Wednesday 5th march,2003 11115العدد الاربعاء 2 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

قصص عبدالله الناصر تنتصر لصحراء الجزيرة.. في معرض الكتاب بالقاهرة قصص عبدالله الناصر تنتصر لصحراء الجزيرة.. في معرض الكتاب بالقاهرة
محيي الدين اللاذقاني: الأبطال محاصرون يبحثون عن مخرج

* القاهرة مكتب الجزيرة شريف صالح:
تواصل جمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب مع الحضور الثقافي للمملكة العربية السعودية عبر ندوة «البيئة السعودية في قصص عبدالله الناصر» والتي شارك فيها محيي الدين اللاذقاني، والناقد الدكتور عبدالعزيز السبيل والدكتور عبدالله المعطاني مع كوكبة من النقاد المصريين، واللافت في تجربة عبدالله الناصر وهو يشغل منصب الملحق الثقافي لسفارة خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا وايرلندا، ان عمله الدبلوماسي كمغترب عن وطنه لم يفقده التماس مع بيئته العربية الأصلية، بل العكس فإن هذه الغربة قد عكست بداخله معاني الحنين والاحتماء بالبيئة الأصلية التي ولد بها وترعرع على أرضها وهي بيئة الصحراء التي ينتمي لها من أعماقه ويرى فيها جماليات عبر عنها في إبداعه القصصي.
يذكر محيي الدين اللاذقاني ان عناية عبدالله الناصر عبر نصوصه القصصية بالصحراء يعكس معاني الانتماء للأصالة الممتدة في هذه البيئة وعشقه لها ولجمالياتها وهو في ذلك لا يتجاهل ما تحمله بيئته الحضارية القديمة من تراث معماري كمدائن صالح وغيرها من الرموز التراثية المعمارية التي تزخر بها المملكة وينبغي ان تسلط عليها الأضواء.ويشير اللاذقاني إلى ان نصوص عبدالله الناصر تبدو مشغولة بفكر الحصار، فالأبطال محاصرون دائماً ويبحثون عن مخرج كما في قصة «حصار الثلج» كما انها تحفل بالوقائع والأسماء الحقيقية.يرتبط عبدالله الناصر كما يقول ويفخر بالصحراء التي أثرت في الحضارة العربية وزرعت فيها معاني الصلابة موضحاً ان صلابة الصحراء كان لها دور مهم في تكوين الإنسان العربي في الجزيرة خاصة في تكوين الحضارة غير المرئية وهي الحضارة الأدبية لافتاً إلى انه لا يمكنه تغافل الحضارة التي قامت في الجزيرة واتخذت ملامح معمارية ذات خصوصية لا ينكرها التاريخ.يؤكد الناصر ان البيئة تشكل هوية الكاتب ويضيف ان تجربتي في الغرب كابن صحراء لم تبهرني ولكني اكتسبت معاني الانفتاح من انفتاح الصحراء وترامي أطرافها وما يعكسه ذلك من وضوح وصدق في الشخصية بعيدا عن اللون الرمادي والضبابية الشائعة في الغرب والتي انعكست على سلوكيات وأفكار الإنسان الغربي، مشيراً إلى ان معيشته في أوروبا كان لها حضور في قصصه مثلما كان للوثبة الحضارية التي تعيشها المملكة حضور مماثل في هذه الأعمال الإبداعية.
يقول ولا أدري لماذا اكتب عن الصحراء؟ ربما لأنها جانب وراثي في تكويني ونشأتي ونظرتي لها ليست كأرض صماء وإنما كإنسان يعيش على الأرض.. أكاديمية ضخمة تعلم الوفاء والشجاعة ومصارعة الحياة.. ونظرتي للصحراء ايجابية فهي ليست موتا وجفافا وإنما هي جنة خضراء تعطي بسخاء رغم قسوة العيش بها.
توقف الدكتور عبدالله المعطاني عند عبدالله الناصر في قصة «أشباح السراب» بما تتسم به من تراكيب لغوية رائعة رامزة تجعل هناك أكثر من قراءة للنص، فضلاً عن اختيار المؤلف الدقيق لمفرداته الأمر الذي يعكس أيضاً تجاوز الدلالات اللغوية بحيث يجعل الموت في الصحراء حياة.
وقرأ الناقد الدكتور عبدالعزيز السبيل جزءاً من قصة «أشباح السراب» ملقياً الضوء النقدي عليها موضحاً انها قصة يمزج فيها المؤلف بين الواقع والفنتازيا، وينحو باتجاه القصة الشعرية ذات الأساليب الفنية المتعددة، وهي على تعدد رموزها غير انها تتسم بوضوح الرؤية واللغة الأصيلة الخالية من أي تعقيد.
واختتم الندوة عبدالله الناصر بتأكيد انتصاره للصحراء التي كانت مدداً للغتنا العربية وملاذاً لحمايتها وتعلمها ولا تزال أمام موجات التحديث والعولمة الراهنة، وقال أنا متعولم بالصحراء، وأرفض العولمة الكاسحة المفروضة علينا بقوة السياسة والسلاح.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved