أجواء العالم الملبدة بنذر الحرب، وضجيج وسائل الإعلام التي تنقل الأخبار وتورد الصور لمشاهد كلها مفزعة وضعت الإنسان في كل مكان تحت تأثيرها، فالكل يترقب والكل ينتظر ما تأتي به الأيام القادمة، وما بعدها.
في هذه الأجواء الكئيبة..
وفي ظل الأخبار التي لا تحمل إلا ما يوحي بالخطر وينذر بالحرب..
لا بد وأن نفكر
لم كل هذا؟!
ولماذا تندفع بعض القوى العظمى في العالم التي تدعي الديمقراطية وتفاخر بحماية الإنسان، بل والحيوان أيضاً، نحو اشعال الحروب وتأجيجها؟ وهل يدفع الطمع فيما لدى الغير إلى فعل هذا السلوك المدمر؟ وهل هناك بعد عقائدي في مثل هذا التوجه السلبي الذي يفضل الدمار على البناء، ويفضل الموت على الحياة؟
يتساءل الإنسان في كل مكان.
ألا تصغي القوى المتدفقة نحو الحرب إلى هذه الأصوات التي تتردد في أرجاء المعمورة مطالبة بالسلام ليكون هو ما يجب الالتزام به.
أليست هذه الأصوات التي ترتفع في كل أنحاء المعمورة دليلاً على أن أغلبية سكان الأرض يفضلون السلام ويمقتون العنف الذي تمثله الحرب القادمة، ثم أليس من الديمقراطية الأخذ بما تطالب به الأكثرية.
إن مشاهد الحشود العسكرية، والاستعدادات المصاحبة لها تقض مضاجع البشرية كلها، وهي نمط يؤكد أن روح الشر لا تزال تسيطر على أقلية من البشر لا يجدون متعة لهم إلا في الحروب المدمرة غير عابئين بما ستؤدي إليه من قتل للأبرياء وتشريد لهم، وتجويع ونشر للأمراض، وتحطيم لمبدأ السلام الذي تحلم به الإنسانية ليكون هو ركيزة الحوار وطريقاً لحل المشاكل دون اللجوء إلى القوة.
حروب العالم القديمة والحالية والمستقبلة تدل على أن هناك حاجة ملحة إلى قيم أخلاقية تلجم الرغبة في القتل والتدمير.
إن القيم الأخلاقية الصادقة هي تلك التي ترتكز على الإيمان بالله وعلى عدالته سبحانه وتعالى، وعلى أن حياة الإنسان هي أهم من كل مكسب مادي وأن القوة لا تعني الاستهانة بالضعفاء واذلالهم، والتحلي بهذه القيم والاحتكام إليها هو الذي سيؤدي إلى احلال السلام بين البشرية ويمنع نزوات الشر التي تدفع إلى القتل والتدمير.
|