالة الاولى والفرقة المدرعة الاولى بعد ايام من قرار نشر قاذفات بي-2 وحاملة طائرات سادسة، نيميتز، التي ابحرت الاثنين من الساحل الغربي الاميركي متوجهة الى الخليج الذي ستصله خلال اسبوع.
ولم يكن في وسع هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، تحديد موعد توجه هاتين الفرقتين الى الخليج، وكان يفترض ان يتوجه قسم من الوحدات الى تركيا لكن البرلمان التركي رفض يوم السبت الموافقة على انتشار قوات امريكية على اراضيه.
ويبلغ عدد افراد الفرقة المدرعة الاولى التي تتخذ من فيسبادن بالمانيا مقرا لقيادتها، 500 ،17 رجل، وهي مزودة بدبابات ام-1 ابرامز ومدرعات برادلي، وقد شاركت في حرب الخليج في 1991.
اما فرقة الخيالة الاولى التي تتخذ من فورت هود في تكساس مقرا لقيادتها، فيبلغ عدد افرادها 17 الفا، وهي مزودة ايضا بمدرعات برادلي، وقد اضطلعت بدور كبير في حرب الخليج الاخيرة، وكانت الفرقة الاميركية المجوقلة 101 آخر فرقة وصلت الى المنطقة المحيطة بالعراق وهي تنتشر في الكويت بشكل اساسي.
وبمغادرة حاملة الطائرات الامريكية نيمتز فانها تصبح بذلك سادس حاملة امريكية تتحرك نحو المنطقة في اطار الاستعدادات لتوجيه ضربة عسكرية محتملة للعراق.
وقال متحدث باسم البحرية الامريكية بوزارة الدفاع «البنتاجون» انه بابحار الحاملة نيمتز فيما وصفه مسؤولو البحرية الامريكية بانه رحلة روتينية تستغرق ستة أشهر تكون هذه اول مرة منذ عشر سنوات على الاقل يجري فيها نشر سبع حاملات طائرات دفعة واحدة.
وتوجد حاملة طائرات سابعة في اليابان، ويمثل هذا العدد أكثر من نصف الاسطول الامريكي من الحاملات.
واضاف المتحدث ان هذا العدد أكبر من اسطول حاملات الطائرات الذي شارك في حرب الخليج عام 1991.
وقال الاميرال صامويل لوكلير قائد مجموعة نيمتز ان الحاملة غادرت سان دييجو على رأس مجموعة قتال تتألف من ست سفن حربية وستنضم اليها سفينتان اخريان في طريقها للخليج.
واقر لوكلير بان تهديدات الحرب وعدم التأكد من المهمة الحقيقية لمجموعة القتال اضاف بعدا مؤلما لرحيل البحارة.
وستنضم نيمتز الى ثلاث حاملات طائرات امريكية اخرى ومجموعاتها القتالية من سفن الصواريخ المتواجدة بالفعل في منطقة الخليج.
وتوجد حاملتان في شرق البحر المتوسط تتمركزان على مسافة تجعل العراق في مرمى نيرانهما فيما تقوم حاملة سابعة وهي كارل فينسن بدوريات في بحر اليابان.
وقال لوكلير ان نحو 70 طائرة من بينها 50 مقاتلة ستنضم الى نيمتز أثناء توجهها الى الخليج.
واضاف ان المجموعة القتالية التي تقودها الحاملة تضم 8500 جندي يبلغ متوسط اعمارهم 21 عاما.
وقال ان الحاملة نيمتز في حالة أفضل من السفن التي شاركت في حرب الخليج 1991 وأن التجهيزات الجديدة تتضمن مطاعم تقدم اكلات عالمية على سطح السفينة فضلا عن خدمات بريد الكتروني ومكتبة ومدربين شخصيين ودروس في اليوجا وألعاب مجهزة بافضل الادوات.
|