بلا تردد
تأنيث الكاريكاتير
هدى بنت فهد المعجل

لست متهماً، أو مداناً، حتى نكبدك خسائر لا تطيقها. ونلقي عليك باللائمة وأنت منها براء، فمن الغباء أن «نظل» نعلق إخفاق أنثى على مشجب رجل خارج نطاق مسببات الإخفاق، وربما لم يذنب في حقها الذنب الظاهر للعيان، ولم يقف حجر عثرة في طريق ظهورها، ووضوح مسار فنها، ودهاليز عطائها.
فقد ولّى زمان تعليق عثرة فلان على شماعة الآخر، طالما أننا نتقدم للأمام، بلا تراجع.
و«منال مُغني» من تكفل الإعلام بإلباسها رداء «أول كاريكاتيرية سعودية» كما صرحت بذلك لمجلة اليمامة العدد 1744 قد يُرى لباسها فضفاضاً عليها، وغير مناسب لها في وجود متواريات، مبدعات لهذا الفن، لم ينحسر عنهن حجاب التواري بعد.
وقد نراه مناسباً لتفاصيل كيانها «بأي هيئة بدا ذلك الكيان» ما دمنا لا ندرك بصيص البديل لها.. فهنّ إما غائبات وإما مغيبات لأنفسهن.
قلِّب ما شئت من الصحف..
وما شئت من المجلات..
لا أثر لهن.. لا ملامح.. لا تقاسيم في طور التخلق..
فهل نتفق على أن «عالم الكاريكاتير كان، وسيظل تحت سيطرة الرجل»
مفردة «سيطرة» قوية في حق الرجل.. وتبطلها كلمة «منال مغني»:
«جاءتني بعض الدعوات للانضمام إلى صحف محلية ولكني أرى من الصواب البقاء في صحيفة عكاظ».
الباب ليس موارباً فقط لنا كإناث لندلف من خلاله لقاعة الكاريكاتير..!! بل مشرع على مصراعيه.. قد نلمس تقصيراً من الصحافة في إعطاء فن الكاريكاتير حقه من الفسح والنشر بمقدار ما تعطى الكلمة والإبداع الكتابي.. بيد أن هذا التقصير لا يبرر الفشل الذريع الذي منيت به الإناث في الانخراط في عالم الكاريكاتير.
فهل يمنح هذا الفن قدراً من الطرح والنقاش إعلامياً؟؟
ربما نخرج بتبريرٍ منطقي لعدم ولوج الأنثى بوابة الكاريكاتير!!.
حرف يُخِلُّ بالمعنى
أنتم معي على أن زحزحة حرف من مكانه في كلمة، أو إبداله بحرف آخر يحدث انقلاباً مهولاً في المعنى. ليس في اللغة العربية وحدها. بل كافة لغات العالم.
فكيف بالحرف وهو يُستبدل بآخر في اسم الطالب السعودي الذي يدرس بجامعة «أيداهو» الأمريكية واتهم مؤخراً من قبل هيئة المحلفين الكبرى بتزوير تأشيرات وعدم الإبلاغ عن مساعدته لجمعية خيرية تدعم الإرهاب.. فقد ذكرت صحيفة سعودية أن اسمه «سامي عمر الحصين» في حين أن صحيفة محلية أخرى أوردت بأن اسمه «سامي عمر الحسين».
حرف واحد أقض مضجع عائلتين - قد تكونان متراميتي الأطراف شكك في شخصيتين، وما يغفر للصحيفتين زللهما أن الصورة هي نفسها في كلتيهما.
والسؤال المنتصب القامة يقول:
«الحصين» أم «الحسين»
وأي الصحيفتين ستتحمل تبعية الخطأ الوارد؟؟